كشف عمال إغاثة عن فظائع ترتكب في إقليم دارفور. ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن شهود عيان وصفهم الوضع في المنطقة الشاسعة غرب وجنوب غربي السودان بـ«المروع»، و«نهاية العالم» أو يوم القيامة، وسط تعطل خطوط إمداد المساعدات ونزوح الآلاف من الأشخاص داخليًا وعبر الحدود.

وقال مسؤول إغاثة (رفض الكشف عن هويته): السودان يشهد صراعين منفصلين، الأول يحظى باهتمام كبير وهو بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» في الخرطوم، والثاني فهو الأكثر شرا، ويدور في دارفور، إذ اندلع العنف الطائفي مجددا بعد أن استهدفت مليشيات عربية ودانية قبائل المساليت. وأكد المصدر أن أغلب المساليت هربوا من المنطقة، محذرا من وجود معدلات عالية من سوء التغذية.

وحذر مسؤول الإغاثة من احتمالات تمدد القتال إلى ولاية الجزيرة الواقعة بين النيلين الأزرق والأبيض، والتي تعتبر بمثابة سلة الخبز للسودان، والتي نزح إليها كثير من سكان الخرطوم بعد اندلاع الحرب، فضلا عن وجود 1.1 مليون لاجئ من جنوب السودان في ولاية النيل الأبيض، قد لا يتبق لهم خيار سوى العودة إلى بلادهم.

وكان الرئيس السابق لمكتب أفريقيا بوزارة الخارجية الأمريكية تيبور ناجي، كشف الأسبوع الماضي لمجلة «فورين بوليسي» أن هناك المزيد من المليشيات المتورطة في الصراع السوداني، خصوصاً في دارفور. وحذر من أن الوضع الإنساني سوف يزداد سوءاً.

وحذر برنامج الأغذية العالمي، أمس (الثلاثاء)، من أزمة جوع طارئة تلوح في الأفق على الحدود بين السودان وجنوب السودان، في وقت تستمر فيه العائلات في الهروب من القتال عبر الحدود. ولفت إلى أن البيانات التي جمعها تظهر أنه من بين ما يقرب من 300 ألف شخص وصلوا إلى جنوب السودان في الأشهر الخمسة الماضية، يعاني واحد من كل خمسة أطفال من سوء التغذية، ونحو 90% من الأسر يقضون أياماً عدة دون تناول الطعام.