كشف نائب رئيس شركة «نيوتنكس» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا سامي الزغلامي، خارطة طريق لتحديد اتجاهات الحوسبة السحابية في العالم لاسيما منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، والتحديات المختلفة التي تواجهها الشركات عادة عندما يتعلق الأمر بتبني الحوسبة السحابية.

وأفصح الزغلامي في حوار صحفي، عن الابتكارات الحديثة من «نيوتنكس»، والعوامل الرئيسية التي تجعلها متميزة في المنافسة لتقود السوق لسنوات عديدة قادمة.. فإلى نص الحوار:

• ما الوضع الحالي المتعلق باعتماد الحوسبة السحابية الهجينة حول العالم؟ وما اتجاهات الحوسبة السحابية التي تراها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا؟

•• وفقاً لنتائج الاستطلاع السنوي الخامس لمؤشر الحوسبة السحابية للمؤسسات (ECI) العالمي والخاص بشركة «نيوتنكس»، أظهر أن غالبية فرق تكنولوجيا المعلومات (60%) يعتمدون على أكثر من بنية تحتية، سواء كانت مزيجاً من الحوسبة السحابية الخاصة والعامة، والحوسبة السحابية العامة المتعددة، أو مركز بيانات محلي جنباً إلى جنب مع مركز بيانات مستضاف. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى ما يقرب من ثلاثة أرباع (74%) في المستقبل القريب. وسيكون لذلك تأثير في ظهور تحديات مختلفة، وصرح (94%) بأنهم سيستفيدون من وجود مكان واحد لإدارة التطبيقات والبيانات عبر بيئات متنوعة.

هناك بالتأكيد زخم متزايد في الفضاء السحابي في ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وفقاً لبحوث Business Market Insights، بلغت قيمة سوق الحوسبة السحابية في الشرق الأوسط وأفريقيا 17,813,65 مليون دولار أمريكي في 2022 ومن المتوقع أن تصل إلى 54,235,27 مليون دولار أمريكي بحلول 2028، مسجلاً معدل نمو سنوي قدره 20.4% من 2022 إلى 2028. تضع دول مجلس التعاون الخليجي سياساتها للحوسبة السحابية على المستويين الحكومي والوطني، وتحرص على جعل البنى التحتية والخدمات رقمية لإنشاء مدن ذكية.

عندما يتعلق الأمر بتبني الحوسبة السحابية الهجينة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، على الرغم من عدم وجود أرقام بحثية للمنطقة ككل، فإن نتائج «نيوتنكس» السعودية من أحدث استطلاع لمؤشر السحابة للمؤسسات (ECI) تلقي ببعض الحقائق المثيرة للاهتمام التي قد تمثل المنطقة الأكبر. أقل من نصف الشركات السعودية (45%) تلجأ حالياً إلى الاعتماد على أوضاع متعددة لتكنولوجيا المعلومات. وهذا أقل بكثير من المتوسط العالمي (60%). تشير الأرقام إلى أن الشركات في المملكة في مراحلها الأولى من التحول الرقمي وتوجهها الشامل نحو الحوسبة السحابية. ومع ذلك، فهم يخططون لزيادة استخدامهم لتكنولوجيا المعلومات المختلطة إلى (71%) في غضون ثلاث سنوات، أي أقل قليلاً من المستويات العالمية المتوقعة لنفس الإطار الزمني.

هناك عوامل معينة تدفع الاتجاه نحو اعتماد الحوسبة السحابية الهجينة. أحد أهمها هو حاجة الشركات إلى امتلاك بنية تحتية أكثر مرونة ولديها قابلية للتوسع لتكنولوجيا المعلومات بحيث يمكنها التعامل مع الكميات المتزايدة من البيانات التي يتم إنشاؤها، خاصة في عصر مكان العمل الهجين. يواصل عملاؤنا إدراك فوائد الحوسبة السحابية الهجينة من حيث قابليتها للتوسع والمرونة والفعالية من حيث التكلفة.

