[ad_1]
ومع دخول مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المنعقد في دبي في الإمارات العربية المتحدة ساعاته الـ 48 الأخيرة، وجه الأمين العام للأمم المتحدة رسالة واضحة إلى المفاوضين الحكوميين قائلا “يجب أن نختتم المؤتمر بنتيجة طموحة تظهر عملا حاسما وخطة موثوقة للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية على قيد الحياة، وحماية أولئك الموجودين على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ”.
ويشير الأمين العام بذلك إلى هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض كيلا يزيد عن 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية. وتشارك الوفود في مفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق بشأن بنود جدول الأعمال الرئيسية بما فيها مستقبل استخدام الوقود الأحفوري، وزيادة الطاقة المتجددة، وبناء القدرة على الصمود أمام تغير المناخ، وضمان الدعم المالي للبلدان الضعيفة.
الساعة ما زالت تدق
وفي حديثه للصحفيين اليوم الاثنين، نبه أمين عام الأمم المتحدة إلى سباق البشرية مع الزمن حيث إن كوكبنا على بعد “دقائق من منتصف الليل” للحد الأقصى المسموح به وهو 1.5 درجة مئوية، في إشارة إلى أحد الأهداف الأساسية للاحتباس الحراري الذي حدده اتفاق باريس لعام 2015. وأضاف الأمين العام أن “الساعة ما زالت تدق”.
وأضاف الأمين العام أنه مع اقتراب مؤتمر المناخ من خط النهاية، لا تزال هناك “ثغرة يتعين سدها”. وقال غوتيريش “الآن هو الوقت المناسب لأقصى قدر من الطموح وأقصى قدر من المرونة. ويجب على الوزراء والمفاوضين تجاوز الخطوط الحمراء التعسفية والمواقف الراسخة وتكتيكات التعطيل”.
وحث الدول على المضي قدما في التفاوض بحسن نية والارتقاء إلى مستوى التحدي، محذرا أيضا من أن أي “تسوية من أجل الحلول” يجب ألا تأتي على حساب “التنازل عن العلم أو الحاجة إلى إيجاد أكثر الحلول طموحا”.
وشدد على أنه في “عالم متشرذم ومنقسم، يمكن لمؤتمر المناخ أن يظهر أن التعددية تظل أفضل أمل لنا لمواجهة التحديات العالمية”.
الطموح والاستعداد لدعم التحول
بدوره قال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل إن المفاوضات بشأن وثيقة ختامية تحظى بفرصة لبدء فصل جديد يخدم الناس والكوكب.
وأكد على أهمية التمويل باعتباره “الركيزة الأساسية لتوسيع نطاق العمل المناخي على جميع الجبهات”.
وأضاف ستيل أن المفاوضات في دبي تلخصت الآن في مسألتين وهما:
- “مدى طموحنا” بشأن التخفيف من آثار التغير المناخي،
- “وهل نحن على استعداد لدعم هذا التحول بوسائل الدعم المناسبة لتحقيقه؟”
وشدد المسؤول الأممي على أن أعلى مستويات الطموح ممكنة في كلا المسألتين، محذرا من أنه “إذا قللنا من أحدهما، فإننا نقلل من قدرتنا في تحقيق أي منهما”.
وأضاف أنه من أجل التوصل إلى اتفاق ذي مغزى، يجب إزالة “العوائق التكتيكية غير الضرورية” العديدة التي شوهدت على مدار رحلة المؤتمر، داعيا إلى ضرورة رفض “التدريجية”.
وذكّر المفاوضين بأن العالم يراقب، وأنه “ليس هناك مكان للاختباء”. وقال ستيل “هناك شيء واحد مؤكد: عبارة أنا فزت – وأنت تخسر هي وصفة للفشل الجماعي. وفي نهاية المطاف، فإن أمن 8 مليار شخص على المحك”.
