أَنَفَة التوعُّك.. 
غصة داء.. لذة انتشاء

أَنَفَة التوعُّك.. غصة داء.. لذة انتشاء

[ad_1]

قيل: «حتى المرض يصبح محبباً عندما تعرف أن هناك أشخاصاً ينتظرون شفاءك كما ينتظرون العيد»، للطبيب والكاتب الروسي «أنطون تشيخوف».. وأقول: تصغر الدنيا بأعيننا حين يزورنا المرض لنعرف نعمة الله علينا، فبرحمته نستغيث للخروج من حلق الضيق إلى أوسع الطريق.. إذن؛ كيف نتجاهل من يصيبنا بالخوف من الداء بوجود الشافي المعافي؟ وكيف نستشعر في أشد حالات المرض أننا لسنا مرضى؟

•• •• ••

حين لم يعد شيء في الحياة يؤرقنا غير ألم المرض؛ لن نحيا عيشة هادئة، إنما سنبقى في عِراك مع الأوجاع.. ومن تسلَّل إلى أسر المسكنات في مواجهة مع الداء؛ سوف تنهش قلبه أسئلة طويلة عن سقمه لا يجد من يهدهدها.. أما من يتدفق لجوفه ضوء أمل من عِلة أصابت جسده؛ فسوف يقتل عتمة الألم داخله، ليرى سطوع الحياة بعين قلبه.

•• •• ••

بين مُعتَل بسقمٍ راضٍ بما أصابه، ومُتوعِّك استعاد بعضاً من انتعاشه؛ هناك من يستنشق هواء العافية الندي ليحمل نفسه للأمام.. وبين شاكٍ جعل من بلائه روحاً خاصة، ومُنْهَك أدهش زملاءه المرضى بقوته وصبره؛ تحمُّلٌ للداء كشجرة صنوبر تحرقها الشمس فتُثمِر.. وبين مُتوجِّع أصلب من الصخر في صبره، ومُتصبِّر أقوى من الفولاذ في جَلَده؛ مشاعر رجاء استجابا لها فهمست الحياة لتكبُّدهما.

•• •• ••

في سديم مرض مختلط ذِكْراه مع ما تبقى بالجسد من اعتلال؛ استحضار أزهر لقسمات البُروء والتعافي، فتُومِض العافية بإشراقة المعافاة.. ومن تهطل عليه السلامة ويقف حيث النقاهة؛ يحتفي بالشفاء ليصبح كقمر يشرب من بحيرة، فيحذف وجعه الهادئ من أجندة أيامه.. أما من تمنحه الحياة لحظة سعادة بتلويحة وداع للمرض؛ تبقى ذكرى معاناته تتسلل لوجدانه، كقطن متطاير تفوح معه رائحة الاستبشار.

•• •• ••

وعند كلام «الحافظ ابن حجر»: «المرض يكفِّر الخطايا فإن حصلت العافية فقد حصلت الفائدتان»؛ لا تكره شيئاً اختاره الله لك.. وأولئك الباحثون عن مواصفات العافية بالصبر، الناظرون إلى السماء الزرقاء بالدعاء؛ لن يشعروا بالانكسار، فينتشون في عناق طويل مع النفس.. فإذا كان الداء كعالَم مفتوح على أفق محدود؛ يزداد نبض القلب إيقاعاً مع ضوء العافية، مثل أوراق وردة قبيل تفتحها.

[ad_2]

Source link

Leave a Reply