[ad_1]
جاء ذلك في حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة، تطرقت فيه السيدة كينزلي إلى استئناف أنشطة البرنامج في البلاد بعدما اضطر إلى تعليقها في أعقاب مقتل ثلاثة من موظفيه في اليوم الأول من القتال في 15 نيسان/أبريل.
المزيد في الحوار التالي:
أخبار الأمم المتحدة: ليني كينزلي المسؤولة الإعلامية لبرنامج الأغذية العالمي في السودان، شكراً جزيلاً على انضمامك إلينا. ما آخر التطورات على الأرض منذ استئناف عمليات البرنامج على الأرض؟
ليني كينزلي: آخر ما توصلنا إليه هو أننا تمكنا من دعم 50 ألف شخص من خلال حزم غذائية طارئة في ثلاث ولايات، وهي القضارف وكسلا والنيل الأبيض.
وهذا يشمل اللاجئين الموجودين مسبقاً والنازحين داخلياً. وفي الوقت الحالي، نركز جهودنا على عمليات توزيع المساعدات على النازحين حديثاً في ولاية الجزيرة، ومعظمهم فروا من الخرطوم. وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها برنامج الأغذية العالمي بتوزيع المواد الغذائية والمساعدات الطارئة في ولاية الجزيرة.
إنها عملية لوجستية كبيرة لإنشاء القدرة على التوزيع وإقامة عمليات إغاثة في ولاية لم يكن لدينا فيها قاعدة عمليات من قبل. لذلك تعمل فرقنا على مدار الساعة لتحقيق ذلك.
وصلت الشاحنات الأولى المحملة بالأغذية إلى ولاية الجزيرة، وستبدأ عمليات التوزيع في الأيام المقبلة. وكما قلت، هذا للنازحين حديثاً الذين فروا للتو من الخرطوم بالقليل أو بلا شيء سوى ما على ظهورهم. لذا فإن دعم هؤلاء الأشخاص الذين يتحملون وطأة الصراع أمر بالغ الأهمية.
أخبار الأمم المتحدة: فيما يتعلق بالنازحين الجدد، من الواضح أن حركة النزوح كبيرة في السودان، داخل حدوده وخارجها. كيف يمكنكم الوصول إلى هؤلاء الأشخاص أثناء تنقلهم؟
ليني كينزلي: هذا أحد أكبر التحديات التي تواجهنا لأن حالة الأمن سيئة للغاية في السودان لدرجة أننا لا نستطيع العمل إلا في جيوب معينة حيث يكون الوضع آمنا.
لقد حددنا هذه الولايات الأربع لتوسيع نطاق عمليات الطوارئ الأولية، ونأمل أن الاتفاق الجديد الذي تم توقيعه للتو، سيفتح المجال لممرات إنسانية وسيوسع قدرة وصول المساعدات الإنسانية، حتى نتمكن من الوصول إلى تلك المناطق التي يفر إليها الناس. ونأمل أن نستطيع العودة للعمل في ولايات دارفور في أقرب وقت ممكن.
لذا يناشد برنامج الأغذية العالمي طرفي النزاع وقف إطلاق النار بشكل دائم، حتى نتمكن من تنفيذ عمليات الإغاثة الطارئة الحيوية هذه.
أخبار الأمم المتحدة: لم يرق الاتفاق في جدة إلى حد وقف إطلاق النار الدائم، على الرغم من أن الطرفين اتفقا على حماية المدنيين وتوفير ممرات إنسانية. هل تغير الوضع على الأرض بالفعل، وهل تلقيتم أي إبلاغ يضمن فتح هذه الممرات؟
ليني كينزلي: الإبلاغ موجود في الاتفاق. لقد وافق الطرفان على ذلك، لكننا الآن ندعو إلى الالتزام بهذا الاتفاق، ولرؤية خطوات ملموسة تحدث على الأرض، لأن جميع الهدن التي تم التوافق عليها في السابق، كما رأينا، لم تستمر. لهذا السبب فإنه من الأهمية بمكان أن تلتزم الأطراف بذلك، لأننا بحاجة إلى رؤية ذلك يترجم عمليا على الأرض حتى يتمكن موظفونا من التحرك بأمان؛ وحتى يتمكن الأشخاص الذين يحاولون الخروج من الخرطوم أيضاً من الحصول على ممر آمن للوصول إلى بعض الملاذات الآمنة، مثل ولاية الجزيرة وولاية القضارف والولايات الأكثر شرقاً.