التقييم العالمي
وبعد مؤتمر باريس التاريخي، تمثل دبي المرة الأولى التي يقوم فيها مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ بتقييم التقدم نحو تحقيق الأهداف التي تم الاتفاق عليها عام 2015.
ولا يزال ما يسمى بالتقييم العالمي قيد التقييم، ويمكن أن يمهد الطريق لخطط عمل وطنية طموحة بشأن المناخ، أو للمساهمات المحددة وطنيا التي من المقرر أن تقدمها البلدان عام 2025.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة البلدان إلى تكثيف جهودها لضمان أقصى قدر من الطموح على جبهتين، وهما الطموح بشأن الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتحقيق العدالة المناخية.
وشدد غوتيريش في تصريحاته اليوم الاثنين على أن التقييم العالمي يجب أن يُقر “بالحاجة إلى التخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري ضمن إطار زمني يتوافق مع حد 1.5 درجة مئوية، وتسريع التحول العادل والمنصف والمنظم للطاقة للجميع”.
تحول الطاقة
وفي لقائه مع الصحافيين في مدينة إكسبو التي تحتضن فعاليات المؤتمر، ركز الأمين العام على نقاط العمل الرئيسية الضرورية لرفع الطموح وتعزيز العمل المناخي على صعيد تحول الطاقة وهي كما يلي:
- مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ومضاعفة كفاءة استخدام الطاقة، والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
- الدعم والتدريب والحماية الاجتماعية لأولئك الذين قد يتأثرون سلبا.
- النظر في احتياجات الدول النامية التي تعتمد على إنتاج الوقود الأحفوري.
وقال غوتيريش إن “الجداول الزمنية والأهداف قد تكون مختلفة بالنسبة للبلدان ذات مستويات التنمية المختلفة”، ولكن يجب أن تتماشى مع “تحقيق صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2050 والحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية”.
العدالة المناخية
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن مؤتمر المناخ بدأ بخطوتين مشجعتين وهما، الاتفاق على تفعيل صندوق الخسائر والأضرار لمساعدة البلدان الضعيفة على مواجهة آثار تغير المناخ، وتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر.
وأضاف غوتيريش “إنها البداية، ولكن هناك حاجة إلى المزيد”.
ونظرا للتحديات التي تواجه البلدان النامية المثقلة بالديون، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى “الوفاء بجميع الالتزامات التي تعهدت بها البلدان المتقدمة بشأن التمويل والتكيف”، وبالإضافة إلى ذلك “ستكون هناك حاجة إلى المزيد من طموح التكيف”.
وقال إنه ينبغي لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ إرسال إشارات واضحة مفادها أن الحكومات قد أدركت حجم تحدي التكيف، وأنها تمثل أولوية ليس فقط للدول النامية، بل للعالم أجمع.
إطار التكيف الجديد
ورحب أمين عام الأمم المتحدة “بالإجماع المنبثق عن إطار جديد بشأن التكيف” لكنه حذر من أن “الإطار بدون وسائل التنفيذ يشبه سيارة بلا عجلات”.
وأشار الأمين العام إلى أن “مضاعفة تمويل التكيف إلى 40 مليار دولار بحلول عام 2025 يجب أن تكون خطوة أولية نحو تخصيص ما لا يقل عن نصف إجمالي تمويل المناخ لصالح التكيف”.
وبالنظر إلى المستقبل، أشار غوتيريش إلى أن العامين المقبلين مهمان لتحديد هدف جديد لتمويل المناخ العالمي بعد عام 2025، ولكي تقوم الحكومات بإعداد خطط عمل وطنية جديدة للمناخ، تتماشى بالكامل مع حد 1.5 درجة مئوية.
وأضاف “لا يمكننا الاستمرار في المماطلة. لقد نضب المعين، ونفد الوقت تقريبا”، داعيا المفاوضين إلى الارتقاء إلى مستوى التحدي المناخي وإلحاحه.
[ad_2]
Source link