جزع

جزع

[ad_1]

من الأمور التي قد تريّح بالك إذا شاغلتك الحياة بما تكره، أو ما احترت به، وقذف في قلبك الريبة والفزع، هو أن تؤمن بأن كل ما يمر عليك قد جف به قلم القضاء، وأنه لا بد وأن تعيشه!.

قد لا تفهم حكمته ولو بحثت عنها، ولو بقيت تطارد بذاكرتك براهين وشواهد كانت أمامك فأغمضت الطرف عنها.. قد تجد نفسك في لحظة مثل تاريخ قديم قَلبه الزمان على صَفح الفرح والوجع، لم يبقَ شيء لم يطف به، ولم يسمعه خوار ما لم يفقه من القول.. فإذا بمضجعه يضج، وإذا بعصفور فؤاده يحرك بجناحيه، وإذا بمركبه في ريح عاتية قبل أن يسدل شراعه، وإذا بعينيه تنظر في كل مكان وما زالت على عهد قريب بغفوة حالمة، وإذا بعقله يحثه على أن يفعل شيئاً، بعد أن ازدحم كل شيء أمامه، وتسرب الأمر من بين يديه!

«حمق» من بقي رهينة لأفواه وآراء غيره، يتحدث بلسانهم ويدندن على أجراسهم.. «بلاهة» من يصنع الدمية في خياله فيراقصها ثم يغضب منها لأنها حطمة فوق قدمه.. و«قلة مروءة» من يستفرد بمن ظن أنه بات تحته فيستلذ بطحنه.. لا تعجل بنفسك إلى همّ، فهذه الكؤوس التي قد ملئت لا بد وأن تسكب، وهذه الأغصان التي انحنت بقطرات المطر لا مفر ويحدر الهم من يديها.. فأبق على مبدئك واستند به، لئلا ينعق عليه الغراب.. واحمِ نفسك بصدقك ولطفك ورحمتك وكرامتك وعزتك، لئلا يجزع الطفل الجميل بداخلك فيشيب ويهترئ.

[ad_2]

Source link

Leave a Reply