[ad_1]
وأفاد الأطباء في مستشفى الأقصى- الذي كان قد وصل بالفعل إلى كامل طاقته الاستيعابية- أنهم شاهدوا وصول “أكثر من مائة مريض” مصابين بإصابات خطيرة، وحوالي نفس العدد من الجثث خلال نصف الساعة الأولى فقط.
وحذر شون كيسي، منسق فرق الطوارئ الطبية في منظمة الصحة العالمية من أن الكثيرين سيموتون في ظل التناقص المستمر في المساحة المتاحة في القطاع لعلاج الرجال والنساء والأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة منقذة للحياة.
لمعرفة المزيد، أجرت أخبار الأمم المتحدة حوارا مع السيد كيسي، والذي شارك في تلك المهمة الإنسانية إلى وسط غزة.
شون كيسي: قام فريق من منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الأمس – في يوم عيد الميلاد – بزيارة إلى مستشفى الأقصى في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، في أعقاب تقارير عن وقوع حادثة إصابات جماعية كبيرة في مخيم المغازي للاجئين، وكذلك ضربات أخرى على المنطقة الوسطى خلال الـ 36 إلى 48 ساعة الماضية.
وتم إخبارنا عن وصول أكثر من مائة جريح بحالات رضوح خطيرة خلال فترة قصيرة جدا – حوالي 30 دقيقة على حد قولهم- بالإضافة إلى حوالي مئة حالة وفاة تم إحضارها إلى المستشفى في نفس الوقت تقريبا. سمعنا من أحد الأطباء أن المرضى تدفقوا إلى مستشفى الأقصى بعد ذلك على مدى 12 ساعة تقريبا.
ذهبنا في مهمة طارئة لفهم ما حدث، للحديث مع الأطباء والممرضين، ولرؤية الكيفية التي يتكيف بها المستشفى، ومحاولة فهم ما حدث والوضع في المنطقة الوسطى بشكل أفضل.
أخبار الأمم المتحدة: استخدم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، كلمات مثل “المذبحة” لوصف ما يحدث في أماكن مثل مخيم المغازي، هل هذا تقييم عادل لما رأيته؟
شون كيسي: الوضع مؤلم للغاية. أعتقد أن “المذبحة” هي كلمة عادلة استخدمها الدكتور تيدروس. بالأمس، عندما كنت في مستشفى الأقصى، رأيت للأسف، وبحزن شديد، صبي صغيرا يموت متأثرا بإصابته في انفجار. رأينا الأطفال والنساء والشباب والشيوخ ينزفون. هناك دماء في كل مكان في هذه المستشفيات في الوقت الراهن. جميع الحالات التي نراها تقريبا هي حالات رضوح، وعلى نطاق يصعب تصديقه.
إنه حمام دم، كما قلنا من قبل، إنها مذبحة. إنه مشهد فظيع. وقد رأيت ذلك في مستشفى الأقصى بالأمس. ورأيت ذلك في مستشفى الشفاء في الشمال، وشاهدته في أكبر مستشفيين هنا في الجزء الجنوبي من غزة، مستشفى غزة الأوروبي ومجمع ناصر الطبي، في الأسابيع الماضية. في أي وقت أقوم فيه بزيارة مستشفى في أي جزء من قطاع غزة، يكون الوضع مشابهاً جداً في قسم الطوارئ.
أخبار الأمم المتحدة: أنت تتحدث من أقصى جنوب قطاع غزة، ويبدو أنك في موقع آمن ونأمل أن يستمر ذلك. كم عدد المستشفيات العاملة الآن التي لديها القدرة على علاج ضحايا إصابات الرضوح في القطاع؟
شون كيسي: لا يوجد مكان آمن في غزة. نحن الآن في مركز العمليات الإنسانية المشتركة التابع للأمم المتحدة في رفح، وخارج باب هذا المبنى – على بعد 50 مترا من المكان الذي أجلس فيه الآن – هناك مخيم يضم آلاف الأشخاص الذين لجأوا إلى هنا لأنهم فقدوا منازلهم أو فروا من العنف. إنهم يقيمون في ملاجئ بأغطية بلاستيكية خارج الباب مباشرة. وفي الليلة الماضية، سمعنا اشتباكات طوال الليل تقريباً، مع ورود تقارير خلال النهار عن العديد من الإصابات التي وصلت إلى المستشفيات هنا في الجنوب.
