[ad_1]
تذكرت ذلك وأنا استمع لبعض القصص من أولياء أمور لطلبة وطالبات من المعارف والأصدقاء وهم يروون قصصاً مزعجة حدثت في عدد غير بسيط من المدارس الخاصة والدولية في السنوات الأخيرة، وفيما يبدو أنه بداية تشكيل عادة أو ظاهرة أو بوصف أدق «تقليد» سنوي، يتمثل في إطلاق مسمى «يوم المقلب» وهو يوم يكون عادة في ختام الموسم الدراسي ويأخذ شكل المقالب المزعجة كإطلاق صفارات الإنذار في المدرسة وإغراق السلالم بماء وصابون وتغطية كاميرات المراقبة بالرغاوي وإغلاق الأبواب بالغراء وغير ذلك من مظاهر التمرد والتحدي والتي تعرض بسببها العديد من الكوادر التعليمية والإدارية في عدد من المدارس إلى إصابات جسدية بليغة ومؤلمة، ناهيكم عن الأضرار المادية والتي عادة ما تقدر بعشرات الآلاف من الريالات. ويتم تداول بعض هذه المقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي بسخرية واعتزاز لحث الطلبة على قبول التحدي القادم في يوم المقالب التالي لرفع السقف بمقلب أكثر جرأة وأكثر إزعاجاً.
والخطورة أنه باستمرار هذه النوعية من التحديات وزيادة انتشارها والاستمرار في رفع سقف المجازفة والجرأة والمخاطرة ستكون المسألة مجرد وقت قبل أن تتسبب هذه المقالب الشنيعة في وفاة أو إصابة وعاهة مستديمة. هذه النوعية من العادات تأتي ومعها رغبة في تفريغ الشحنات السلبية والطاقات العنيفة والتي غالباً ما تكون بصورة انتقامية فجة وتزكية رغبات التمرد الموجودة والكامنة أصلاً في وجدان المراهقين.
هذه العادات المستوردة جاءت من حالات مجتمعية شاذة زكت رغبات التمرد على مؤسسات القيم في المجتمع، مؤسسات مثل المدرسة والجامعة والأسرة وغيرها وصولاً إلى حالة هائلة من انعدام الهيبة والاحترام والتقدير والمكانة لتلك المؤسسات.
من المطلوب أن تكون هناك لحظة إنذار ووعي استباقي من الأسر والمؤسسات التعليمية والقائمين عليها لوضع حد فوري وبعقوبة جادة ورادعة وعادلة، بحيث يتحمل المخطئ فقط جزاء الخطأ وليس بالعقوبات الجماعية الظالمة حتى لا يتم التعدي والاستمرار في تلك العادة الدخيلة والمشينة.
الآفات المجتمعية المضرة تبدأ صغيرة وخصوصاً ما يتم استيراده من ثقافات مختلفة مع أهمية وضرورة التأكيد أن ليس ما كل يتم استيراده من أفكار بالضرورة ضاراً ولكن من الحتمية التأكيد بخطورة الشيء إذا تبين ضرره وعدم إنكار ذلك، وبالتالي وجب ضرورة التعامل معه في مرحلة مبكرة قبل أن يتمدد ويزداد ضرره وخطورته.
[ad_2]
Source link