[ad_1]
ظننا أن السماء أقرب إلى صفِّنا
وأكثر نداوةً، ورغبةً في الحديث
عن ذاك الشتاء البعيد، الذي هو قريبٌ أيضاً.
ليس سراً يُذاع أن شمسَهُ برفقٍ قد غادرتنا
وسماءَه منحتنا دموعها
وما برحنا، مُذّاك، نمنحها دموعنا، عطيةً مقابل أخرى.
نقبلها منكم؛ أيها الأرحام أيها الأتراب
ونحن؛ أعني الفاقدين
نقبلها أن تلوحوا باليدِ
أيّان ما كانت أيامُنا مكشوفةً للنوء
ومختومةً ليالينا
بحلمٍ، يفسر ما يجري علينا،
منذ أن أسقطنا الأحزان، في مستودعٍ أو مُدَّخر.
يناير، إذ جاء بسُبحة الأحزان كلها
وبمثل ميقات هذا الليل
تمنينا له ان يضيع بين الحكاياتِ
إذ يتداولها صاحبان
في تأمل رؤوس نخلٍ في البعيد:
البيت يربض تحت ذات السمت
والسور يترك ظلالاً ناعمةً على العشب الذي في الجوار.
لكن التراب الذي بيننا وبينهم يطغى على عادات الطبيعة
حيث أوردةٌ وشرايين تمتد في الثرى
وفي كل نافرٍ وناتئٍ من الأرض، وعَجِل.
…….
وهنا، تقاطعات طرقٍ مغسولةٍ
بما يشبه الندى أو المطر
وبروحٍ من الغفلة والنسيان جُبلت عليها دواخلنا:
نستدعيه؛ منظراً تلفزيونياً أو مشهداً من السينما
أيادٍ تتناقل وديعة الغيب، هي الأخرى
في موكبٍ من الراجِلين، قُبْلته ما برحت غرباً
حيثما قارئٌ يُلقن الميْت بين يدي الحيّ
والحيَّ بين يدي الميْت.
وفي السبعِ الأعالي
طبقاتٌ متراكبةٌ من السحاب
في جَنَانِها تنقبض شِرعةُ بكاءٍ عرفناه منبسطاً،
آبداً،
وطويلاً.
والآن، وها قد أعدنا الترابَ إلى التراب
فلنسْعَ في الخطو ما استطعنا، إلا قليلاً
إذ لِزامٌ علينا أن نمعن النظر
ما دامت ماثلةً هذه اللحظة من نهار يناير البعيد
في تراتب الغيمات
في تضافر موشورٍ يمرّر الضوء إلى لافتةٍ إعلانية من زمن العولمة
لطبيبٍ، يروّج لمزيدٍ من الكولاجين ومن السيليكون
أو
لعائلةٍ نوويةٍ، تتحلق حول مائدةٍ
بمحتوىً عالٍ من السعرات الحرارية والحشمة
بمزيد من الحشمة
وبعدّادٍ رقمي تنازلي
لقليلٍ من الحب
قليل منه
قليل.
السماءُ، من قبلُ ومن بعدُ، قبةٌ ريّانة.
[ad_2]
Source link