[ad_1]
والتراث الجنوبي السعودي هو (لوحة فنية) أو إن شئت قل: (قرية تراثية) احتفظت بجماليات فنونها عبر العصور، فأراد التشكيليون السعوديون عصرنة التراث بتراكيب وتكوينات ورموز تشكيلية متعددة الصياغات الفنية، حاكوا بها الواقع التراثي ولامسوا فيها المظاهر البيئية والاجتماعية والتاريخية لتلك المناطق التراثية.. ذلك الهدف السامي إنما هو تقريب للمسافة بنقل الماضي إلى العصر الحديث للأجيال الجديدة دون تحريف.
وتعد (نجلاء أحمد) من أبرز الفنانات التشكيليات؛ التي تنتمي للمدرسة التجريدية في الفن التشكيلي بعد مغادرتها المدرسة الواقعية؛ لامست بلوحاتها التراث وأبرزت الفن الشعبي بطريقة تجريدية تعبيرية تدمج بين (الكريستال) والأحجار الكريمة في محاولة لتأكيد الهوية التراثية لجنوب السعودية بطابع المعاصرة.
ومنذ أن كانت في المرحلة الابتدائية استهوتها الرسومات والصور، فكانت تلك الطفلة تُمعن النظر فيها وكأنها تكتشف جمالياتها إلى أن عشعش الفن التشكيلي في أعماقها، فالتحقت للتدريب في هذا الاتجاه، لتبدأ بالفن الواقعي وتتحول عقبها إلى الفن التجريدي، فحرصت على تقديم قيمة فنية جمالية بألوانها الفريدة.
حين تختار (نجلاء) موضوعات لوحاتها، خصوصاً التراثية، تتحدث عن الطبيعة الصامتة الساكنة، فأتقنت توظيفها بألوان نقية متسعة الرؤية تعيد الناظر إلى الماضي والتعايش مع أهله، بأسلوب يترجم الحياة الماضية بكل ما تحويه من ذكريات في أدق التفاصيل، طارحة التراث في أعمال فنية بأسلوب بسيط مع التركيز على أدق التفاصيل التراثية.
أرادت نجلاء، في الأيام القليلة الماضية، في معرضها الشخصي الثاني (ما بين وبين) الذي احتضنه (جاليري مداد فن) بمركز أدهم للفنون؛ البوح بزخارف الجنوب وقيمها الجمالية بجمع فنون التراث العريق بمفاهيم الفن الحديث، فأخرجت أعمالاً فنية إبداعية باحت بها بطريقة تجريدية تعبيرية نيابة عن التراث الجنوبي، في جمالية أثرت الخيال والإلهام، ولما ركزت على القيم الجمالية بزخارف الفن العسيري؛ مارست إبداعها بصياغة الحاضر تعبيراً عن الماضي، فخرجت بتصميمات فنية قديمة متلائمة مع الاتجاهات المعاصرة الحديثة بترجمة اللون القديم مع الحديث، فلقيت ترحيباً واسعاً من زائري المعرض الذين لمسوا الذوق الرفيع لفنانة استثنائية تجيد لوحاتها لوي أعناق عشاق الفن والجمال.
[ad_2]
Source link