هناك مستشفيان يعملان الآن في جنوب غزة بكامل طاقتهما: مستشفى غزة الأوروبي ومجمع ناصر الطبي هما المستشفيان الأكبر، ومستشفى النجار والمستشفى الإماراتي هنا في رفح اللذان يقدمان خدمات أكثر تخصصا.
إلا أنه في جميع أنحاء غزة في الوقت الحالي، تبلغ القدرة الصحية حوالي 20 بالمائة مما كانت عليه قبل 80 يوما أو نحو ذلك. فقد توقفت جميع الخدمات تقريباً عن العمل، إما لأن المرافق نفسها تضررت، أو لأن الموظفين اضطروا إلى الفرار، أو لأن موارد الطاقة قد نفدت، أو أن الإمدادات الطبية نفدت، أو لأن الموظفين لم يتمكنوا من الوصول إليها.
وحتى في مستشفى غزة الأوروبي، وهو أحد أكبر المستشفيات – ويقع على بعد 15 دقيقة من مكان تواجدي اليوم – لا يستطيع العديد من الموظفين الوصول إليه بسبب القتال الدائر في المنطقة المحيطة بالمستشفى. وفي مجمع ناصر الطبي، سمعنا نفس الشيء اليوم، وهو أن الموظفين يغادرون المستشفى لأن تلك المنطقة غير آمنة – وفي الواقع، كان هناك أمر إخلاء بالأمس.
إذا لم يتمكن العاملون الصحيون من الوصول إلى المستشفيات، فلا يمكن تقديم الخدمات. وفي الوقت نفسه، نشهد انخفاضا في تقديم الخدمات الصحية، ونشهد زيادة كبيرة في حالات الرضوح المعقدة، مثل الحالات التي رأيتها بالأمس في الأقصى، بما فيها مجموعة كاملة من الإصابات المعقدة التي لا تستطيع المستشفيات التعامل معها.
أخبار الأمم المتحدة: مستشفى الأقصى هو أيضا مركز لعلاج السرطان. ما نوع الإمدادات التي يمكنكم إيصالها إلى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ويحتاجون إلى علاج عاجل؟ هل استطعتم إيصال أي شيء بالأمس؟
شون كيسي: لم نأت بالإمدادات يوم أمس حيث كانت مهمتنا في مستشفى الأقصى محددة لفهم ما حدث. وفي الحقيقة مستشفى الأقصى تم إمداده بالوقود خلال الأسابيع القليلة الماضية، ورغم وصفي للظروف الحالية التي يعيشها قطاع غزة، إلا أنه من أكثر المستشفيات العاملة.
لديهم الإمدادات والوقود ولديهم مولد قيد التشغيل. لديهم دعم من منظمة أطباء بلا حدود. لديهم بعض الجراحين المتخصصين. لديهم موارد أكثر من العديد من المستشفيات الأخرى، لكنهم ما زالوا يكافحون لمواكبة عدد المرضى الذين يأتون إليهم.
تعاني العديد من المستشفيات في جميع أنحاء غزة نقص في الإمدادات. في الواقع، هناك فريق من منظمة الصحة العالمية موجود في الشمال اليوم لتوصيل الإمدادات. بعض هذه الإمدادات هي لمعالجة حالات الرضوح، وبعضها عبارة عن أدوية روتينية للمرضى الداخليين والخارجيين.
ما تراه في الأخبار هو الكثير من حالات الرضوح في أقسام الطوارئ، ولكن جميع المصابين بالأمراض غير المعدية – مرضى السرطان، ومرضى السكري، والأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب وغيرها من الحالات – غير قادرين على الوصول إلى الخدمات في معظم أنحاء قطاع غزة في الوقت الحالي.
المستشفيات مكتظة تماما. وما سمعناه في مستشفى الأقصى بالأمس هو أنه ليس لديهم بالضرورة نقص في عدد الجراحين، إلا أنهم يعانون من عدم توفر المساحة الكافية في المستشفى لاستيعاب عدد المرضى القادمين. ومن الواضح أنه عندما يكون هناك تدفق مستمر من الأشخاص على حافة الموت والذين يحتاجون إلى رعاية منقذة للحياة، فإنهم يصبحون الأولوية.
هناك عملية فرز ولسوء الحظ، يتم التعجيل في توفير الرعاية لأنه لا يوجد سوى عدد قليل جداً من العاملين الصحيين لتقديم الرعاية لهذا العدد الهائل من المرضى الذين يعانون من إصابات خطيرة.
