[ad_1]
تحتوي الناقلة المتهالكة صافر- الراسية على بعد حوالي تسعة كيلومترات من شبه جزيرة رأس عيسى في اليمن- على ما يقدر بمليون برميل من النفط، وهي معرضة لخطر ا لانهيار أو لانفجار، وقد يتسبب التسرب الكبير للنفط من الناقلة في كارثة كبرى.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بدء عملية نقل النفط من سفينة صافر بأنه خطوة حاسمة في سبيل تجنب كارثة بيئية وإنسانية على نطاق هائل. وقال في رسالة مصورة:
“لقد بدأت الأمم المتحدة عملية لنزع فتيل ما قد يكون أكبر قنبلة موقوتة في العالم. إذ تجري الآن جهود إنقاذ بحرية معقدة في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن الذي مزقته الحرب. ونظرا لعدم وجود أية جهة أخرى لديها استعداد أو قدرة على أداء هذه المهمة، فقد سارعت الأمم المتحدة إلى تجسم مخاطر إجراء هذه العملية البالغة الدقة”.
تداعيات كارثية
وأوضح الأمين العام أن هذه المهمة التعاونية تمثل تتويجا لما يقرب من عامين من العمل السياسي التمهيدي وجهود جمع الأموال وتطوير المشروع.
وفي غياب التحرك، قال الأمين العام إنه كان من الممكن أن تنفجر السفينة أو تتفسخ، مما يؤدي إلى انسكاب ما يصل إلى أربعة أضعاف النفط الذي تسرب في كارثة إكسون فالديز في ألاسكا قبل أكثر من ثلاثين عاما.
“وكانت ستُباد تجمعات صيد كاملة. وكانت ستختفي مئات الآلاف من الوظائف على الفور. وكانت ستتعرض مجتمعات بأكملها لسموم قاتلة. وكانت موانئ رئيسية، منها الحديدة والصليف، ستُضطر إلى إغلاق أبوابها إلى أجل غير مسمى. وكانت ستتوقف إمدادات الغذاء والوقود والإمدادات المنقذة للحياة للملايين. وكانت ستتعرض المياه والشعاب المرجانية والأحياء البحرية للتدمير الكامل. وكان من الممكن أن يتعطل الشحن على طول الطريق المؤدي إلى قناة السويس لأسابيع. وكان من الممكن لفاتورة التنظيف المحتملة وحدها أن تصل بسهولة إلى عشرات البلايين من الدولارات”.
ولهذا السبب، يقول السيد أنطونيو غوتيريش إن الأمم المتحدة ما برحت تدق ناقوس الخطر وتعمل على حشد الدعم لتجنب هذا الكابوس، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة جندت أفضل كوادر في هذا المجال:
“جندت فريقا من خبراء العالم الرواد في القانون البحري، والانسكابات النفطية، وعمليات الإنقاذ، ومن المهندسين البحريين، والمهندسين المعماريين البحريين، ووسطاء التأمين وشركات التأمين، والكيميائيين، والمساحين، وغيرهم”.
عمل سياسي دؤوب
وقال أمين عام الأمم المتحدة إن هذه العملية تطلبت عملا سياسيا حثيثا ودؤوبا في بلد دمرته ثماني سنوات من الحرب. كما اعتمدت العملية على الدعم المالي السخي.
وأعرب عن شكره للعديد من البلدان والجهات المانحة المؤسسية والخيرية وكذلك المواطنين العاديين على تعهدهم بتقديم الأموال لهذا الجزء الحاسم من العملية. “وقد تطلب الوصول إلى هذه اللحظة الهامة أيضا أن تعمل أجزاء كثيرة من الأمم المتحدة ككيان واحد”.
الرحلة لم تنته بعد
وبرغم أهمية خطوة نقل النفط من سفينة إلى أخرى، إلا أن الأمين العام يقول إن هذا لا يعني أن الرحلة قد انتهت، مشيرا إلى أن الخطوة الحاسمة التالية هي وضع الترتيبات لتسليم عوامة متخصصة تُربط بها السفينة البديلة بأمان وإحكام.
وقال الأمين العام إننا سنحتاج- في القريب العاجل- إلى حوالي 20 مليون دولار لإنهاء المشروع، وهو ما يشمل تنظيف الناقلة صافر وتخريدها وإزالة أي خطر بيئي متبقٍ يهدد البحر الأحمر.
وحث المانحين على المساهمة في هذا الوقت الحاسم.
حاجة إلى مواصل العمل
وقال السيد غوتيريش إن العملية الجارية الآن هي قصة تعاون وجهود وقائية ووساطة سياسية وعمل خلاق وإدارة بيئية – مما يدل مرة أخرى على الدور الذي لا غنى عنه الذي تقوم به الأمم المتحدة مع شركائنا. وأضاف:
“إننا بحاجة إلى مواصلة العمل معا خلال هذه الفترة الحرجة القادمة لنزع فتيل ما يشكل قنبلة موقوتة متبقية وتجنب ما قد يكون، إلى حد بعيد، أسوأ تسرب نفطي في عصرنا”.
[ad_2]
Source link