[ad_1]
وافق على الفور، أخيراً سيجد من يقدّر التميّز؛ حضر متخماً بالحالة شامخاً بالشعر، جلس على المنصّة يستمع إلى الثناء على قصيدته، وخصوصاً قوله في ختامها:
«لا شبيهَ في الحبّ يعلو فوق
ذاك الجنوبِ»
اقتصر الضيف على قصيدة فقط، لم يكن مستعجلاً على الأرجح، المقدم أدرك ذلك، فأدار التعليقات لملء الوقت المتبقي، أعطى الحضور فرصة تلو الأخرى ومنهم مَن كان يمرّ مصادفةً بالمكان، حين رأى صورة ابن الحارة على مدخل القاعة.
وجدها فرصة ليدخل، ثم تورط أكثر فطلب التعليق، شكر القائمين على «هذه الوجبة الأدبية الجميلة»، وكشف علاقته المتينة بالشاعر، ختم تعليقه بالقول: «ومما زاد في جمال القصيدة واقعيتُها المفرطة» قالها وهو يتذكّر غذاء الأمس هناك مع ابن حارته العزيز.
نظر المقدّم بعتب إلى بعض المنظمين، لكنه نجح في إنهاء الأمسية بسلام، في حين امتدت يدُ الشاعرِ مُحرجاً إلى المناديل ليمسح عرقاً تصبّب منه، لاحظ بعضُ الحاضرين أن عريفَ الأمسية أخفى الدرعَ الأنيق تحت الطاولة، وغادر الجمعُ بلا صور تذكارية، ومن جنبات القاعة، سمع بعضُ المغادرين لوماً وتبادلَ اتهاماتٍ بالمسؤولية حول ما جرى.
انسحب الشاعرُ ناسياً أوراقه، خرج بصحبة ابن حارته كالمطرودين، عادا إلى المطعم المفضل، حيث سيختلفان ويتفقان على مَن سيدفع ثمن العشاء! و لا يزال للجنوب عشاقه!
[ad_2]
Source link