• هل ستكافح الشركات التي تتجنب الانتقال إلى إستراتيجية الحوسبة السحابية الهجينة لتظل قادرة على المنافسة؟ ولماذا؟

•• خلاصة القول هي أن الشركات التي لا تتبنى إستراتيجيات الحوسبة السحابية الهجينة ستكون أبطأ في رحلة التحول الرقمي، ما يؤدي بدوره إلى إبطاء قدرتها على التوسع والسرعة. تسمح الحوسبة السحابية الهجينة للأعمال بالتوسع أو التصغير بناء على متطلبات الأعمال. إذا كانت الشركات لا تزال تعمل في بنية تحتية من ثلاثة مستويات، فقد تعاني من ثقل الحركة وعليهم التحرك فوراً. إنهم غير قادرين على الاستجابة بسرعة كافية لتلبية التغيرات في السوق، وهو أمر بالغ الأهمية من أجل الحفاظ على قدرتهم التنافسية. تمكّن الحوسبة السحابية الهجينة أيضاً الأعمال من نشر التطبيقات والخدمات الجديدة بسرعة، لا سيما في الصناعات التي تعتمد في أساسها على «الخدمات الرقمية أولاً» مثل المدن الذكية أو الخدمات المصرفية (على الرغم من أن معظم الصناعات تتجه اليوم نحو «الخدمات الرقمية أولاً» كاستجابة لسلوك ومتطلبات المستهلك).

التكلفة شيء تجب مراعاته أيضاً. يمكن أن تساعد إستراتيجية الحوسبة السحابية الهجينة الشركات على تحسين موارد الحوسبة وتقليل التكاليف. دون إستراتيجية الحوسبة السحابية الهجينة، قد تجد الشركات نفسها تنفق المزيد من الأموال على صيانة البنية التحتية الحالية لتكنولوجيا المعلومات وتحديثها.

• ما التحديات المختلفة التي تواجهها الشركات عادة عندما يتعلق الأمر بتبني الحوسبة السحابية/الحوسبة السحابية الهجينة؟

•• أعتقد أنه من المهم الإشارة إلى أن هناك عوامل دقيقة لها دور عندما يتعلق الأمر – ليس فقط بالتكنولوجيا – ولكن بتحديات الأعمال بشكل عام. لدينا ركود يلوح في الأفق، والحرب في أوروبا، وأسعار النفط، وما إلى ذلك. هذه العوامل تشكل تحديات للشركات بالفعل.

في ما يتعلق بتبني الحوسبة السحابية الهجينة، لا تزال هناك مخاوف بشأن الأمن وسيادة البيانات والأهم من ذلك نقص المهارات. لقد أوجزت بعض التحديات الرئيسية أدناه:

– تعقيد تكنولوجيا المعلومات: يمكن أن تزيد الحوسبة السحابية الهجينة من تعقيد تكنولوجيا المعلومات من حيث عدد الموردين للخدمة، والمزيد من احتياجات الدعم، والمزيد من موظفي/فرق تكنولوجيا المعلومات.

– الأمن: يعتبر (66%) من محترفي تكنولوجيا المعلومات أن الأمن يمثل تحدياً كبيراً لاعتماد الحوسبة السحابية. الحقيقة هي أن مزودي خدمات الحوسبة السحابية العامة يستثمرون في أمنهم أكثر بكثير مما يمكن لأي شركة فردية أو إدارة حكومية أن تستثمر في أي وقت مضى. لا يؤدي الانتقال إلى الحوسبة السحابية إلى تقليل الأمن بل يزيده. التغلب على هذا التحدي لا يتعلق بالبنية التحتية الأمنية الجديدة بقدر ما يتعلق بالتحول الثقافي. يتعلق الأمر بطرح السؤال «كيف يمكن لشركتي أو إدارتي الحكومية أن تشعر بالراحة تجاه تكنولوجيا الحوسبة السحابية؟» ومن خلال تجربتنا، فإن أفضل طريقة للقيام بذلك هي أن تبدأ صغيراً عن طريق نقل بعض أعباء العمل إلى الحوسبة السحابية ومعرفة ما إذا كنت راضياً عن النتائج.

– التقييد بمورد الخدمة: يظل هذا الارتباط مصدر قلق كبير للعديد من الشركات. المقلق هو أنه بمجرد نقل جميع الأنظمة إلى الحوسبة السحابية، ستكون الشركة ملزمة بنفس المورد حتى إذا ارتفعت أسعاره. هذا مهم بشكل خاص في ضوء الانخفاض المستمر في تكاليف الخدمات السحابية على مستوى العالم.

– فجوة المهارات: تعد فجوة المهارات من أكثر التحديات إلحاحاً أمام اعتماد الحوسبة السحابية. كيف يمكن لشركة ما الانتقال إلى الحوسبة السحابية إذا لم يكن لديها الأشخاص المناسبون لتحقيق ذلك؟ في استطلاع للرؤساء التنفيذيين أجرته «PwC» لعام 2020، أظهر أن (77%) من الرؤساء التنفيذيين قلقون بشأن توفر المهارات الأساسية. وجد الاستطلاع أيضاً أن تلك الشركات التي ركزت على توسيع مهارات موظفيها كانت متقدمة على أقرانها من نواحٍ كثيرة وكانت أكثر ثقة في مستقبلها. بصرف النظر عن فجوة المهارات، فقد يعني ذلك زيادة في فرق تكنولوجيا المعلومات. كلما كانت البيئة أكثر تعقيداً، زاد عدد الشركات التي قد تحتاج إلى التوظيف.

