مركز الملك سلمان للإغاثة.. سحائب الخير الممطرة بالرحمة – أخبار السعودية

مركز الملك سلمان للإغاثة.. سحائب الخير الممطرة بالرحمة – أخبار السعودية

[ad_1]

لأول مرة أشارك مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وكانت مشاركة مبدئية، أعتبرها فريدة وملهمة لي رغم ضيق وقتي وصعوبة مكان تنفيذ الحملة الطبية في سيرلانكا، ومع ذلك كانت الأمور تسير بسلاسة وانضباط في العمل والوقت، وتفاهم عالٍ بين المركز والشريك الطبي والسفارة السعودية في كولومبو، وانقضى الوقت وانتهت الحملة بنتائج مذهلة رغم كل التحديات التي يعرفها من يخوض الحملات التطوعية في البلدان الفقيرة.

سألت نفسي لماذا أكتب عن هذه الحملة بالذات؟ ومركز الملك سلمان ينفذ يومياً عشرات البرامج في العالم، ومن الصعب اللحاق بذلك كله، كما أن المركز ومنسوبيه في عمل دؤوب لا يهمهم مدح المادحين ولا ذم المغرضين، فهم أرفع شأناً عن الالتفاف لما يقال أو يكتب عنهم، فمهامهم العظيمة التي يقدمونها للإنسان المحتاج جعلت تركيزهم في الإغاثة العاجلة، في دعم المنكوبين، في إطعام وكسوة المكروبين، في معالجة المرضى وإسعاف المكلومين، وهذا الأعمال عوّدتهم أن عودة البسمة وإزالة الغمّة وتفريج الكربة هي أجمل مكافأة يحصلون عليها، وهم عندما يغادرون بعد انتهاء برامجهم؛ يحملون أمتعتهم بصمت وبلا ضجيج ولا منّة يذلون فيها المستفيدين.. وحتى أجيب عن سؤالي لماذا أكتب هذا المقال؟ فلأن هناك الكثير من الأفكار تقافزت في ذهني وأنا أتأمل هذه الحملة وآثارها علي وعلى من استفاد من خدماتها، أوجزها فيما يلي:

أولاً: هذه الحملة الطبية في سيرلانكا هي جزء من مشروع نور السعودية لمكافحة العمى، استغرقت الحملة من 12-16 سبتمبر 2023م، شملت الكشف عن حوالى 5000 مستفيد، وأكثر من 500 عملية جراحية لإزالة المياه البيضاء، بالتعاون مع مؤسسة البصر العالمية وجمعيات محلية لأغراض لوجستية وتنظيمية. كانت نتائج العمليات مباشرة وسريعة، فمن شخص عاش سنين من عمره لا يرى بعينه أو عينيه الاثنتين، ثم تراه بفرح شديد يستعيد نظره؛ بل يستعيد جمال الحياة وكأنه عاد للنور من جديد.

هذه المشاعر التي تعيد للإنسان الأمل في حياة هانئة من جديد، ألا تستحق الكتابة؟! ألا يستحق أن نفرح مع هؤلاء البسطاء عودتهم لرؤية جمال الحياة؟!.. ولما تأملت سرعة تنفيذ العمليات الجراحية وتكاليفها القليلة وشغف الأطباء في العمل؛ تساءلت ما الذي كان يعوق تنفيذ مثل تلك الحملات الطبية للمحتاجين لها في العالم؟ وتأكدت أن السبب في تعطّل مثل تلك المشاريع، عدم وجود جهة موثوقة، ذات صفة عالمية، وخبرة في التنسيق، ولها قدرة في الإنفاق وإقامة الشراكات، وكل هذه الصفات الغائبة حضرت بجودة عالية في مركز الملك سلمان للإغاثة والإعمال الإنسانية، لهذا كتبت عن أهمية هذه الحلقة في العمل الإنساني، وقدرة السعودية في تنفيذها بكفاءة عالية.

ثانياً: البُعد الإنساني اليوم في كل الأعمال الدولية يكاد يضمر، مهما زيفنا حوله هالة من الأخلاق التسويقية، ولكي أكون أكثر صراحة، مركز الملك سلمان للإغاثة لا يستقطع أي مبلغ من التبرعات، وتذهب التبرعات بشكل كامل للمستحقين، كما يسعى المركز لتلبية الاحتياجات الإغاثية في أي مكان في العالم بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية، رغم مسؤولية المملكة الريادية في العالم الإسلامي والتزاماتها المالية أمام المنظمات الإسلامية والدولية؛ إلا أنها لا تزال تسعى لتقديم خدماتها للجميع، بالإضافة إلى مسؤولياتها العربية والإسلامية.

ولا أزال أذكر موقف عجوز سيرلانكية حضرت للحملة الطبية عمياء، وبعد عملية إزالة المياه البيضاء من عينيها، إذ هي تبصر الحياة من جديد، مررت بها وبمجموعة من كبيرات السن كلهن مررن بنفس الظرف، فاستوقفتنا هذه العجوز وقد ارتجلت بكلمات عربية، تدعو فيها للملك سلمان حفظه الله وتشكره نيابةً عن أولئك النسوة، وتكرر ذلك كثيراً من الرجال وأهل المنطقة التي أقيمت فيها الحملة، ولم يطلب منهم أحد -من منسوبي المركز- أي جزاء على ما فعلوه لهم، ولكن الفعل الإنساني الصادق يغرس في القلب وفي نفوس أفراد المجتمع ورود الحب والعرفان.

ثالثاً: تملك كل المنظمات والمؤسسات الإنسانية والإغاثية الدولية طواقم من العاملين، يقومون بأداء أدوار عظيمة تجاه برامجهم ومشاريعهم الإنسانية، ومركز الملك سلمان للإغاثة من ضمنها، إلا أن هناك فارقاً لاحظته وسألت عنه، وهو أن الإشراف المباشر للحملات الإنسانية يتم بأيدي سعوديين مدربين على الشغف بالعمل الإنساني، ولا أستطيع التعميم، ولكن ما لاحظته فيهم يكمن في استشعارهم واجب الأداء الصحيح، والمحافظة على سمعة بلدهم، وسعيهم الحثيث في أن يمثّلوا مركزاً يحمل اسم الملك خير تمثيل، اعتقد أن هذه العوامل أسهمت في خلق مسؤولية ذاتية لدى غالب العاملين في المركز لاستشعار هذه الأمانة وحسن أدائها بشكل المطلوب.

ولذلك نشهد تحقق الكثير من المنجزات على أيدي هؤلاء الأبطال المجهولين، فمنذ 2015 وحتى اليوم وصل عدد البرامج والمشاريع الإنسانية لأكثر من 2528 برنامجاً، أقيمت في 92 دولة، وبتكلفة 6,503,141,041 دولار أمريكي، وما كان ذلك ليتحقق لولا وجود فريق معطاء يبذل الكثير لتحقيق هذه المنجزات، على رأسهم معالي الدكتور عبدالله الربيعة.

ما سبق من ملاحظات رصدتها خلال زيارتي السابقة، هي مجرد رؤية شخصية بررت فيها لماذا أحببت الكتابة عن المركز؟ وهو في ظني غنيٌ عني وعن قراءة تلك التأملات، ولكن أعتبرها شهادة تحمّلتها وأود تبليغها، وربما مبلغ أوعى من سامع.



[ad_2]

Source link

Leave a Reply