[ad_1]
وقال فولكر تورك في كلمة له ضمن فعاليات الدورة الثالثة والخمسين العادية لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن “بيئتنا تحترق وتذوب وتغرق وتنضب وتجف”.
وحذر تورك من أن “تغير الفصول المتوقع والمعتاد بات بعيدا- بشكل صارخ- عن المسار المعتاد وأن الأعاصير ذات المستويات غير المسبوقة تزيد من العواصف المميتة. وتجتاح موجات الحر المحيطات وتهدد الحياة البحرية ومصايد الأسماك والشعب المرجانية. وتحولت البحار المغلقة والبحيرات التي أطعمت جيلا بعد جيل من المزارعين، إلى أوعية من الغبار”.
وقال المفوض السامي إنه رغم كل هذا “فإننا لم نتحرك بالإلحاح والحزم المطلوبين”.
وأوضح تورك أنه وفقا للمسار الحالي فإن متوسط زيادة درجة حرارة الأرض سيصبح ثلاث درجات مئوية وسيصير النظام البيئي، بما في ذلك الهواء والغذاء والمياه والحياة البشرية ذاتها، مطموسا، يصعب التعرف عليه، حيث ستختفي مناطق شاسعة تحت المحيطات التي يرتفع منسوبها، أو ستصبح غير مأهولة تماما بسبب الحرارة ونقص المياه.
وضرب المسؤول الأممي مثلا بما يحدث في جنوب العراق قائلا: “في آب/أغسطس الماضي، ارتفعت درجة الحرارة في البصرة جنوبي العراق إلى 52.6 درجة مئوية. سأسافر إلى العراق في وقت لاحق من هذا العام لتسليط الضوء على مخاطر هذا المستقبل البائس”.
“مستقبل الجوع والمعاناة”
ونبّه تورك إلى أن موجات الطقس القاسية والكوارث المفاجئة أو التي تقع بشكل تدريجي بسبب التغير المناخي، تقضي على المحاصيل وقطعان الحيوانات ومصايد الأسماك والنظام البيئي برمته، مضيفا أن تكرار تلك الكوارث يجعل من المستحيل على المجتمعات إعادة بناء أو دعم نفسها.
وتشير التقديرات إلى أن هناك زيادة في الكوارث الناجمة عن الفيضانات التي سببها التغير المناخي، بنسبة 134 في المائة في الفترة ما بين عامي 2000 و2023. وعانى أكثر من 828 مليون شخص من الجوع في عام 2021.
وقال مفوض حقوق الإنسان إنه “بينما ترتفع درجات الحرارة عالميا، فإن هذه العواقب ستزيد وتنتشر وتصبح أشد وطأة. ولن ينجو أي بلد. لكن الضربة الأسوأ ستلحق بالناس في الدول التي تعاني بالفعل من انعدام الأمن الغذائي، والتي لا تتمتع فيها أنظمة الحماية بالقدرة الكافية للتعامل بفعالية مع الصدمات المناخية”.
وأضاف تورك أنه “يجب ألا نترك مستقبل الجوع والمعاناة هذا لأطفالنا ولأطفالهم، ولا ينبغي لنا أن نفعل هذا. فنحن الجيل الذي يملك أقوى الأدوات التكنولوجية في التاريخ، لدينا القدرة على تغيير هذا الأمر”.
“التحرك الآن”
وتحدث مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن الخطوات التي يجب اتخاذها لتغيير هذا الواقع بما فيها وضع حد لدعم صناعة الوقود الأحفوري والتدرج في عملية الاستغناء عن هذا الوقود، واعتماد مؤتمر المناخ القادم (COP28)، في دبي، باعتباره عنصرا حاسما لتغيير قواعد اللعبة.
وتطرق تورك أيضا إلى الحاجة لتحويل منظمات التنمية والتمويل الدولية إلى محركات للعمل المناخي كي يتسنى للدول والشعوب الأكثر تأثرا الحصول على تمويل في قطاع المناخ.
وقال تورك “نستطيع تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وقادرون على إدراك حقنا العالمي في الغذاء. ويمكننا التمسك بحقنا في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة. نستطيع هذا لأنه مازال هناك وقت كي نتحرك. ولكن هذا الوقت هو الآن. يجب ألا نترك الأمر لأولادنا كي يصلحوه، مهما كان نشاطهم ملهما. الأشخاص الذين يجب عليهم أن يتحركوا وتقع على عاتقهم مسؤولية التحرك هم قادتنا اليوم”.
وشدد المسؤول الأممي على أن مواجهة التغير المناخي هو قضية حقوق إنسان وأن “العالم يطالب بالتحرك الآن”.
[ad_2]
Source link