• ما الخطوات التي يتعين على الشركات اتباعها من أجل اعتماد إستراتيجية الحوسبة السحابية الهجينة بنجاح؟

•• تعتبر إستراتيجيات الحوسبة السحابية الهجينة أساسية للتحول الرقمي إضافة إلى تسريع النمو واستدامته. تدرك الشركات التي تطورت بسرعة إلى الحوسبة السحابية العامة أنها ليست سيناريو واحد يناسب الجميع، وأنها قد تحتاج إلى إعادة التفكير وإعادة الهيكلة إذ تقوم بتشغيل تطبيقاتها وأعباء العمل.

في النهاية، يجب أن تجد توازناً سحابياً في عالم الحوسبة السحابية الهجينة. سيكون الاختيار والبساطة من العوامل الرئيسية للشركات. لذلك سوف تحتاج الاَتي:

1- أن تكون رشيقاً وآمناً: خذ وقتك في اختيار مورد خدمة الحوسبة السحابية الخاص بك، وتجنب تقييد المورد. تجنب الحاجة إلى إعادة النظام الأساسي، وحدد أعباء العمل التي تنتمي إلى الحوسبة السحابية العامة وأيها أقرب إلى المنزل.

2- قم بتمكين موظفيك: ليس من السابق لأوانه أبداً تثقيف مجموعة مهارات اليوم (وليس المستقبل) والبناء عليها. ضع في اعتبارك بناء برنامج تمكين المواهب (TEP) المصمم لتعزيز وتطوير المهارات اللازمة. يمكن أن يساعدك هذا البرنامج في تحديد المهارات التي تحتاجها الشركة وتحسين جهود التوظيف. أنت بحاجة إلى إيجاد طرق إبداعية لسد الفجوة.

3- الحد من إعادة تحليل التطبيقات: ليست هناك حاجة إلى إعادة اختراع العجلة، فإن إعادة استخدام التطبيقات في الحوسبة السحابية العامة تعد عملية مكلفة للغاية وتستغرق وقتاً طويلاً. استفد من الوقت وقم بتحديد التطبيقات القديمة التي يجب أن تظل في مكان العمل، وأي التطبيقات الجديدة التي من المحتمل أن يتم إنشاؤها للحوسبة السحابية.

• هل يمكنك إخبارنا ببعض الابتكارات الحديثة من «نيوتنكس»؟

•• في أكتوبر من العام الماضي 2022، أعلنّا إطلاق عرض الحوسبة السحابية الهجينة Nutanix NC2. تهدف «نيوتنكس» إلى جعل الحوسبة السحابية غير مرئية من خلال السماح للشركات بأن يكون لها نموذج تشغيل متسق عبر جميع السحابات، الخاصة والعامة على حد سواء. Nutanix NC2 هو حل حوسبة سحابية مصمم لتبسيط ودعم جهود التحول الرقمي للشركات من خلال توفير حل حوسبة سحابية هجين حقيقي. يوفر NC2 بنية أساسية متسقة وآمنة للتطبيقات والبيانات والخدمات، بغض النظر عن مكان نشرها؛ محلياً أو في السحابة أو على الحافة.

لقد عقدنا شراكة مع مزودي خدمات الحوسبة السحابية الرائدين مثل Azure وAWS، مع المزيد من أدوات القياس الفائقة القادمة، للسماح للعملاء الذين يتطلعون إلى الانتقال إلى الحوسبة السحابية العامة، ليكونوا قادرين على ذلك بسلاسة.

توجد Azure في الإمارات العربية المتحدة وقطر بالفعل، إضافة إلى الإعلان عن مركز بيانات جديد في المملكة العربية السعودية. نحن في وضع قوي لمساعدة عملائنا الحاليين وعملائنا في المستقبل على تبني إستراتيجية حوسبة سحابية هجينة تعمل بفاعلية. مع Azure، نحن موجودون في الوقت الحالي في مناطق محددة في أوروبا مع خطط للتوافر الإقليمي في العام القادم. على الرغم من أن العديد من عملائنا يشغلون أعباء عمل عامة خارج المنطقة داخل أوروبا، بسبب قيود القانون العام لحماية البيانات (GDPR) القوية، ولذلك نحن موجودون وقادرون على المساعدة هناك.