أخبار الأمم المتحدة: أحد أشكال المساعدة التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي هي من خلال المساعدات النقدية، ويعاني السودانيون في الوقت الحالي من ضائقة نقدية لأن القطاع المصرفي مشلول. هل تمكنتم من الوصول إلى الناس بهذا النوع من المساعدة؟
ليني كينزلي: في الوقت الحالي، كما ذكرت، السيولة النقدية في البلاد صعبة للغاية لأن البنوك لا تعمل. ولذلك نقدم في الوقت الحالي حصصاً غذائية طارئة على شكل عبوات من الذرة والعدس والزيت والملح.
حتى الآن، لم نتمكن من استئناف المساعدة النقدية. نبحث في السبل التي يمكننا من خلالها القيام بذلك في الأشهر المقبلة. لكن هذا سيكون في غاية الصعوبة، لأن القطاع المصرفي مقفل تماماً.
علاوة على ذلك، تم نهب الكثير من مخزوناتنا الغذائية. تم نهب حوالي 17200 طن متري من المساعدات الغذائية الطارئة، والتي كانت كافية لإطعام حوالي 1.6 مليون شخص لمدة شهر. هذا بالإضافة إلى أنه تم نهب بعض المساعدات النقدية التي كان من المفترض أن نوزعها. وحصلت بعض حوادث النهب هذه في مكاتبنا المختلفة ومبانينا ومواقعنا في جميع أنحاء البلاد.
أخبار الأمم المتحدة: فيما يخص النهب، بالطبع الكميات التي تحدثت عنها مذهلة. كيف يمكن منع ذلك في المستقبل مع استمرار الصراع؟
ليني كينزلي: يتطلب الأمر من طرفي النزاع الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، كما يتطلب المساءلة لمحاسبة مرتكبي حوادث النهب هذه.
يعد هذا انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ونحن ندعو طرفي النزاع إلى حماية الأصول الإنسانية وحماية المساعدات الإنسانية.
كان من المفترض أن تذهب هذه الأغذية إلى الأشخاص الأكثر احتياجاً في السودان، والآن تمت سرقتها. ناهيك عن التحدي اللوجستي الهائل الذي يواجهه برنامج الأغذية العالمي لإعادة تأسيس عملياتنا في بعض المناطق التي تعرضت فيها مكاتبنا ودور الضيافة والمخازن للتلف والحرق والتفكيك.
لذا، فإن أحد أهم الأمور هو محاسبة الجناة، وأن نواصل الدعوة لحماية الأصول الإنسانية والموظفين الإنسانيين.
أخبار الأمم المتحدة: شكل التمويل أيضاً عقبة رئيسية لبرنامج الأغذية العالمي في هذه الأزمة. كيف يبدو وضع البرنامج حالياً في هذا الصدد؟
ليني كينزلي: قبل بدء النزاع الحالي، كانت الاحتياجات في السودان عالية جداً لدرجة أننا واجهنا عجزاً في التمويل يزيد عن 300 مليون دولار أمريكي التي كانت مخصصة لتمويل نشاطنا على مدى الأشهر الستة المقبلة. والآن بعد أن دفع الصراع المزيد من الناس إلى الجوع، زادت الاحتياجات الإنسانية، وأصبحت فجوة التمويل أكبر بكثير. لذلك، فالفجوة لا تقل عن 300 مليون دولار أمريكي، إن لم يكن أكثر.
أخبار الأمم المتحدة: بالحديث عن الجوع، يقول برنامج الأغذية العالمي إن 2.5 مليون شخص إضافي سيواجهون الجوع الحاد قريباً. بالنسبة للأشخاص الذين لا يعيشون في حالات طارئة، قد يكون من الصعب استيعاب هذا المفهوم. ماذا يعني ذلك من الناحية العملية؟
ليني كينزلي: من الناحية العملية، ما يعنيه ذلك هو أن برنامج الأغذية العالمي يجري تقييما مرة في السنة لمعرفة حالة الأمن الغذائي في البلاد. وكنا قد قمنا بالفعل بإعداد وإجراء التقييم والتحليل لموسم العجاف القادم في السودان.
يأتي ما يسمى بموسم الجوع في السودان بين حزيران / يونيو و أيلول /سبتمبر، وهو موسم الأمطار، لذلك لا توجد في الواقع أي محاصيل يمكن حصادها.
هذا ما نسميه موسم العجاف، وهذا هو الوقت الذي يواجه فيه معظم الناس الجوع أو لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية.
