[ad_1]
ومع اقتراب انتهاء فترة الإنذار من عواقب نقص التمويل، أجرينا حوارا مع السيد سامر عبد الجابر، ممثل البرنامج ومديره القطري في فلسطين، الذي حدثنا من مدينة القدس وشرح لنا كيف سيترجم تخفيض المساعدات على حياة الفلسطينيين، الذين قال إنهم يتميزون بتعلميهم وحبهم للحياة على الرغم من الأزمات المتداخلة التي يكابدونها.
سامر عبد الجابر: للأسف ما زال الوضع على حاله. عندما أصدرنا البيان الصحفي، كنا متأملين في أن نحشد الدعم للبرنامج لأن الوضع صعب للغاية على العائلات التي سوف تفقد المساعدات، حتى ولو بشكل نتمنى في أن يكون مؤقتاً إن شاء الله.
ستون في المائة من المستفيدين هم مائتا ألف شخص في غزة والضفة الغربية يواجهون أصلاً وضعاً صعبا. من خلال المراقبة ما بعد التوزيع، يتبين لنا كيف يتم إنفاق هذه المساعدات وكم تدوم لهم.
للأسف، هناك 1.8 مليون شخص في الضفة وغزة في فلسطين يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي، وسوف تزداد هذه الأرقام عندما نضطر إلى وقف المساعدات التي تخفف إلى حد ما وطأة الصعوبات الاقتصادية والمعيشية. لذا نعتقد أن الوضع قد يسوء بالنسبة للناس الذين سيخرجون من قائمة المستفيدين من مساعدات برنامج الأغذية العالمي.
أخبار الأمم المتحدة: اضطر البرنامج إلى تخفيض مساعداته بالفعل هذا الشهر إلى حوالي عشرة دولارات للفرد، هل هذا كافيا لإطعام شخص في فلسطين؟
سامر عبد الجابر: إذا كانت العائلة تتألف من ستة أشخاص، ستصل المساعدات النقدية إلى ستين دولار وهذا بالتأكيد لن يكفي العائلة على مدى الشهر.
كنا نقدم مساعدة تبلغ 60 في المائة من سلة الإنفاق الأدنى، إلا أننا اضطررنا إلى تخفيض المبلغ حتى نتمكن من الوصول إلى أكبر عدد من الناس بالمساعدات.
وعلى سبيل المثال، قبل حوالي شهر أو شهر ونصف، كان سعر الدجاجة الواحدة التي تزن كيلو ونصف حوالي 8 دولارات. نحن نتكلم هنا عن الأشياء الأساسية.
للأسف، قد يتجه أغلب الناس إلى استراتيجيات سلبية للتأقلم مع واقعهم عندما يقل الدعم، بما في ذلك اللجوء إلى الأغذية غير الصحية أو الدين من المتاجر أو استلاف الطعام من جيرانهم وما إلى ذلك. كل هذه استراتيجيات سلبية. إن المديونية لدى العائلات التي هي في الأصل تواجه وضعاً صعباً قد تزيد.
أخبار الأمم المتحدة: كيف يتم تحديد الأشخاص الأكثر ضعفا عندما يضطر البرنامج إلى تقليص أعداد المستفيدين من مساعداته؟
سامر عبد الجابر: بالطبع، جميع المستفيدين بحاجة إلى مساعدات. هذا هو الواقع الذي نعيشه. من المفروض أن يصل برنامج الأغذية العالمي إلى 436 ألف شخص، واليوم نصل إلى 350 ألفا. هذا لا يعني أن الأشخاص الذين لا نستطيع الوصول إليهم ليسوا محتاجين، على العكس من ذلك. ولكن نحن ننظر إلى القوائم التي يقعون فيها. هل لديهم دخل؟ هل يوجد في عائلاتهم أشخاص ذوو إعاقة؟ هل تعول العائلة سيدة؟ هل لديهم أطفال؟ عندما تزيد التوترات، هل فقدوا منازلهم؟ ننظر في كل هذه العوامل للتأكد من أننا نصل إلى أشد الناس احتياجا، ولكن في النهاية جميعهم محتاجين.
هذا الذي يجعل من الصعب علينا تقرير من الذي سنقطع عنه المساعدات.
أخبار الأمم المتحدة: ما هي أبرز الدوافع لانعدام الأمن الغذائي في البلاد؟
سامر عبد الجابر: هناك عدة دوافع. بإمكاني أن أقول لك إن انعدام الأمن الغذائي هو الظاهرة الواضحة للناس، ولكن إذا نظرت إلى المسببات، فهي تضم الوضع الاقتصادي ولا أريد الخوض في أسباب تردي الوضع الاقتصادي.
ولكن هناك ميزة تبرز في الحالة الفلسطينية، ألا وهي أن نسبة التعليم في البلاد عالية. فعندما تتوفر فرص العمل، سيتمكن الناس من تأمين قوتهم بالتأكيد وستصبح لديهم القدرة على مساعدة أنفسهم.
ولكن الإغلاق الذي دام لـ 15 سنة في غزة له آثار سلبية. تصاعد العنف في الضفة الغربية يؤثر أيضا على المعيشة.
