[ad_1]
شدّت عصابتها على رأسها، واستقامت، مستندة على غطاء السحارية، ثم قالت دون أن تنظر إليه، وش غرّك من عمرك ما خذت لك خدلجة، فقال، وهمّت فيك يا أم العفاس الكبير، والحبّ في واديه ما هو كما الديّسة وسط الجرين، وزي ما قال المقوّل، (بتلة على جحش يحبي، ولا تجدّاي الأصحاب) فعلّقت، الله يكشف حالك إن كان هبيتني جحش، قال، المثل ما يرحم ولا يأوي يجي على قارعة، فطقت بيمين يا صُبح بكرة لتشتكيه على أهلها، وما تقعد له في بيت، فنفخ زغوده بالهوا، وفشها بضغطة من روس أصابعه، وقال، خليهم يقطعون من إذني شقفه ويتمرقونها، وزاد، ترى رأسي أقسى من صُميد الحنّان، فردّت، باين من كثرة النقا اللي فيه.
سمع الابن البكر (الحتار)، فندر يسعى من العالية، ودفّ الباب ودخل مردداً، وشبكم لكم أزله تالي الليل، يا الله كُبر بهدى، علّق الشايب، جاك ولد أمه يحامي في بلاعة الغضاريف، نسّاية المعاريف، ردّ عليه، أنا ولد امي وابي، وانتم عينين في راس، فقال الأب، ليش ما تعلمها تصير حشيمة، وتحفظ لسانها، والتفت لأمه، فانفرطت تبكي، وتعدد محاقر أبوه، فقال الشايب، تتلهم محاقري، ومحاقرها تبرك بها الجُمال، ومن ناخش الناس ينخش، واذا نِخش لا يقول آح.
علّقت، بيش تنخّشتك تنخشوا عيونك، تقعد، تمعني لي بالكلام، وتعيّب فيّه، بعدما أكلت ثمرتي، وشربت مرقتي، فمسك الشايب رأسه وصاح، منين شيء مرقة في قارح، ثم استنزل خريطة التنباك، فقالت، ما عاد عليك إلا هي، تعفّرنا بغليون صالح المالكي، علّق، ريحة غليون صالح المالكي، أحسن من ريحة صنّتك يا الاهاب، فأقسم الابن على أمه لتصعد معه عُليّته، وبخروجهم، علّق الأب، من أيدينا في ايديهم.
استيقظت زوجة ابنها، وقالت، يا الله مسا خير لا شرّ فيه، كل ليلة يا عمة إنتي وعمي تتقاحرون كنكم جارات، فقالت، هوّ ما تعرفينه، إذا راح أشغل البيت بالدواس، وإذا سرح ضاري بالتلسلاس، علّقت، الله يهديكم لبعضكم، فعلّقت منين يهدينا، لو ألحى له لحمي، قال، اطحني عظمك، ما معه من عقله سُلتة، يسمر الليل بطوله، يحسب العزوبي بيغزي عليّه، فضحكت وقامت تسنع مرقدها.
استيقظ الشايب مع طلعة النهار، وافترش له جاعد فوق العتبة، وتمدد مستقبلاً شرقة الشمس، وحفش عن ساقيه، والوادي يشوق العين بالخريف، تتمايل ركايبه بأعواد الذرة، وإذا بشقيق عجوزه مقبلاً عليه، تقبّض أرجوله، ليوسع له مكاناً بجواره، صبّح عليه، فما ردّ التصبيح، فعقّب، ولعون يا الرحيم، فردّ، منين تجي المعونة واختك لسانها يموص اذانيها، لكن يجيك إنت وهي عِلم، فقال الرحيم ساخراً، ما يبطي بالسيل إلا كُبره، فقال الشايب، كبره وإلا صغره، بيسيل وبيدق نحرك وتشرق، فضحك، وبدأ يحكي له ما مرّ عليه من عوادي الدنيا، وروى له قصة أحمد بن جبران، وختمها بقصيدة ( وانا ما استاهل بما جا، لكنّ لا، يستاهل القلب الهواوي) فأعجبته، وطاب خاطره، فأقسم عليه يروح معه، يتفاول ويخزي الشيطان.
إلى الضحى تتنصت، ولم تسمع له ونس ولا حسّ، فتلفّعت حوكتها، وتناولت عكازها، وقصدت بيت أخيها، وإذا بشقيقها وشايبها يفطرون فتة، فهمّت تعوّد من طريقها، فأقسم شقيقها لتدخل وتشاركهم الفال، وقعت عينها في عين الشايب، فتبسّم وقال، نسيتي يوم أعصد لك، واعطيك المسوط تحتينه، فقالت، والله ما تلحق لي جزا، وانت نسيت الشكوة، إذا خثرت زبدتها، أعطيتك تمقها من ثمّها، قال أخوها، هيا على بيتكم الله يلقيكم خير، وهم خارجين، شرّف عليهم من الخلف وقال، ترى كل دقه بتعليمه، علّق الشايب، أخاف تزيد الدقات وما من ولا تعليمة، التفتت له، فقال، ماني ميدك، ميد نفسي.
[ad_2]
Source link