[ad_1]
ويبدو أن هذا الخطأ لم يكن خطأً عاديّاً فلم يُخطئ إصبعي في اختيار الرقم من لوحة المفاتيح، ولكنّ ذهني هو من أعطى أمراً بهذا الخطأ، وذلك من هول ما مرّ بنا من أحداث في ذلك العام المنصرم فكم كان عاصفاً شديداً ومُنتقماً، وأخيراً ودعنا ذلك العام واستقبلنا عاماً آخر جديداً سنطوي صفحة الوجع تلك.. أما عنّي فسَأُمزقها من دفتر سنيني كم كان عاماً مُوجعاً كم كان طويلاً.. طويلاً جداً.
ليس بالمُدة الزمنية ولكن بالأحداث المتتالية والمتوالية التي عصفت بنا عصفاً شديداً، كنتُ في كلِ مرة تهبُ فيها عصفات الرياح ثُم ما تلبثُ إلى أن تتحولَ الى إعصار أتمسك بجذعِ شجرة بكلِ قوتي.. فتُقتلعُ حتى الشجرة فنطيرُ عالياً في السماء وأحس أن الموت قد دنا وأن النهاية قد اقتربت ثم ما يلبثُ أن يُنقذنا لُطف الله الخفيّ الذي دائماً ما يحيطُ بنا وعن أيماننا وشمائلنا ومن أمامنا ومن خلفنا، فنهبطُ نحنُ والأشجار على تلك الأرض فنستلقي على متنها وننام ونحسُ بأن ما مضى كان حلماً وانتهى.
لن أُطيل الحديث عن ذلك العام ولن ألتفت إلى الوراء دائماً المُلتفت إلى الوراء ستصابُ رقبتهُ بالتواء ومع ذلك تظلُ هناك التفاتةُ الوداع سألوّحُ إليه بإحدى يديّ وداعاً وإنني لا أُلوّحُ للعام فحسب. بل إلى كل ما حملهُ ذلك العام وداعاً.. لكل المواقف المؤلمة وداعاً.. لكل شخص أحببته فهجر.. أخلصتُ له فغدر.. وقفتُ على بابه فأوصده وأحكم إغلاقه.. وداعاً لكل جدار استندتُ عليه أو حتى ملتُ إليه وأنا ألهث من شدّة الركض والبحث والتنقل.. وداعاً لكل وسادة احتضنت أدمعي.. لكل جاحد.. وداعاً لكل ناكر.. وداعاً لكل حقير مُستغل.. وداعاً لكل من يرتدي قناعاً ويلبسُ ثوباً طويلاً واسعاً.. ليس بمقاسه.. وداعاً ودعني أخبرك سراً تحرّجتُ كثيراً أن أبوح به أمامك.. منظرك مُضحك جداً.
اقلع ذلك الرداء.. وارتد ما يُناسبك وما يليقُ بك كُن أنت.. صدقني ستبدو أجمل.. أحلى.. أرقى.. وأنقى.
وداعاً لكل غبي.. يتظاهرُ بالذكاء وهو في الحقيقة أحمق.. والحُمق يلمعُ من عينيه.. وأيضاً.. مُضحك.. وجداً.
لم يكن ذلك العام والوباء هو وحدهُ المُسيء.. بل إن هناك وباءً أعظم.. وحتى أوبئة متفشية بين الناس وتحتاجُ إلى علاج ولُقاح ..لأنها تقتلُ كذلك الوباء.. تفتك وتفتت الصدور.. فنبدو بعدها كصرعى.. كأعجاز نخلٍ خاوية.
سنستقبلُ هذا الصباح عاماً جديداً.. وسنبدو أفضل.. وأجمل.. سنبدو كالنجوم البراقة في السماء الخلاقة.. نسطعُ ونلمع.. ونتباهى بحُللٍ أنيقة ..
وقلوب رقيقة.. ونفوس راقية ونقية.
سنُقابلُ أرواحاً أخرى جديدة.. تعانقُ أرواحنا.. وتفهمُ كلماتنا وحتى سكناتنا.. كل شيء صعب وشديد سيزول.. وسيأتي الفرج بعد الصبر العظيم من حيثُ لا تعلم.. أعدك بذلك.
أنا اليوم أستقبلُ عاماً جديداً 2021.. لا يهمني من مِن الديانات تحتفلُ به..
أنا أستقبلُ أياماً جديدة.. خلقها الله لنا.. وأمرنا بأن نتفاءل ولا نتشاءم..
لذلك أنا هنا أكتب ..لأرحب بهذا العام الجديد.. على طريقتي الخاصة.
عامٌ سعيد مليء بالأمنيات والأحلام المُحققة بإذن الله.
qadratRoaa@
كاتبة سعودية
[ad_2]
Source link