[ad_1]
المملكة تمارس هذا الدور مع الأشقاء والأصدقاء، القريبين والبعيدين، لكنه منطقي جداً أنها تحرص على جوار آمن مستقر تعود منفعته على شعوب الجوار بالدرجة الأولى، وعليها كذلك كدولة تشتغل على مشروع تنموي ضخم وتتطلع إلى مستقبل مزدهر يتطلب بالضرورة منطقة مستقرة. ولهذا كانت المملكة في السنوات الأخيرة مركزاً رئيسياً لحوارات الفرقاء بتسهيل كل إمكانات التوافق وإزالة العقبات من دروب التفاهم وصولاً إلى حلول جذرية للمشاكل القائمة.
نستعيد هذه الحقائق ونذكّر بها مع بدء مفاوضات طرفي النزاع الدامي في السودان في مدينة جدة برعاية المملكة كراعٍ أساس استطاع ضم الولايات المتحدة الأمريكية كشريك في الرعاية بالإضافة إلى الدول والمنظمات الأخرى. لقد سنحت فرصة ثمينة لدرء الخطر عن السودان وإنقاذ شعبه وحماية مستقبله من مصير كالح قد يكون أسوأ مما حدث في دول أخرى أصبحت مرتعاً لتنظيمات الإرهاب وميليشيات الحروب الأهلية وفرق المرتزقة، في أوضاع استباحت كل المحرمات الإنسانية.
السودان يقف الآن في مفترق طريقين؛ إما الخروج النهائي من الأزمة الخطيرة جداً، وإما الانزلاق بلا عودة باتجاه التشرذم والحرب المستمرة. هذا ما يجب أن يفهمه الذين يتفاوضون، وعليهم أن يدركوا جيداً أن الفرص الثمينة قد لا تتكرر، وأن الذين يتربصون بالسودان وغيره يترقبون ويتمنون فشل محاولات الوصول إلى اتفاق. فرصة جدة بالنسبة للسودان هي المؤشر على كل ما سيحدث مستقبلاً.
[ad_2]
Source link