[ad_1]
جاء ذلك خلال الكلمة الافتراضية التي ألقاها الأمين العام أمام اجتماع مفتوح لمجلس الأمن لمناقشة “التحديات التي يواجهها صون السلام والأمن في السياقات الهشة” برئاسة دولة تونس التي ترأس مجلس الأمن لهذا الشهر. وقال إن الهشاشة والصراع من أكبر العقبات التي تعترض تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وإن معالجة تلك الروابط بين الهشاشة والصراع عنصر أساسي للسلم والأمن الدوليين.
وقال السيّد أنطونيو غوتيريش إنه حتى قبل جائحة كـوفيد-19، كانت الأوضاع تتدهور: “أصبحت النزاعات أكثر تعقيدا، يغذيها التوجه نحو الإقليمية وانتشار الجماعات المسلحة غير التابعة للدول، وارتباطها بالمصالح الإجرامية والمتطرفة“.
فوارق اجتماعية وعدم المساواة
أدّت طائفة متنوعة من الضغوط الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية إلى وضع السكان في كثير من المناطق في العالم تحت ضغط كبير مما أدى إلى خطر العنف والصراع.
وقال الأمين العام: “تضاعف عدد الأشخاص المعرّضين لخطر المجاعة. وامتدت آليات إدارة النزاعات الدولية إلى حدّ الانهيار. وقد وضعت هذه الاتجاهات عددا من البلدان في حلقة مفرغة. ولا يزال الصراع يوّلد الفقر ويعزز الهشاشة المؤسسية، مما يقلل بدوره من قدرة هذه المجتمعات على الصمود وآفاق السلام“.
بحلول عام 2030، يقدّر البنك الدولي أن ثلثي الفقراء المدقعين في العالم سيعيشون في بلدان هشّة أو متأثرة بالصراعات. وأدّت جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم هذه الاتجاهات. وفي عام 2020، ولأول مرة منذ 22 عاما، كان الفقر المدقع في ازدياد.
ومن المتوقع أن يؤدي انكماش النشاط الاقتصادي في البيئات الهشة والمتأثرة بالصراع إلى دفع 18 إلى 27 مليون شخص إضافي إلى براثن الفقر.
وعلاوة على ذلك، تتسع فجوة المساواة بين الجنسين، وتراجعت مشاركة المرأة في القوى العاملة إلى الوراء لعقود، بحسب الأمين العام. كما أن حالة الطوارئ المناخية هي محرك إضافي لانعدام الأمن. وقال الأمين العام: “إذا أردنا كسر حلقة الفقر والصراع، فنحن بحاجة إلى نهج أكثر طموحا يعتمد على مبدأين منصوص عليهما في أهداف التنمية المستدامة“.
وأشار السيّد غوتيريش إلى أن النهج الأول هو أجندة 2030 التي تقرّ بأنه لا يمكن أن تكون هناك تنمية مستدامة بدون سلام ولا سلام بدون تنمية مستدامة. ومن الضروري اتباع نهج شامل لبناء السلام واستدامته، مع استثمارات هادفة ومصممة خصيصا عبر الرابط بين التنمية الإنسانية والسلام.
أما النهج الثاني فهو التضمين، مشيرا إلى ضرورة أن يكون التعهد “بألا يتخلف أحد عن الركب” في صميم الجهود لتعزيز التنمية المستدامة وكذلك منع النزاعات وحلّها.
القارّة الأفريقية تعاني على وجه الخصوص
يشكل اجتماع مجلس الأمن حول صون السلام والأمن الدوليين فرصة لمناقشة قضايا الهشاشة غير المعالجة – ولاسيّما في أفريقيا – وكيف يمكن أن تؤدي إلى اندلاع دورات جديدة من العنف وإلى تفاقم النزاعات القائمة وإطالة أمدها وتصبح محركات لعدم الاستقرار الإقليمي من خلال تأثيرها غير المباشر.
وقال الأمين العام: “في القرن الأفريقي ومنطقة الساحل تفاقمت الهشاشة بسبب التهديدات العابرة للحدود مثل تغيّر المناخ والإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود وانتشار الجماعات المسلحة“.
وقد شارك الأمين العام قبل شهر في رئاسة المؤتمر السنوي الرابع للأمم المتحدة مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي. وقال: “هذا الاجتماع كان فرصة لنا لتحديد سبل دعم مبادرة الاتحاد الأفريقي لإسكات البنادق، وهو جهد رائد لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات في القارّة، بما في ذلك الفوارق الاقتصادية والاجتماعية. ودعوتي لوقف إطلاق نار عالمي تسير جنبا إلى جنب مع هذه المبادرة الرائدة“.
وقد تقرر إنشاء مجموعة مشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بشأن تنفيذ أجندة التنمية المستدامة وجدول أعمال 2063، بما في ذلك ما يتعلق بالتعافي من فيروس كورونا.
لا يزال صون السلام والأمن الدوليين يواجه تحديات كبيرة، مما يزيد من صعوبة تحقيق السلام الدائم والأمن المستدام في أجزاء كثيرة من العالم، لاسيّما في السياقات الهشّة.
سنوافيكم بمزيد من التفاصيل عن هذه المناقشة المفتوحة تباعا.
[ad_2]
Source link