[ad_1]
الأعراس ومناسبات الفرح لدينا كانت مناسبات للحزن والقتامة أقرب منها للفرح الذي يفترض أن يكون، ولكن فكر التشدد قتل الموسيقى والغناء والمسرح حتى التلفزيون وبرامجه أصبحت سوداوية، فلا مطربة تغني حتى ولو كانت أغانيها راقية والعالم العربي كله يستمع ويعشق صوتها. الأكيد أننا عشنا حالة من العزلة الثقافية خاصة في مجال الفنون والمسرح.
بعض المتخصصين والمتابعين يطرحون تساؤلات مشروعة ومحقة حول إمكانية عودة التيارات المتشددة للهيمنة على المجتمع أو ما يعرف بمرحلة الصحوة، ومن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي خاصة ما له علاقة مباشرة بمجموعات الواتساب؛ سواء مجموعات الأصدقاء أو الموظفين أو العائلية التي تتميز بالشفافية والصراحة بالنقاش في تلك الكنتونات المغلقة، يعرف ماذا أتحدث عنه، فذلك الفكر الأحادي لا يزال موجوداً ويتحين الفرص للعودة إلى فرض هيمنته على المجتمع خاصة في قضايا الفن بأشكاله كافة، رغم الانفتاح الذي نعيشه وتقوده جهات رسمية مشكورة في بناء مسارح وإقامة حفلات، ولكن يأتي جماعة «لكن» التي تدغدغ مشاعر البسطاء منا وتطرح تساؤلات خبيثة ومعروفة أهدافها وتربطها مثلاً بالقضايا الاقتصادية والمعيشية للناس، فتجدهم يرددون مقولاتهم بأن هذه المصاريف المليونية أجدى أن توظف في مجالات تخدم الإنسان على افتراض أن ثقافة الفرح والموسيقى والفنون ضد الحياة.
إعادة بناء إنسان مقبل على الحياة بفرحها وترحها تحتاج لإعادة برمجة فكرية ثقافية صادمة لا تعطي المجال للمبررين ومن يدسون السم في خطابهم تحت مفاهيم حرية التعبير وهم في زمنهم كانوا جلادين للمختلفين معهم، ووصلت الأمور عندهم لاستخدام العنف ضد المختلف معهم في هذه القضايا، تدريس الموسيقى والفلسفة منذ الصفوف المبكرة في التعليم ستخلق مجتمعاً مختلفاً طبيعياً قد نتساءل كثيراً ويصرخ البعض عن ماهيته وهويته، ولكن كما قولب مجتمعنا في العقود الماضية بهذا الشكل الذي كان يعتقد البعض منا هو المثالي فإن الأجيال القادمة سيكون لها فضاؤها الاجتماعي والثقافي والفني الذي ينحاز للعالم المتقدم وللحياة الطبيعية بشكل صارخ.
[ad_2]
Source link