ومع AWS، نحن موجودون حالياً في كل من البحرين والإمارات العربية المتحدة، ما يسمح للعملاء الذين يختارون AWS كمزود الحوسبة السحابية العامة المفضل لديهم بالاستفادة على الفور من Nutanix NC2.

• ما ميزات «نيوتنكس» الرئيسية التي تجعلها متميزة في المنافسة لتقود السوق لسنوات عديدة قادمة؟

•• عُرفت «نيوتنكس» لسنوات عديدة كشركة رائدة في مجال الـHCI وتحديثات مركز البيانات. ونحن اليوم واحد من القلائل الذين يمكنهم عمل حوسبة سحابية هجينة hybrid Cloud -PERIOD. نحن اللاعب الوحيد الذي يمكنه تقديم نظام أساسي موحد لتشغيل تطبيقات الشركات وإدارة البيانات. بجانب كل ذلك، فإن نقاط القوة الرئيسية والـUSPs لدينا هي:

1- مركزية البيانات: نشأتنا كشركة تتمحور حول البيانات، سواء كانت تقدم جميع أنواع التخزين من عناصر إلى الملفات، وتقدم أفضل أداء من حيث التكلفة، وسهولة نقل البيانات، وأخيراً، الأمن/الحوكمة. تعتبر الحوسبة السحابية الهجينة اليوم أكثر تركيزاً على البيانات من التطبيقات، مع التركيز بشكل كبير على طبقات البيانات، والتعافي من الكوارث، والنسخ الاحتياطية باعتبارها حالات الاستخدام البارزة.

2- القوة في البساطة: كانت بساطتنا وسهولة الاستخدام من السمات المميزة ومحل تقدير العملاء لنا، فهم ببساطة يحبون بساطة نقرة واحدة التي نقدمها لجميع الأشياء المعقدة.

3- الحرية في الاختيار: نحن الترياق من التقييد بالمورد. نمنح عملائنا الحرية في اختيار برنامج Hypervisor، والأجهزة، والسحابة التي يرغبون في استخدامها. إيماننا هو اختيار كل شيء.

4- تجربة العملاء: نحن نفخر بأنفسنا على USP. لقد كان لدينا باستمرار صافي نقاط الترويج (NPS) أعلى من 90 لأكثر من سبع سنوات وكان معدل رضى العملاء 97%. نحن فخورون بنجاح العملاء، وهذا واضح في كل تفاعل مع عملائنا في جميع وظائف الشركة.

• ما استراتيجية «نيوتنكس» في السنوات القليلة القادمة؟

•• «نيوتنكس» تجعل من «الحوسبة السحابية المتعددة الهجينة» بسيطة للغاية وسهلة الاستخدام وفعالة من حيث التكلفة. نريد تمكين شركائنا من مساعدة العملاء في رحلتهم إلى الحوسبة السحابية. تجمع «نيوتنكس» بين بساطة الحوسبة السحابية العامة وخفة الحركة مع أداء وأمن الحوسبة السحابية الخاصة. سواء كان ذلك محلياً أو هجيناً، فإننا نضمن استمرارية الأعمال بتكلفة معقولة من خلال الإدارة الموحدة، والعمليات بنقرة واحدة، والأتمتة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وبالتالي تمكين النظام البيئي الشريك لدينا لتقديم أفضل الحلول للعملاء حسب احتياجاتهم.

مع أكثر من 23,000 عميل حول العالم، قمنا ببناء الثقة وقمنا بتحويل بعض أهم الأعمال التجارية في جميع أنحاء المنطقة.

تتعاون «نيوتنكس» مع القادة والمبتكرين عبر فئات التكنولوجيا الرئيسية، مما يمكّن شركائنا من الاستفادة من أكثر من 700 مورد للنظام البيئي وتوفير تجربة مبهجة للحلول متعددة المنتجات التي يتطلع عملاؤنا إلى بنائها.

نحن نقوم بتمكين وتحسين أعمال قنواتنا لبناء استقلالية الشركاء من خلال ما يلي:

– تحسين تجربة الشريك: توفير مسار لرحلة الشريك من البداية حتى يصبح مساهماً فعالاً.

– زيادة سرعة المبيعات: توفير رؤى حول البيانات التي يحتاجون إليها للتركيز على الأنشطة عالية القيمة وإبقائهم آمنين من خلال اتجاهات الأعمال.

– تطوير مسار التحويل الذاتي: حملات تسويق رقمية متعددة مصممة لتوليد عملاء متوقعين ودعم مسار النمو.