أظهر تقييمنا قبل اندلاع النزاع أن 16.8 مليون شخص سيواجهون انعدام الأمن الغذائي في موسم العجاف القادم. علاوة على ذلك، فإن الاضطراب الذي أحدثه هذا الصراع سيدفع 2.5 مليون شخص إضافي إلى الجوع.
وهكذا، فإنه يبدو أن 19 مليون شخص في البلاد عموماً، أو 41 في المائة من السكان، سيكافحون من أجل البقاء والحصول على ما يأكلونه كل يوم.
جزء كبير من هذا الوضع هو أيضاً نتيجة أزمة الاقتصاد الكلي الموجودة مسبقاً في السودان، وذلك بسبب الصدمات المناخية، وجيوب العنف القبلي التي كانت موجودة مسبقاً قبل اندلاع هذا الصراع الأوسع بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية. لذا، فإن الاشتباكات لا تؤدي سوى إلى تفاقم الوضع الذي كان بالفعل مؤلماً بشكل لا يصدق.
من الضروري للغاية أن نكون قادرين على تقديم الدعم لهؤلاء الأشخاص، ولكن أيضاً يجب أن يتوقف القتال حتى نتمكن من العودة إلى العمل على بعض الحلول طويلة المدى للحد من انعدام الأمن الغذائي في البلاد وتحسين النظم الغذائية.
أخبار الأمم المتحدة: علق برنامج الأغذية العالمي عملياته بعد الخسارة المأساوية لثلاثة من موظفيه، قبل أن يستأنفها مرة أخرى. ما الذي يتم فعله بشكل مختلف الآن، وكيف يمكن لبرنامج الأغذية العالمي حماية موظفيه على الأرض؟
ليني كينزلي: لقد شعرنا جميعاً بصدمة وحزن شديدين لمقتل ثلاثة من زملائنا، وفي الواقع لقي أربعة موظفين من بنك النيل الأزرق المشرق حتفهم أيضاً، كانوا يرافقون فريقاً يقوم بتوزيعات نقدية صباح يوم اندلاع الصراع في 15 نيسان /أبريل. كانت تلك صدمة كبيرة، ولهذا اضطررنا إلى تعليق العمليات مؤقتا.
الآن، منذ ذلك الحين، قام برنامج الأغذية العالمي وغيره من الوكالات الأممية والإنسانية بإعادة تشكيل عملياتنا. أنشأنا قاعدة في بورتسودان – وهي آمنة نسبياً مقارنة بالخرطوم – حيث سنعمل ونحاول الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس في شرق السودان.
كما ننظر أيضاً في الممرات الإنسانية المختلفة التي تمكننا من إيصال المساعدات إلى ولايات دارفور وكردفان، إما من الشمال عبر مصر أو عبر تشاد.
ولكن الأمر المثير للقلق أيضاً هو تعطيل تدفق المساعدات إلى جنوب السودان لأن ذلك كان أحد الممرات الإنسانية التي كنا نستخدمها من قبل، حيث كان ينقل الطعام من بورتسودان نزولاً إلى كوستي في السودان، ثم نزولاً إلى جنوب السودان. لذلك، من المقلق للغاية أن الوضع الأمني قد تطور بطريقة تجعل من الصعب علينا نقل البضائع الإنسانية.
سلامة موظفينا هي شاغلنا الأول والأهم، ونحن نعمل بأي طريقة ممكنة. في الوقت الحالي هذا يعني من بورتسودان.
أخبار الأمم المتحدة: هل لديكم رسالة للمجتمع الدولي ولأطراف النزاع في السودان؟
ليني كينزلي: رسالتي إلى المجتمع الدولي هي: ابقوا السودان نصب أعينكم. لا تنسوا الشعب السوداني الذي كان بالفعل في وضع صعب للغاية من قبل، والذي وجد نفسه بلا ذنب في وضع صعب، وهو الآن في وضع أكثر خطورة.
القصص التي سمعتها من زملائي السودانيين، وأصدقائي، والموظفين، وكذلك العديد من الأشخاص الذين قابلتهم من قبل في ولايات دارفور الذين كانوا يعانون تؤكد أنهم بحاجة إلى مساعدتنا. وهم بحاجة إلى كل جهد، سواء كان ذلك على الصعيد الدبلوماسي أو الإنساني، حتى ينتهي هذا الصراع وتتحقق آمالهم وأحلامهم.
[ad_2]
Source link