[ad_1]
جاء نداء الأمين العام للأمم المتحدة اليوم الجمعة في افتتاح القمة العالمية للعمل المناخي، والتي ستجمع على مدى اليومين المقبلين قادة العالم ورؤساء الدول والحكومات في مسرح الواحة بمدينة إكسبو الشهيرة.
وفيما حذر من أن “مصير البشرية على المحك”، قال السيد غوتيريش إنه يتعين على زعماء العالم التحرك الآن لوضع حد لكارثة المناخ. وقال: “هذا مرض لا يمكن أن يعالجه إلا أنتم: قادة العالم”، داعيا رؤساء الدول والحكومات إلى إنهاء اعتماد العالم على الوقود الأحفوري (مثل النفط والغاز) والوفاء بالوعد الذي طال انتظاره بشأن العدالة المناخية.
كما رحب الأمين العام بالإنجاز الذي تم تحقيقه أمس في اليوم الافتتاحي للمؤتمر بعد أن توصل المندوبون إلى اتفاق بشأن تفعيل صندوق للخسائر والأضرار من شأنه أن يساعد البلدان الأكثر ضعفا في العالم على دفع تكاليف الآثار المدمرة لأزمة المناخ.
مؤتمر ثري بالفعاليات
تعج مدينة إكسبو بالأنشطة وسط إجراءات أمنية مشددة في اليوم الثاني من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) مع وصول زعماء العالم لحضور قمة العمل المناخي حيث من المتوقع أن يحدد القادة من أكثر من 160 دولة رؤيتهم لمعالجة أزمة المناخ على مدى اليومين المقبلين.
تُعرف دبي، أكبر مدينة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بطقسها الحار للغاية. وفي حين أن الجو في شهر كانون الأول /ديسمبر لطيف نسبيا، فإن مئات المراسلين والمصورين وموظفي الفعاليات وممثلي المجتمع المدني يتدافعون إلى الأماكن المظللة في مدينة إكسبو هربا من أشعة الشمس الحارقة.
تقف الشعوب الأصلية على الخطوط الأمامية لتأثيرات تغير المناخ، وممثلوها النشطون يرفعون أصواتهم في مؤتمر دبي. التقى فريق أخبار الأمم المتحدة بجاكوب جونز، الذي ينحدر من قبيلتي هوبي وأكيميل أودهام الأمريكيتين، والعضو في وفد حفظة حكمة السكان الأصليين ومقره الولايات المتحدة.
قال السيد جونز إنه يعمل على إثراء السياسات المناخية بمعرفة الشعوب الأصلية، وأضاف: “نحن هنا لتغيير قلوب وعقول رواد المؤتمر وفرق التفاوض حتى نعيش في تضامن من أجل مستقبل صحي وقابل للحياة”.
“نريد أن نرى عملا مناخيا حقيقيا… نريد أن نرى التمويل للعدالة المناخية وصندوق الخسائر والأضرار. ونريد أن تكون كل هذه الأموال متاحة للسكان الأصليين الذين يعانون من الانهيار المناخي الوشيك، مع فقدان الأراضي والظواهر الجوية الشديدة”.
الاتحاد في الأزمة
وفي كلمته أمام قمة العمل المناخي، أشار الأمين العام إلى رحلاته الأخيرة إلى القطب الجنوبي ونيبال حيث رأى بأم العين مدى وحجم ذوبان الجليد والأنهار الجليدية.
وقال السيد غوتيريش: “هاتان البقعتان متباعدتان من حيث المسافة، إلا أنهما متحدتان في الأزمة”.
لكنه حذر من أن هذا مجرد أحد أعراض المرض الذي “أركع مناخنا”. ففي معرض رسمه للصورة القاتمة التي تشكلها الفوضى المناخية المستمرة، قال إن ظاهرة الاحتباس الحراري تؤدي إلى استنزاف الميزانيات، وتضخم أسعار المواد الغذائية، وتقلب أسواق الطاقة، وتفاقم أزمة تكلفة المعيشة.
وأضاف: “نحن على بعد أميال من [تحقيق] أهداف اتفاق باريس – وعلى بعد دقائق [من الوصول إلى] الحد الأقصى البالغ 1.5 درجة”.
وصفة موثوقة لكوكب مريض
وشدد السيد غوتيريش على أن نجاح مؤتمر دبي سيعتمد على نتائج “التقييم العالمي” – الذي ستقوم بموجبه الدول بتقييم التقدم المحرز في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري لأول مرة – والتي يمكن أن تضع العالم على المسار الصحيح لتحقيق أهداف التكيف والتمويل والحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض.
وشدد على أن هذا التقييم يجب أن يصف علاجا موثوقا لكوكبنا المريض في ثلاثة مجالات رئيسية:
أولا، خفض الانبعاثات، لأن السياسات الحالية تقودنا إلى ارتفاع شديد في درجة حرارة الأرض بمقدار ثلاث درجات.
وحث السيد غوتيريش البلدان على “تسريع جداولها الزمنية” للوصول إلى صافي الصفر، وأن يتحقق ذلك “بأقرب ما يمكن من عام 2040 في البلدان المتقدمة وعام 2050 في الاقتصادات الناشئة”.