أخبار الأمم المتحدة: بعد أكثر من 16 عاما من الإغلاق والحصار، كيف يبدو الوضع في غزة؟
سامر عبد الجابر: لا أستطيع أن أقارن بما قبل 16 عاما، ولكنني أستطيع أن أطلعك على تجربتي منذ وصلت إلى فلسطين.
عادة ما أذهب إلى غزة لكسب الطاقة الإيجابية، ولم أكن أتوقع ذلك قبل مجيئي إلى هنا. هناك حب للحياة بشكل غير معقول بين الأهل في غزة. الأشخاص هناك يحبون أن ينتجوا، هناك أناس يحبون أن يفكروا خارج الصندوق في كيفية مساعدة بعضهم البعض وأن يعملوا.
كما أن نسبة التعليم عالية ونسب البطالة ترتفع مع ارتفاع المحصل العلمي. فعلى سبيل المثال، إذا كان لديك ماجستير أو دكتوراة، ستصبح فرص حصولك على عمل أصعب وأصعب. هذه حالة فريدة من نوعها. يزداد الوضع صعوبة على الناس بالتأكيد، ولكن في نفس الوقت كما قلت لك، هناك روح في غزة يصعب وصفها. فالناس لا يريدون شيئاً سوى الأمل.
أنا أعلم تماما أن المساعدات التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي لن تخرج الناس من حالة العوز أو الفقر الذي يعيشونه، ولكنها تعطي الناس الأمل بأن المجتمع الدولي موجود إلى جانبهم ويساعدهم حتى في أصعب الظروف التي يمرون بها.
أخبار الأمم المتحدة: ماذا الذي تفعله الوكالة لدعم المجتمع الفلسطيني على المدى البعيد، وكيف يمكن الحد من اعتماد الناس على المساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية؟
سامر عبد الجابر: برنامج الأغذية العالمي لا يستطيع الاستجابة وحده لهذه المسألة، هناك عدة منظمات فاعلة في فلسطين وفي غزة تحديدا. المجتمع المدني موجود وعمله جيد جدا. أعتقد أنه يجب أن تكون هناك مشاركة كاملة بين جميع الشركاء، بما في ذلك الأمم المتحدة والدول المانحة والدول التي لديها تأثير سياسي على الوضع، ويجب أن نحاول إيجاد الحلول للأزمة الموجودة.
فلسطين لا تواجه أزمة إنسانية فحسب. هذه أزمة إنمائية أيضا. قامت الأمم المتحدة بوضع إطار العمل للتعاون في مجال التنمية المستدامة التي تربط جميع الشراكات التي ممكن أن تقام بين منظمات الأمم المتحدة لتمويل وإقامة مشاريع تنموية في غزة وفي الضفة.
برأيي أنه إذا ما توفر التمويل لدعم هذه البرامج، فهذا هو الطريق الصحيح إلى المستقبل. ولكن إذا ظل الوضع كما هو قائماً، ستزداد الحالات الإنسانية التي تحتاج إلى المساعدات ويتفاقم وضع البطالة وانعدام الأمن الغذائي.
أخبار الأمم المتحدة: في الأشهر القليلة الماضية زادت التوترات وأعمال العنف في المنطقة، كيف أثر ذلك على عملياتكم؟
سامر عبد الجابر: بالطبع كان لها تأثير. فاندلاع العمليات العسكرية يحد من تحركاتنا الميدانية، بما في ذلك زملائي الذين يزورون العائلات ويتأكدون من وصول المساعدات إليهم، كما تؤثر على عمليات شحن المساعدات.
يقوم برنامج الأغذية العالمي بتقديم المساعدات على عدة أشكال، بما فيها الطرود الغذائية التي تقدم لـ 73 ألف شخص في الضفة الغربية وغزة. كما نقوم بشراء 60 في المائة من مكونات هذه الطرود من الداخل الفلسطيني، والذي لديه آثار إيجابية على القطاع الخاص. هناك أيضا حوالي 275 ألف شخص يتلقون بطاقات إليكترونية لشراء احتياجاتهم من المتاجر التي يتعاقد معها برنامج الأغذية العالمي، وذلك أيضا له وقع اقتصادي.
عندما يتصاعد العنف، تغلق المتاجر أبوابها وتقل البضائع لديها مما يؤثر سلبا على الوضع.
أخبار الأمم المتحدة: ذكرت أن هذه المشكلة تنموية بقدر ما هي مشكلة إنسانية، في ظل الأزمات المتفاقمة التي يواجهها العالم، لماذا يجب على مجتمع المانحين دعم هذه القضية بالذات؟
سامر عبد الجابر: بصفتي عاملا إنسانيا، أقول لك إن جميع الحالات مهمة. جميع العمليات الإنسانية التي ندعمها مهمة جدا، سواء كان برنامج الأغذية العالمي أو منظمات الأمم المتحدة الأخرى أو المجتمع المدني. لا نستطيع المقارنة بينها.
ولكن القضية الفلسطينية لها حيثية خاصة في غياب خارطة طريق سياسية في الوقت الحالي. وهذه نقطة مهمة. إلى حين تبلور حل سياسي أو وصول السياسيين إلى خارطة طريق، للأسف دعم البرامج كالتي نقدمها مهم جدا، لأنه الشيء الوحيد الذي يساعد الناس في الوضع الصعب الذي يمرون به. أعتقد أن هناك خصوصية للقضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني.
[ad_2]
Source link