أخبار الأمم المتحدة: تحدث الدكتور تيدروس أيض عن التحديات اللوجستية. هل هذا تعبير ملطف للقتال والغارات الجوية ولصعوبة التنقل في قطاع غزة في الوقت الحالي؟
شون كيسي: هذا ليس تعبيرا ملطفا، فهناك تحديات لوجستية حقيقية. لدينا عدد محدود من شاحنات الإمداد القادمة عبر معبر رفح. ومن ثم، لكي نتمكن من إيصال الإمدادات إلى المستشفيات في جميع أنحاء قطاع غزة، علينا أن ننسق مع أطراف النزاع للتأكد من أن الطرق خالية من الصراع قدر الإمكان لكي نمضي قدما بأمان قدر الإمكان.
في بعض الأحيان تتغير تلك الطرق، وعلينا المرور عبر مناطق مزدحمة للغاية. وفي الواقع، مع نزوح مليوني شخص تقريبا، لدينا حشود ضخمة تعيش في مناطق معينة. وحتى هنا في رفح، من الصعب القيادة في بعض الأحيان، قد يستغرق الأمر نصف ساعة لقطع كيلومتر واحد لأن هناك الكثير من الناس في الشوارع.
بالإضافة إلى ذلك، يزداد مستوى الدمار بشكل لا يصدق كلما اتجهت نحو الشمال، فالطرقات مليئة بالركام، وهناك أسلاك مقطوعة، وخطوط كهرباء وأعمدة مقطوعة. عندما ذهبت إلى مستشفى الشفاء في وقت سابق من هذا الأسبوع، كانت أمامنا شاحنات طعام تم تفريغها من قبل الجمهور مما أدى إلى إغلاق الطريق بمئات الأشخاص. لذا، كان علينا تغيير المسار في الوقت الحقيقي. استغرقت رحلة مداها 40 كيلومترا إلى مستشفى الشفاء أربع ساعات.
لذا، فالأمر ليس مجرد تعبير ملطف. علينا أن نعبر نقاط التفتيش. لدينا إجراءات أمنية يجب اتباعها. ولكن الأمر يتعلق أيضاً بالتعامل مع ظروف الطريق، والتعامل مع الإطارات المثقوبة، لمجرد أننا نسير فوق الأنقاض وقضبان التسليح المكشوفة وأشياء من هذا القبيل، فهي مجموعة من التحديات.
أخبار الأمم المتحدة: السؤال الأخير لك شون، لقد قدمت شهادة مؤثرة للغاية من زيارتك الأخيرة لمستشفيي الأهلي والشفاء. وأعتقد أن ما يريد معظم الناس معرفته هو ما الذي حدث لأولئك المرضى المتبقين هناك الذين قلت فيهم، وأقتبس، “إنهم ينتظرون الموت”؟
شون كيسي: لسوء الحظ، لا يزال هذا هو الحال بالنسبة لمعظمهم. سمعنا صباح اليوم بشرى سارة من زملائنا في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنهم تمكنوا من نقل عدد قليل من المرضى من مستشفى الأهلي. ينام العديد من مرضى مستشفى في طوابير في الكنيسة – المرضى الذين يجب أن يكونوا في وحدات العناية المركزة هم في طوابير في الكنيسة في يوم عيد الميلاد.
في مستشفى الشفاء، لا يزال معظمهم موجودا. أعتقد أنه تم نقل مريض بالأمس من بين المئات الذين كانوا هناك في حالة خطيرة أو حرجة. لذا، فهو غيض من فيض. وما زلنا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمحاولة نقل هؤلاء المرضى، ولكن الخيارات أصبحت محدودة أكثر فأكثر مع صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية، ونزوح العاملين الصحيين أنفسهم.
ليس لدينا الكثير من خيارات الإحالة، وغرف العمليات ممتلئة إلى كامل طاقتها الاستيعابية. لذلك، نحن نحاول إضافة المزيد. هناك فرق طبية للطوارئ تقوم بنشر وإنشاء غرف عمليات إضافية، مثلما فعلت منظمة أطباء بلا حدود في الأقصى، وستفعل الهيئة الطبية الدولية الشيء نفسه هنا في رفح. كما أنشأت دولة الإمارات مستشفى ميدانياً. ولكن لا تزال الأرقام لا تتطابق مع حجم الإصابات والحالات الجراحية التي نراها في جميع أنحاء قطاع غزة.
[ad_2]
Source link