[ad_1]
التأكيد أن تلك القنوات والمؤسسات تنظر للمشروع السعودي نظرة حذر، وارتياب، وهو ليس مشروعاً محصوراً في المربع الأخضر لكرة القدم، بل يمتد للفورمولا، ومباريات كرة السلة واليد، والسباقات الفردية، وليس انتهاء باستضافة الفعاليات والأنشطة الرياضية الدولية، صحيح أن كرة القدم بكل شغفها وشعبيتها، هي من يثير كل هذه «الجلبة» وهو أمر إيجابي بلا شك، وإدارة المشروع لليوم رائعة ومفيدة، وحققت نتائجها سريعاً، لكن هناك الكثير من القوة الناعمة تسير معها بشكل موازٍ، في السياحة والاقتصاد، والآثار.
رونالدو صرح، ولعب العرضة، ولبس الثوب، وشرب القهوة السعودية، وأكل الجريش، واستوعب ثقافتنا ومع أنه غير ملزم بنشرها إلا أن امتنانه وشخصيته دفعته للدفاع عنها ونشرها، ويقول إن الكثير ممن انجرفوا في المشروع المضاد للسعودية، أو ممن لديهم صورة ذهنية سلبية سيتغيرون لو شاهدوا ما شاهده ولمسه وتعرف عليه.
بالطبع رونالدو لديه عقد مالي -وهو حقه كما هو حق أي خبير يتم العمل معه في السعودية وفي العالم أجمع- كما كان لديه في بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا، وكان بإمكانه أن يكون مثل آلاف من نجوم كرة القدم والمدربين الأجانب الذين جاءوا للسعودية وغادروها حاملين أجمل الذكريات لكنهم أبقوها في خزائنهم.
رونالدو ربما يكون من القلائل الذين عبّروا بكل قوة وجرأة ووقف أمام سيل من الأكاذيب والاغتيال المعنوي الموجه للسعودية، ليس من اليوم، بل حملة مستمرة وممنهجة ممتدة لأكثر من مئة عام.
في المقابل هناك ملايين من الأشقاء العرب والمسلمين الذين يقفون موقفاً -أحياناً- مواقف سلبية مضادة للمملكة تاريخاً وثقافة ومشروعاً سياسياً، وخاصة من بعض عرب الشمال الذين لم يعرفونا ولم يجربونا، إلا أنهم استفادوا بشكل مباشر أو غير مباشر من دعم المؤسسات السعودية المالية والتنموية والإغاثية لعشرات السنين لبلدانهم، مرارة الجحود تزيد مع من عاشوا بيننا وتعرفوا علينا عن قرب واستفادوا من العمل معنا، فالبعض منهم إما يتحول لعدو فور خروجه، أو على الأقل لا يقوم بأي دور ليس للدفاع عن السعودية، بل قول الحقيقة فقط.
لاعب الكرة البرتغالي رونالدو مثال لصنائع المعروف، وكذلك الكوريون الذين ساهمت المشاريع السعودية في تشغيل أبنائهم وفتحت بيوتهم في السبعينات والثمانينات يشعرون بالامتنان لليوم، واليابانيون من موقف سياسي واحد أخذه الأمير -حينها- الملك فهد بن عبدالعزيز مع ولي عهدهم لا يزالون لليوم ممتنين، والأمريكان الذين عملوا في حقول النفط نرى أن أبناءهم وأحفادهم يحملون الذكريات الجميلة عن السعودية والسعوديين، وبلا شك هناك الكثير من العرب والمسلمين ممن يحملون لنا المحبة، لكن طوفان التشويه أكبر من مشاعرهم الخجولة.
إذن أين هو الخلل بين «البرتغالي» البعيد عنا ثقافة وديناً وعرقاً لكنه يساهم بكل ما لديه من إمكانات في توضيح صورة المملكة في العالم، وبين الكائن «البرتقالي» القريب منا، الذي عاش هو أو جاره أو قريبه في السعودية لعقود يعمل ويتاجر ويدرس ويتعالج مجاناً، لكنه أشرس من يقاتل المشاريع السعودية، وأول من ينخرط في خصومتنا وأكثر المتشفين فينا.
[ad_2]
Source link