[ad_1]
هو سؤال لمن يجد في الصيد هواية محببة. حسناً لتكن هواية الصيد هي غرامك المفتون بها، وإن تنقلت في المواقع الفطرية، فمن الواجب عليك الاحتزام بالحذر، ليس خشية من العقوبة وإنما خشية على كائنات هذه الحياة، وإن لم تلامس قلبك هذه الرحمة فليكن حذرك خشية من تجاوز القوانين أو الأنظمة المعنية بالبيئةـ مع اختلاف أنواعها وخاصة الأنظمة التي تحافظ على الكائنات المهددة بالانقراض.
هذا القول سوف يمر مرور الكرام على من يهوى الصيد بلا وعي بيئي، فهذه النوعية لا تحفل بشيء، وكأن التحذيرات ما هي إلا طبول تقرع خارج آذانهم، يمكن تغافل البعض لأنظمة الصيد، يمكن، إلا أن التشدد في فرض العقوبات على المخالفين سوف يحد من تهافت تلك الفئة غير المدركة لخطورة ما تحدثه من اختلال في توازن البيئة.
والاختلال يؤدي إلى القضاء على بعض الكائنات، وتحديداً تلك الكائنات التي تشير الدراسات إلى أنها على وشك الانقراض.
وفي الجانب الإيجابي المفرح هي الأعمال التي ينهض بها المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، حماية وبحثاً. وقبل شهور عثر المركز (على رفات 17 فهد صياد في أحد الدحول في شمال المملكة منها مومياءات محتفظة بجميع تفاصيلها).
هذا الكشف يؤكد المركز أهميته كونه (يوفر العينات الوحيدة على الإطلاق للفهد الصياد الذي كان منتشراً في الجزيرة العربية)، وأن هذا الحيوان قد انقرض منذ ما يقارب خمسين عاماً.
والمتابعون للحياة البرية يعرفون تماماً أهمية ذلك الكشف وما يعنيه من دلائل تثري الأبحاث عن الكائنات المنقرضة، وإذا كان اكتشاف عينة سليمة من المومياءات لحيوان الفهد، فلا شك أن دراسات عديدة سوف تخضع لها تلك المومياءات خاصة بما يشغل البال: كيف ظلت سليمة وهي عابرة لسنوات طويلة؟
وهنا أفتح قوساً كبيراً لما قاله رئيس المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية حين صرح عن ذلك الاكتشاف قائلاً: أهمية الحدث لا تنحصر في الكشف بل تمتد للنتائج ودورها في برنامج إكثار الفهود الذي يعمل عليه المركز منذ إنشائه عام 2021، بعد إنهاء العمل وظهور نتائج الكربون المشع لتحديد تاريخ النفوق واستخلاص التركيب الوراثي ومقارنته بالأنواع الحية واختيار الأقرب للنوع المحلي لإعادة توطينه.
هل تنبه الآن هواة الصيد إلى أن انقراض أي كائن ما هو إلا إبخاص لما تحمله الأرض، وضياع لمقدرات وجدت لأقدار أخرى.
وأي محو لكائن وجد على وجه البسيطة لهو أمر عظيم.
أخيراً نحن نحتاج إلى وعي بيئي، فهذه الحياة ليست للصيادين بل هي ملك لنا جميعاً.
[ad_2]
Source link