جون لينون مغني في فرقة البيتلز، الذي اغتاله أحد معجبيه المهووسين قائلاً إنه بقتله لجون سيرث شهرته، وذلك عام 1980. جون هذا كان مغنياً أسطورياً وشاعراً مبتكراً، فهو أحد المؤسسين صناع موسيقى وموضة الخنافس العالمية بين عقدين، هما ستينات وسبعينات القرن العشرين، ومن يسمع أغانيه يدرك على الفور أنه كان شاباً عميق النظرة وصاحب خط مميز في الشعر، فيقول مثلاً:

«في الخامسة من عمري عندما ذهبت إلى المدرسة سألوني: ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ فكتبت: أنا أريد أن أصبح سعيداً. فقالوا لي: أنت لم تفهم السؤال.

فقلت لهم إنهم لم يفهموا الحياة».

ويقول كذلك: «أفضل الأشياء في الحياة مجانية».

ويقول في أغنية أخرى:

«عد حياتك بالابتسامات، وليس بالدموع. احسب عمرك بعدد الأصدقاء، وليس بعدد السنوات».

أما فيما يخص الموت والخلود فيقول:

«الجميع يحبك عندما تكون مترين تحت الأرض».

هذه الأفكار الوجودية حين أسمعها أفكر في مدى قِدم شقاء الإنسان على الأرض وبحثه القديم الجديد عن السعادة وفهم معنى الحياة والموت، ففي أقدم نص بشري معروف حتى الآن وهو ملحمة جلجامش المدونة قبل ألفي عام من الميلاد قال جلجامش أبياتاً لا تفرق كثيراً عن أغاني البيتلز، وهذه الأبيات قالها في تأبين ورثاء صديقه انكيدو حين اعتكف جلجامش بجوار جثمان صديقه لسبعة أيام وهو ينتظر عودته للحياة حتى خرج الدود من أنف انكيدو ليستسلم جلجامش الباحث عن الخلود فيقول الأبيات التالية:

عندما خلقت الآلهة

قدّرت للناس الموت

واستأثرت بالحياة الخالدة

فاملأ بطنك بأطايب الطعام

ابتهج ليلا ونهاراً

اجعل كل يوم من أيامك عيد فرح وسرور

ارقص ليلاً ونهاراً

البس الفاخر والنظيف من الثياب

اغسل وجهك

استحم في الماء

دلل الولد الذي يمسك بيدك

فرّح قلب الزوجة التي في حضنك

هذا هو نصيب البشر من الحياة.