[ad_1]
في الواقع أن أحاديث تزيين السيارات للزواج توجعني وتعيدني لذلك اليوم الذي لم أتذكر فيه أن عليّ القيام بتزيين سيارتي العتيقة إلا حين اقترب موعد ذهابي لزوجتي التي تسمرت من بعد العصر تنتظر دورها عند الكوافيرة، مما اضطرني أن أستعين بحارس العمارة (عبدالرزاق) الذي ساعدني في طمس زجاج السيارة بمعجون الأسنان حتى انطمست كل مصادر الرؤية عن السيارة ولم أبقِ إلا نزراً يسيراً لرؤية الطريق ولا أعلم حقيقة أين الجمال أو الفرح في هذه الحركة التي تحيل السيارة إلى سجن متنقل، المهم أنني انطلقت بسيارتي وأنا لا أرى إلا القليل ولا أسمع إلا ألحان وصوت الفنان اليمني الكبير أيوب طارش الذي قررت أن يكون هو -كذائقة سمعية- أول انطباع يتشكل لدى زوجتي عني، وأظن أن تلك الألحان الشجية اختصرت لي الكثير من الكلام الذي كان عليّ أن أقوله، ولعل هذا يندرج أيضاً تحت بند «قل لي من تسمع، أقول لك من أنت».
كل ما سبق لا علاقة له بما سأقول لكنها الذكريات، والذكريات جزء مهم من هذه الحياة -الحياة الزوجية- التي بلغت قناعاتي بها على أنها محض عمل في شركة تعتمد على الجودة والدقة وفنون العلاقات العامة؛ ولأنني لا أريد أن أمارس دور الناصح هنا، لكنني أحزن كثيراً حين أسمع عن قصة طلاق هنا أو هناك، وأجزم أن خلف كل قصة كهذه خللاً بسيطاً للغاية كان بحاجة إلى تدارك مبكر لا أكثر ولا أقل؛ ولذلك حرّي بكل عريس أن يتعامل مع حياته الجديدة بكل جدية وانضباطية، وليثق أن المسألة ليست مسألة دب أحمر ولا مسألة وردة حمراء -وإن كانت مثل هذه الرومانسيات جميلة ولها أن ترمم بعض الكسور الطفيفة- إلا أن في هذه الحياة ما هو أهم منها وأعمق.
قالت لي العصفورة أن كل من يقرأ كلامك هذا يظن أنك زوج مثالي، وأقول بكل تجرد صدقوني أبداً لست الزوج المثالي، وأظن أن المثالية في الحياة الزوجية أمر نسبي لا يمكن القبض عليه، ولكن إذا ما فلسفنا الزواج بالفلسفة القرآنية التي اختزلته في عناصر السكن والمودة والرحمة وسعينا بذواتنا الراقية لأن نحاول أن نتحدى أنفسنا ونتحدى حتى الشكل التقليدي الذي نتزوج به فإننا قد نبلغ المثالية التي ترضينا كطرفين على الأقل دون أن نعبأ ببلوغها -أي المثالية- بلوغاً يرضي من حولنا وآآآآآه ثم آآآآآه ممن حولنا، ولكم أن تفسروا هذه الآهات كيفما تريدون، أما أنا فذاهب لملء أنبوبة الغاز التي أكملت يومها الرابع وهي فارغة.. أراكم على خير.
[ad_2]
Source link