ثانيا، الإسراع نحو التحول العادل والمنصف إلى مصادر الطاقة المتجددة، حيث لا يمكن إنقاذ الكوكب المحترق “بخرطوم” الوقود الأحفوري.
وشدد الأمين العام على أنه لا يمكن الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية إلا إذا توقفنا في نهاية المطاف عن حرق جميع أنواع الوقود الأحفوري: “ليس بالتقليل. ليس بالتهدئة. بل بالتخلص التدريجي – مع إطار زمني واضح يتماشى مع [هدف] 1.5 درجة”.
بالإضافة إلى ذلك، قال إنه يتعين على البلدان أن تلتزم بمضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات وكفاءة استخدام الطاقة، وتوفير الطاقة النظيفة للجميع بحلول عام 2030.
ثالثا، الوفاء بالوعد الذي طال انتظاره بتحقيق العدالة المناخية في عالم منقسم وغير متكافئ ــ بما في ذلك من خلال زيادة التمويل للتكيف مع تغير المناخ والخسائر والأضرار.
وحث الدول المتقدمة على مضاعفة تمويل التكيف إلى 40 مليار دولار أمريكي سنويا بحلول عام 2025 وتقديم تفاصيل حول كيفية الوفاء بالوعد الذي قطعته لتقديم 100 مليار دولار من الدعم المالي للدول النامية.
استراتيجية تتمحور حول الإنسان
وقال دينيس فرانسيس، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة: “بصفتي مواطنا في دولة جزرية صغيرة نامية، أدرك تماما أنه في مسارنا الحالي، فإن تلك الجزر والثروة الثقافية والتاريخية التي تمثلها معرضة لخطر الاختفاء الوشيك،” مشيرا إلى أن الارتفاع السريع في مستوى سطح البحر يهدد بلاده، ترينيداد وتوباغو.
وأضاف أن ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار ثلاث درجات “ليس خيالا علميا، بل هو المسار الذي نسير فيه”، وركز في كلمته على الحاجة إلى “انتقال عادل إلى أنظمة الطاقة المستدامة” وإلى تمويل أكثر سهولة وتوافرا للتكيف مع الآثار المناخية.
وبينما أشار إلى الأزمات الفريدة التي تتعامل معها جميع البلدان في سياقاتها الوطنية، حث رئيس الجمعية الوفود على الاستفادة من تلك التجارب في مناقشاتهم خلال مؤتمر دبي، وأضاف:
“أحثكم على اقتراح حلول متكاملة وعملية المنحى، من شأنها أن توجه المشاركين الآخرين – لمساعدتهم على إعادة تصور السياسات وأطر السياسات المحلية والوطنية والإقليمية التي تتوقع المخاطر، وتحدد أولويات الاستثمارات، وتمكن الانتقال التكيفي مع تغير المناخ؛ مع تبني استراتيجية الناس أولا”.
كما شهد حفل افتتاح القمة العالمية للعمل المناخي أيضا تمثيل مجتمعات السكان الأصليين التي يتعرض بقاؤها للتهديد بسبب تغير المناخ.
من بينهم، إيزابيل بريستيس دا فونسيكا، وهي المؤسسة المشاركة والمديرة البيئية لمعهد زاغ، وهي منظمة يقودها شباب من السكان الأصليين يتمثل نشاطها الرئيسي في إعادة التشجير والحفاظ على المعرفة التقليدية حول شجرة أراوكاريا، المعروفة باسم زاغ.
وقالت السيدة دا فونسيكا أمام القادة: “أقف هنا اليوم، لأمثل أصوات السكان الأصليين والحاجة الملحة لمعالجة الأزمات البيئية. انضموا إلينا في هذه المعركة من أجل الطبيعة والتنوع البيولوجي. معا، يمكننا أن نكون التغيير”.
نقطة تحول أخرى
من جانبه، استذكر ملك المملكة المتحدة تشارلز الثالث الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية المعنية بتغير المناخ التي عقدت في باريس قبل ثماني سنوات، و“حيث وضعت الدول خلافاتها جانبا من أجل الصالح العام”.
وقال: “أصلي من كل قلبي أن يكون مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون نقطة تحول أخرى”.
وأعرب عن أسفه لخروج التقدم نحو تحقيق الأهداف المناخية عن المسار الصحيح، كما يظهر التقييم العالمي.
وفي كلمته أمام القمة، شدد الملك تشارلز على أن “التعامل مع هذا [وضع] هو عملنا جميعا”.
وأشار إلى تأثير تغير المناخ على مستوى العالم، بما في ذلك الفيضانات المدمرة التي شهدتها الهند وباكستان وحرائق الغابات الشديدة في الولايات المتحدة وكندا واليونان.
وقال: “ما لم نقم بسرعة بإصلاح واستعادة الاقتصاد الفريد للطبيعة، على أساس الانسجام والتوازن، وهو مصدر استدامتنا النهائي، فإن اقتصادنا وقدرتنا على البقاء سوف يكونان معرضين للخطر”.
[ad_2]
Source link