[ad_1]
يدفع الشاعر الأنيق عبدالمجيد التركي، بكثيرٍ من ثقل الذاكرة إلى القارئ العربي عبر مجموعته الأحدث «كبرت كثيراً يا أبي»، متبنياً شفافية السردية الشعرية؛ للتخفف من حمولات طفولةٍ، لا يتبرأ منها، ولا يقترن بها، محاولاً التجريب بصياغة النص الواحد المشبع بالصور والذكريات، المنبعثة من روح مكان نابض بالحياة، متخذاً من العنوان مطيةً تتضمن رسالة: الاعتذار أو البشارة لأبيه الراحل؛ كون الأب عندما يعاتب ابنه في صباه وشبابه؛ يسأله باستنكار «متى تكبر» ليأتي رد «مجيد» كما يناديه أصدقاؤه، على السؤال المحتمل أو المتخيّل، بمجموعته الرابعة «كبرتُ كثيراً يا أبي».
وصدرت مجموعة «كبرت كثيرا يا أبي» أخيرًا عن دار الخليج للطباعة والنشر في الأردن، متبنيةً تجربة جديدة في مسيرة الشاعر، و سيرة القصيدة العربية، بكسرها محدودية قراءة قصيدة النثر، من خلال صيغة جديدة للكتابة تجمع بين الشعبوية والسلاسة السردية والمحمول الاجتماعي والثقافي، والتضمينات الجغرافية المحلية، إضافة إلى الخصوصية التي أدخلها الشاعر على نصوص الكتاب، التي تتمثل في قدرته على اقتناص المفارقات والتقاط التفاصيل الصغيرة الدالة، واستحضار الأمكنة والشخوص.
ويستثمر الشاعر مناخات الحياة اليمنية في تجلياتها المختلفة، ويوظفها بطريقة تجعلها قادرة على ملامسة الوجدان الجمعي. الأمر الذي يجعل النص مقروءاً ورائجاً بين القراء، يستوي في ذلك النخبة المثقفة والقارئ العادي.
يقع الكتاب في 162 صفحة من القطع المتوسط، ويتميز بخلوِّه من العناوين، بما يجعله نصاً سِيَرياً واحداً، يستحضر أزمنة مختلفة، كما يستحضر أمكنة الطفولة ورائحة الأب والأم والقرية.
يذكر أن التركي سبق أن أصدر «اعترافات مائية 2004م»، «كتاب الاحتضار 2016م»، «هكذا أنا 2016م».
[ad_2]
Source link