[ad_1]
المدافع البلجيكي تعرض لنقد كبير خلال موسمه الأخير مع توتنهام رغم أنه يلعب وهو يعاني من الصداع والدوخة
في نهاية العام الماضي تقريباً، بدأ الناس يلاحظون أن مستوى المدافع البلجيكي يان فيرتونغين تراجع كثيراً مع نادي توتنهام، حيث بدا اللاعب بطيئاً في التحرك وفي التعامل مع الكرة، وفي جميع ردود أفعاله داخل الملعب. ونظراً لتقديم هذا المستوى المتراجع في لعبة شعبية تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، كان من الطبيعي أن يتعرض اللاعب لقدر كبير من السخرية والإساءة والانتقادات.
وبمراجعة وسائل التواصل الاجتماعي خلال بعض المباريات التي قدم فيها اللاعب أداءً سيئاً الموسم الماضي، توصلنا إلى بعض التعليقات التي تمثل وجهة نظر جماهير توتنهام بشكل خاص وجماهير كرة القدم بشكل عام، فقال أحد المتابعين عن اللاعب: «إنه لا يستطيع الوقوف على قدميه»، في حين قال آخر: «يبدو الأمر محزناً، لكن ليس لدي أدنى فكرة عن سبب ذلك». وقال ثالث: «أخرجوا هذا المهرج من فريقي»، وقال رابع: «لقد انتهى هذا اللاعب تماماً».
وجاءت تعليقات أخرى من قبيل: «إنه عار مطلق ويجب بيعه»، و«إنه كالميت»، و«إنه يسرق لقمة العيش»، و«سأكون سعيداً إذا لم أرَه يرتدي هذا القميص مرة أخرى».
والآن، أصبحنا نعرف جميعاً ما كان يحدث بالفعل في تلك الفترة، حيث أعلن فيرتونغين الأسبوع الماضي أنه كان يعاني خلال معظم فترات الموسم الماضي من آثار ما بعد الإصابة بارتجاج في المخ، وهي الإصابة التي تعرض لها في مباراة فريقه أمام أياكس أمستردام الهولندي في أبريل (نيسان) الماضي.
وقال فيرتونغين، الذي يلعب الآن مع نادي بنفيكا البرتغالي: «لقد عانيت كثيراً من الدوخة والصداع. وقد أثر ذلك علي لمدة ثمانية أو تسعة أشهر. كان لا يزال هناك عام في عقدي مع النادي، وكنت أعتقد أنه يجب أن ألعب حتى يمكنني أن أظهر للفرق الأخرى ما يمكنني القيام به».
قبل أيام من نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي اجتمعت مجموعة عمل بقيادة رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز واتحاد الكرة ورابطة أندية الدوريات الأدنى من البطولات الإنجليزية ورابطة اللاعبين المحترفين والدوري الممتاز للسيدات، لمناقشة ما إذا كان ينبغي فرض قيود على تسديد الكرة بالرأس في كرة القدم للبالغين. جاء ذلك في أعقاب دراسة أجرتها جامعة غلاسجو عام 2019 وجدت أن لاعبي كرة القدم المحترفين كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات للوفاة من الأمراض التنكسية العصبية مقارنة ببقية السكان.
وفي الوقت نفسه، كان اللاعب السابق للمنتخب الإنجليزي للرغبي، ستيف طومسون، واحداً من عدد من اللاعبين السابقين الذين رفعوا دعاوى قضائية ضد الاتحاد الدولي للرغبي والاتحاد الويلزي للرغبي بسبب الإخفاق المزعوم في حمايتهم من إصابات الرأس المتكررة.
ويبلغ طومسون من العمر 42 عاماً وتم تشخيص إصابته بالخرف. ولم يعد طومسون يتذكر حتى فوزه بكأس العالم عام 2003. وقال عن اتحاد الرغبي في مقابلة مع الأوبزروفر قبل أسبوعين: «هل كان ذلك حباً كبيراً في حياتي؟ لا، لم يكن الأمر كذلك في الحقيقة، لكنني كنت أؤدي وظيفتي فقط».
لقد كان فيرتونغين وطومسون يعرفان جيداً ما يقومان به، لكنهما كانا يحصلان على أجر جيد مقابل ما يتعرضان له. لكن في نفس الوقت لا يمكن منع ضربات الرأس من كرة القدم، وهذا أمر سخيف للغاية.
لكن قد يزعم البعض أنه يمكن لأي منا أن يصاب بإصابة دماغية وهو يسير في الشارع وأن الحياة كلها محفوفة بالمخاطر، وبالتالي فإن نفس الأمر ينطبق على الرياضة.
بل وهناك مدرسة فكرية ترى، في جوهرها، أن الجدل بشأن إصابات الرأس في رياضة للنخبة هو ببساطة مسألة اختيار شخصي. فإذا كان الرياضيون مستعدين للعمل في مجال الرياضة على المستوى الاحترافي، وإذا كانوا على دراية كاملة بالمخاطر ولديهم أحدث العلوم الطبية، فما الذي يمكننا نحن أن نفعله حيال ذلك؟
وفي بعض الأحيان، سترى هذه الفكرة تتمثل في أن الخطر ليس فقط جزءاً من التشويق الأساسي للرياضة، لكنه أيضاً النقطة الأساسية للعبة، لأن جوهر هذه اللعبة مرتبط بالتضحية.
لقد واصل فيرتونغين اللعب لأنه شعر أن مصدر رزقه كان على المحك. كما واصل طومسون اللعب لأن وظيفته كانت تتطلب القيام بذلك. وبالتالي، فإن أي ورقة علمية أو بيان صحافي حسن النية لن يتغلب على دافع الربح. وبالتالي، فإن التركيز على الاستقلالية الشخصية يعني تجاهل المدى الذي يتم فيه إشراك الرياضيين، مثلهم مثل جميع العمال الآخرين، في اقتصاد لم يختاروه وليس لديهم سوى تأثير ضئيل، أو معدوم، عليه.
هذه هي، بالطبع، الطريقة التي تعمل بها الرأسمالية الرياضية: أنا أستمتع بالترفيه، وأنت تحصل على الأموال، وكل شيء آخر ما هو إلا ديكور لتزيين الأمور. إن الرأسمالية الرياضية تشتري ببساطة إجهادك، ومشكلات صحتك العقلية، ومخاوفك، ونوعية حياتك، وفقدان ذاكرتك، وألمك. وإذا تعرضت لقطع في الرباط الصليبي فسيتخلى عنك ناديك لأنك لم تعد مجدياً من الناحية المالية.
إننا ننتقد هنا هذا النظام الذي ينظر إلى الرياضي على أنه مجرد أداة، لكن من جهة أخرى فإننا جميعاً نشارك في هذه العملية، ولو بصورة جزئية. وبالنسبة لأولئك الذين يستمتعون بالرياضة، ربما تكون هذه هي اللحظة المناسبة للنظر فيما ندين به للأشخاص الذين يخاطرون بسلامتهم من أجل إسعادنا، وأن نتذكر أن الرفاهية لا تبدأ وتنتهي بأجر.
ويجب أن نضع في اعتبارنا، قبل كل شيء، أنه في داخل كل رياضي خارق يوجد إنسان ينحني وينكسر مثل أي شخص آخر.
[ad_2]
Source link