[ad_1]
كما أعرب السيد غوتيريش عن قلقه العميق إزاء الضعف الشديد الذي يواجهه الشعب الهايتي – وخاصة النساء والفتيات – بسبب العنف الوحشي والعصابات المسلحة “العدوانية”، مثل تلك التي تطوق العاصمة وتغلق الطرق الرئيسية وتتحكم في الوصول إلى المياه والغذاء والرعاية الصحية.
وأدان الأمين العام بأشد العبارات انتشار العنف الجنسي الذي تستخدمه العصابات المسلحة “كسلاح لبث الرعب”، داعياً المجتمع الدولي بأسره إلى “وضع الضحايا والسكان المدنيين على رأس اهتماماتنا وأولوياتنا” على وجه السرعة.
نشر قوة دولية
وفي حديثه إلى الصحفيين في العاصمة الهايتية، قال السيد غوتيريش إن الحلول السياسية الدائمة وكاملة التمثيل في هايتي ستكون مستحيلة بدون تحسن جذري في الوضع الأمني.
وأضاف: “كل يوم له أهميته. إذا لم نتحرك الآن، فإن عدم الاستقرار والعنف سيكون لهما تأثيرا دائما على أجيال من الهايتيين.” ودعا جميع الشركاء إلى زيادة دعمهم للشرطة الوطنية من خلال التمويل أو التدريب أو تقديم المعدات.
إلا أنه أشار إلى أن ذلك قد لا كون كافيا لاستعادة سلطة الدولة، وقال: “ما زلت أحث مجلس الأمن على السماح بالنشر الفوري لقوة دولية قوية لمساعدة الشرطة الوطنية الهايتية في معركتها ضد العصابات”.
الوفاق السياسي لإنهاء الأزمة
وخلال زيارته التي استغرقت يوما واحدا إلى العاصمة الهايتية، التقى الأمين العام برئيس الوزراء أرييل هنري، والمجلس الانتقالي الأعلى، وأعضاء المجتمع المدني والأحزاب السياسية، وشدد في لقاءاته على ضرورة إيجاد “وفاق سياسي” لإنهاء الأزمة.
وقال السيد غوتيريش: “إنني أدعو جميع الجهات الفاعلة إلى تهيئة الظروف اللازمة لاستعادة المؤسسات الديمقراطية”، ودعا جميع الأطراف المعنية إلى “الارتقاء فوق المصالح الشخصية وتقديم التنازلات” مما يتيح ظهور رؤية مشتركة ووضع خطة قابلة للتطبيق ومسار انتخابي ذي مصداقية.
وأشاد بالمحادثات الأخيرة بين الأطراف الهايتية، التي يسرتها مجموعة الشخصيات البارزة للجماعة الكاريبية، بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية وتوسيع المجلس الانتقالي الأعلى.
قال السيد غوتيريس: “وحده الحوار الوطني الشامل – بمشاركة كاملة من النساء والشباب –سيساعد على إنهاء حالة انعدام الأمن وإيجاد حلول سياسية دائمة”. وأضاف أن مكتب الأمم المتحدة المتكامل في هايتي والأمم المتحدة بأسرها ستستمر في دعم هذه الجهود.
“مسألة عدالة أخلاقية”
وأكد الأمين العام للصحفيين أنه لمس خلال لقائه بعض سكان العاصمة “الإجهاد الذي يشعر به شعب ظل منذ فترة طويلة يتصارع مع سلسلة من الأزمات وظروف معيشية غير مقبولة”، واستمع إلى ندائهم للمساعدة. وأشار إلى أن نصف شعب هايتي يعيش حالياً في فقر مدقع، ويعاني من الجوع، ولا يحصل على مياه الشرب بشكل منتظم.
في ظل هذه التحديات الخطيرة، أعرب الأمين العام عن أسفه لأن خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة، التي تتطلب 720 مليون دولار لدعم أكثر من ثلاثة ملايين شخص، لم يتم تمويلها سوى بنسبة 23 في المائة فقط.
وشدد على أن هذه “مسألة تضامن وعدالة أخلاقية” من قبل المجتمع الدولي.
وأثنى بشكل خاص على شجاعة وتفاني العاملين في المجال الإنساني الذين يقدمون المساعدة على الرغم من العقبات العديدة التي يواجهونها، وطلب من جميع أصحاب المصلحة دعم حقوق الإنسان والقانون الدولي وضمان وصول المساعدات الإنسانية بأمان ودون عوائق إلى المحتاجين في هايتي.
لا حل بدون شعب هايتي
قال الأمين العام للأمم المتحدة إن التنمية الشاملة والمستدامة هي وحدها التي ستساعد في كسر الحلقة التاريخية للأزمات في هايتي، ومعالجة التحديات الإنسانية والأمنية، وخلق بيئة دستورية وسياسية مستقرة.
وأضاف أنه “لا يمكن إيجاد حل بدون مشاركة شعب هايتي”، إلا أنه أقر بأن حجم المشاكل التي تواجه البلاد يتطلب الدعم الكامل من المجتمع الدولي.
وقال الأمين العام إنه سيتوجه يوم الأحد إلى ترينيداد وتوباغو للحصول على ذلك الدعم وأكثر، حيث سيشارك في قمة الجماعة الكاريبية (كاريكوم)، التي تضم 20 دولة في المنطقة، من بين دول أخرى.
[ad_2]
Source link