[ad_1]
وفي رسالته بمناسبة نهاية العام، أشار تيدروس إلى إعلانه في أيار/مايو نهاية جائحة كوفيد-19 باعتبارها حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا، الأمر الذي كان بمثابة نقطة تحول بالنسبة للعالم، بعد ثلاث سنوات من الأزمة والألم والخسارة للناس في كل مكان. وقال “يسعدني أن أرى أن الحياة قد عادت إلى طبيعتها”.
وتطرق إلى إنجازات أخرى بما فيها الإعلان أن تفشي جدري القردة “Mpox” لم يعد يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، فضلا عن الموافقة على لقاحات جديدة ضد الملاريا وحمى الضنك والتهاب السحايا، وهي أمراض تهدد الملايين في مختلف أنحاء العالم، وخاصة الفئات الأكثر ضعفا.
وأشار كذلك إلى إعلان خلو أذربيجان وطاجيكستان وبليز من الملاريا، والقضاء على مجموعة من الأمراض الاستوائية المهملة في بلدان متعددة، بما في ذلك مرض النوم في غانا، والتراخوما في بنين ومالي والعراق، وداء الفيلاريات اللمفاوية في بنغلاديش ولاو.
وأضاف أيضا: “اقتربنا من القضاء على مرض آخر يمكن الوقاية منه باللقاحات، وهو شلل الأطفال”.
ومن بين الإنجازات الأخرى التي تحدث عنها، بدء ثلاثين دولة أخرى استخدام لقاح فيروس الورم الحليمي البشري مع تقدم العالم نحو القضاء على سرطان عنق الرحم.
التزام دولي
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العامية إنه قد تم رفع الحاجة إلى معالجة الآثار الصحية الناجمة عن أزمة المناخ إلى أعلى المستويات السياسية، حيث قامت الحكومات والعلماء والمناصرون بوضع الصحة، لأول مرة، في مكانة بارزة على جدول أعمال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP28)، وإصدار إعلان عالمي بشأن المناخ والصحة.
وأضاف أن رؤساء الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة التزموا بتعزيز التغطية الصحية الشاملة، والقضاء على مرض السل، وحماية العالم من الأوبئة في المستقبل. وأكد أن كل تلك الإنجازات، وغيرها الكثير، أظهرت قوة العلم والحلول والتضامن لحماية الصحة وتعزيزها.
عام من المعاناة
وشدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على أن عام 2023 كان أيضا “عاما من المعاناة والتهديدات الهائلة التي يمكن تجنبها على الصحة”.
وقال الدكتور تيدروس إن “الهجمات الوحشية” التي شنتها حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أدت إلى مقتل حوالي 1,300 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة، مضيفا أن “التقارير التي تتحدث عن العنف القائم على النوع الاجتماعي وسوء معاملة الرهائن أمر مؤسف”.
وقال إن ذلك أعقبه “شن هجوم مدمر على غزة” والذي أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص – معظمهم من النساء والأطفال – وإصابة أكثر من 53 ألف شخص. وتحدث عن تعرض المستشفيات والعاملين في مجال الصحة لهجمات متكررة، بينما لا تقترب جهود الإغاثة من تلبية احتياجات الناس.
وأشار إلى أنه اعتبارا من 22 كانون الأول/ديسمبر، كان 9 فقط من أصل 36 مرفقا صحيا في غزة يعمل بشكل جزئي، مع أربعة مرافق فقط تقدم أبسط الخدمات الأساسية في الشمال. وقال: “ولهذا السبب، ندعو مرة أخرى إلى وقف فوري لإطلاق النار”.
لا صحة بدون سلام
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن الحروب والأعمال العدائية المسلحة تفشت “للأسف” في العديد مم المناطق الأخرى حول العالم بما فيها السودان وأوكرانيا وإثيوبيا وميانمار، على سبيل المثال لا الحصر. وأضاف: “لقد رأيت بنفسي معاناة الأشخاص الذين أنهكتهم الحرب في شمال غرب سوريا، والذين، مثل المجتمعات التي زرتها أيضا في تركيا المجاورة، ابتليوا بالزلزال المروع في شباط/فبراير”.
وأكد أنه بدون السلام لا توجد صحة، وبدون الصحة لا يمكن أن يكون هناك سلام، مشيرا إلى أن انعدام الأمن والفقر وعدم الحصول على المياه النظيفة ومستلزمات النظافة الشخصية، أذكى انتشار الأمراض المعدية في العديد من البلدان. ونبه الدكتور تيدروس إلى أن عودة ظهور الكوليرا تثير القلق بشكل خاص، مع تسجيل عدد قياسي من حالات تفشي المرض يتجاوز 40 حالة في جميع أنحاء العالم.
اتفاقية للتصدي للأوبئة
وشدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية على أنه لا تزال هناك فجوات فيما يتعلق بالاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ، لمنع الوباء التالي، مؤكد أن عام 2024 يقدم فرصة فريدة لمعالجة هذه الثغرات.
وأشار إلى أن الحكومات تتفاوض على أول اتفاقية عالمية على الإطلاق لحماية المجتمعات والبلدان والعالم من التهديد الذي تشكله الأوبئة، موضحا أن الاتفاقية صُممت لسد الفجوات في التعاون العالمي والتعاون والإنصاف. وأكد أن تلك الاتفاقية والخطط الرامية إلى تعزيز اللوائح الصحية الدولية، تشكل إجراءات فارقة تتخذها الحكومات لخلق عالم أكثر أمانا وصحة.
وبينما تكمل منظمة الصحة العالمية عامها الـ 75، أعرب الدكتور تيدروس عن خالص امتنانه للعاملين في مجال الصحة والشركاء والزملاء في المنظمة، “في رحلتنا المشتركة لتحقيق الصحة للجميع”. كما أعرب عن الأمل في أن يجلب العام الجديد السلام والصحة والرخاء لجميع الناس في جميع أنحاء العالم.
[ad_2]
Source link