[ad_1]
الضبابية والظلام والتشويش أصاب كل شيء، فمن يقول إنه صديق أو حليف أو شريك هو من يحضر البارجات والطائرات ويقوم باستعراض القوة، هو من رفع شعار حقوق الإنسان وحذر من الجرائم ضد الإنسانية في حرب اليمن ومنع التحالف من دخول الحديدة. كيف تضع يدك في يد من لا تأمن مكره ولا شره؟ صعب أن تفرق بين اللاعبين والمتفرجين وبين الكومبارس والممثلين. حتى العدو من الصديق صعب التفريق بينهما. كل ذلك نتاج الاحتلال والقوة التي أشعلت الحروب والفتن في السودان وليبيا وبين الدول الشقيقة. اشتعلت حروب وسائل الإعلام الاجتماعية، التي أدارتها إسرائيل في المنطقة باحترافية لسنوات عديدة وبمنهجية علمية. لقد أصبح الوضع مثل لعبة الغاز مشفرة مركبة أو لعبة الأحاجي غير أنها حيلة لا تتبع سلسلة حسابات منطقية للتوصل للإجابة. في الحروب التي تجري في وسائل التواصل الاجتماعي أصبح كل من له رأي أو موقف يشعر أنه يملك الحقيقة، والأحكام لديه جاهزة. المؤلم أن الجميع يشارك في الصراخ والعويل والتخوين وهو بذاته المقصود من خلط الأوراق، وإعادة السيناريوهات تعاد تجربتها مرات عدة حتى تصبح جزءاً من الواقع الذي تسعى إليه القوى الغربية. مثل إدخال الجنود الأمريكان للمنطقة كسيناريو لإدارة المنطقة الذي طبق في عهد الرئيس الأمريكي ريغان في لبنان وفي ضرب ليبيا.. هذه التجربة تمت الاستفادة منها في غزو العراق.
أصبح علماء الجهالة جزءاً لا يتجزأ من خلط الأوراق والمفاهيم والأفكار. إن الحكم على مواقف الأطراف والفاعلين يحتاج إلى رؤية واضحة ومعلومات كافية وقدرة تحليلية وخبرات تراكمية. كل هذه الضبابية هي جزء من الحرب الهجينة التي تواجهها المنطقة بشراسة وجبروت وقهر واستكبار، حتى أصبح الضحية هو المجرم، وفقدت المعايير وساد الخلل فغدا كل طرف يشعر بأنه الأصح وما هو إلا بيدق في حرب هجينة.
الأزمة ليست حماس ولا منظمة التحرير ولا السلطة الفلسطينية ولا أين من اللاعبين الأساسيين أو اللاعبين الاحتياطيين. الأزمة وجودية لكل من في المنطقة لأنهم وحدهم وقود هذه الأطماع الأممية. نحن في حاجة ماسة إلى العمل الجدي على ترميم العلاقة مع بعضنا البعض والعالم.. نحن مدعوون لنسمع لبعضنا البعض. المخطط كبير والبصيرة مفقودة في ظل هذا الهدير والضجيج والخلافات التي صنعها الغرب في منطقتنا التي أخرست الأصوات فيها؛ بحجة أننا في حرب وذلك خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي حتى سادت مقولة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة».
المنطقة في حاجة ماسة لترميم العلاقات بيننا، ونسمع لبعضنا البعض، وإيجاد حلول مشتركة وأرضية مقبولة من الجميع، فالمنطقة في مواجهة حرب هجينة لم يشهد مثلها في التأريخ.
[ad_2]
Source link