[ad_1]
ارتبطت القيم؛ كمصطلح، بالخطط الاستراتيجية -تبدو أكثر وضوحا في القطاع الخاص-. فكل مؤسسة أو شركة تضع رسالتها ورؤيتها وتضع معهما قيَمها التي يُبنى عليها تحقيق رؤيتها الاستراتيجية.
وضع القيم لا يعني فقط التركيز على المفاهيم الإيجابية السائدة والثابتة في الشركة، بل أيضا يُنظر إلى نقاط الضعف فيها.. وتوضع قيمة ذكية للتغلب عليها.
عندما تضع الشركات الكبرى قيَمها، فإنها تهدف لصناعة إنسان.. موظف مثالي جدير بالثقة والمسؤولية.. تصنع ثقافة داخل مجتمعها.. تصنع فردا صالحا. كل من يدخل مثل تلك الشركات أو يتعامل معها؛ سواء موظف أو عميل أو وكيل.. سيسير مع الركب.. لأن القيم تصبح ثقافة؛ والثقافة سُلطة تفرض نفسها على الجميع.
تشير الدراسات إلى أن الشركات التي لا يعرف موظفوها قيمها الثقافية، ترتفع فيها درجة التوتر بين الموظفين لنسب عالية.. إضافة إلى ارتفاع نسب الإحباط العام أيضا.
وفي المقابل، الشركات التي تنشر ثقافة القيم في جوّها العام.. وتعمل على ترسيخ تلك القيم بين موظفيها، تحصل على الأداء العالي والرضا الوظيفي والصورة الذهنية البرّاقة. شركة أرامكو، على سبيل المثال، تضع قيم: التميز، النزاهة، السلامة، المواطنة، المسؤولية، وتتعامل من هذا المنطلق حتى في قراراتها. صنعت ثقافة ثابتة داخل هذا الكيان العريق انعكست على صورتها الذهنية في المجتمع الداخلي والخارجي. شركة بوبا العربية، واحدة من شركات القطاع الخاص الملفتة للإعجاب، قيمها تعمل لبناء الإنسان: شغوفون، مهتمون، مخلصون، استثنائيون.. وهكذا. مثل هذه الشركات -وهي كثر ولله الحمد- تستحق الإشادة لأنها تبني ثقافة المجتمع الأم من خلال مجتمعها الداخلي.
العمل من منطلق القيم يعطي الموظف طاقة سحرية مُلهمة لا تنفد.. ويصنع ثقافة إيجابية تنعكس نتائجها على مؤشرات الأداء وطريقة العمل والصورة الذهنية.
تحقيق الأهداف المالية وحده.. لا يكفي.. وقد يكون أنانية داكنة. تحقيق الأهداف (يجب) أن ترافقه ثقافة القيم الراسخة لبناء الإنسان.
كاتب سعودي
anmar20@yahoo.com
[ad_2]
Source link