[ad_1]
وعندما ننتهي من هذه الكتلة الثقافية بشعوبها كلها سوف نصل إلى كتلة ثقافية مختلفة، ولكنها متداخلة مع الكتلة الثقافية التي مررنا بها قبل قليل، سنرى أن الصين وكوريا وفيتنام واليابان.. إلخ، كتلة ثقافية واحدة في الشكل وفي الدين وفي العادات والتاريخ. وإذا تأملنا سنجد الكتلة الإسلامية والهندية تتداخل مع هذه الكتلة عبر الثقافة العابرة للقارات، فالفلبين وإندونيسيا.. إلخ، يشبهون هؤلاء وهؤلاء بمثابة جسر بين الكتلتين لإِحكام التدفق الإنساني الطبيعي بين البشر عبر التاريخ.
عندما ننتقل إلى أفريقيا؛ سواء عن طريق اليمن أو أن نبدأ من جنوب أفريقيا أو شمالها، سوف نصادف نفس التعالق البشري؛ ستلاحظ أن الصومال وإرتيريا وجيبوتي وإثيوبيا متشابهون في الشكل وفي العادات وحركة القبائل والفنون، ولا أحتاج أن أقدم سرداً للعلاقة الثقافية والعرقية بين الشعوب الأفريقية في قلب أفريقيا، فكل دولة أفريقية تتعالق مع جاراتها مع جميع الجهات وليست التقسيمات الموجودة الآن سوى استجابة لنظام العصر السياسي أو الاستعمار. هذا ما نشاهده في أمريكا الشمالية وأوروبا، فالثقافة الكندية لا تختلف عن الثقافة الأمريكية، والشعوب الأوروبية متداخلة ثقافياً وتاريخياً ودينياً، وهذا ما نلمسه بوضوح بين الشعوب اللاتينية في أمريكا الجنوبية. يكفي أن نعرف معنى كلمة لاتينية لنعرف العلاقة الإنسانية الطبيعية في ما بينهم.
لكن لو عدت وخرجت من اليمن واتجهت إلى السعودية ثم الأردن وانعطفت يساراً، سوف أجد شعباً لا علاقة له بجيرانه؛ لا باللغة ولا بالدين ولا العادات ولا بالأشكال.. إلخ. لا يوجد أي بعد إنساني يجمع هذه الكتلة البشرية التي اسمها إسرائيل بجيرانها سوى أنهم بشر، وهذا الشعب ليس منبتاً من جيرانه فحسب، بل من البشرية كلها. لا أقارب له في هذا الكون ولا أرومة ينتمي إليها، كأنه هبط من الفضاء من أحد الكواكب البعيدة (ALIEN S)؛ لعل هذا ما يفسر القسوة التي يتعاملون بها مع خصومهم، ليس لهم قريب في هذا الكون سوى سلاحهم الذي يمثّل تواصلهم الحميمي مع الآخرين. حتى لغتهم التي أسموها العبرية هي لغة تم اختراعها في أواخر القرن التاسع عشر، لم يتكلم بها إنسان قبل القرن العشرين.
[ad_2]
Source link