هل يستطيع سيتي تكرار الثلاثية التاريخية ليونايتد بالإثارة نفسها؟

هل يستطيع سيتي تكرار الثلاثية التاريخية ليونايتد بالإثارة نفسها؟

[ad_1]

الفريق نجح في تحقيق أصعب وأندر معادلة في كرة القدم بأن تكون غنياً وتتصرف بذكاء وحكمة في سوق الانتقالات

يقدم مانشستر سيتي مستويات استثنائية في الوقت الحالي، ويمكنه الفوز بالمباريات والتفوق على المنافسين في حال الاستحواذ على الكرة أو فقدانها، ويمكنه خنق الفرق المنافسة من خلال الاستحواذ على الكرة، كما يمكنه تدميرها من خلال الهجمات المرتدة السريعة. ويمكنه أن يلعب بشكل جماعي مذهل، كما يمتلك مهاجما صريحا عملاقا هو إيرلينغ هالاند، الذي يتميز بالقوة البدنية الهائلة، ويمتلك قدرات وإمكانات فنية استثنائية قلّما نراها في ملاعب كرة القدم. وبالتالي، يبدو هذا الفريق الرائع في طريقه للفوز بالثلاثية التاريخية، لكنه في الوقت نفسه يبدو أحد الأعراض الواضحة للتطورات المالية التي تدمر لعبة كرة القدم!

سيقول بعض السذج إنه كانت هناك بعض الفرق التي هيمنت على كرة القدم في السابق، لكن الحقيقة أنه لم يكن هناك شيء على هذا النحو من قبل. وإذا فاز مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ستكون هذه هي المرة الثالثة في تاريخ كرة القدم الإنجليزية التي يفوز فيها ناد بخمسة ألقاب خلال ستة مواسم: فعلها ليفربول بين عامي 1979 و1984، ومانشستر يونايتد بين عامي 1996 و2001، لكن متوسط النقاط التي حصدها ليفربول على مدى تلك السنوات الست، والتي كانت المسابقة خلالها تتكون من 20 فريقا وليس 22 فريقاً، وكان الفريق الفائز بالمباراة يحصل على ثلاث نقاط طوال تلك الفترة – كان 75.40 نقطة. وكان متوسط النقاط التي حصل عليها مانشستر يونايتد على مدى السنوات الست التي هيمن خلالها على كرة القدم الإنجليزية هو 80.67 نقطة، أما متوسط عدد النقاط التي حصل عليها مانشستر سيتي – على افتراض أنه سينهي الموسم الحالي بـ89.48 نقطة – هو 91.25 نقطة، وهو ما يعني أن مانشستر سيتي أفضل من أكثر الفرق هيمنة على كرة القدم الإنجليزية في التاريخ بنسبة 17.4 في المائة.

ويجب الإشادة هنا بمانشستر سيتي، لأنه يتحرك بذكاء كبير في سوق انتقالات اللاعبين، حيث لم يرتكب النادي سوى أخطاء قليلة للغاية فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة. لقد حدد النادي أفضل مدير فني في العالم وتعاقد معه وبنى النادي بالكامل وفق رؤيته. لقد نجح مانشستر سيتي في تحقيق أصعب وأندر معادلة في كرة القدم، وهي أن تكون غنيا وتتصرف بذكاء وحكمة في الوقت نفسه. ورغم ذلك، فمن المحتمل أن يحدث تراجع في النادي عند رحيل جوسيب غوارديولا في مرحلة ما. أما في الوقت الحالي، فقد أدى هذا المزيج الرائع بين كوكبة من أبرز النجوم الموهوبين ومدير فني مبدع إلى تكوين فريق قادر على سحق جميع المنافسين.

عندما فاز مانشستر يونايتد بالثلاثية التاريخية في موسم 1998 – 1999 كان هناك شعور بأن الفريق قد يفشل في أي وقت، وكان أبرز ما يميز هذا الفريق هو قدرته على العودة بقوة بعد تأخره في النتيجة. لقد كان المنافسون والمحايدون يشعرون بالانزعاج من النجاح المستمر لمانشستر يونايتد في ذلك الوقت، لكن كان هناك شعور بالإثارة لا يمكن إنكاره على الإطلاق. ولا تزال هناك مباريات كلاسيكية لمانشستر يونايتد في كأس الاتحاد الإنجليزي في ذلك الموسم لا يمكن أن تمحى من ذاكرة عشاق كرة القدم على الإطلاق، مثل المباراة التي فاز فيها الفريق في الجولة الرابعة على ليفربول (هدف دوايت يورك في الدقيقة 88، وهدف أولي غونار سولسكاير في الدقيقة 90)، والمباراة التي فاز فيها في نصف النهائي على آرسنال (حصل روي كين على بطاقة حمراء، وأهدر دينيس بيركامب ركلة جزاء، وأحرز رايان غيغز هدفا قاتلا).

لكن في المقابل، هل يتذكر أي شخص، حتى في الوقت الحالي، الفوز السهل الذي حققه مانشستر سيتي من دون أي مجهود على تشيلسي وآرسنال في الجولتين الثالثة والرابعة من كأس الاتحاد الإنجليزي هذا الموسم؟ قد يكون ديربي مانشستر في المباراة النهائية – والذي يُعد فرصة لمانشستر يونايتد لحرمان منافسه وغريمه مانشستر سيتي من إحراز الثلاثية التاريخية تماماً كما حرم ليفربول من هذا الإنجاز في موسم 1976 – 1977 – مواجهة تاريخية، لكن لن يكون الأمر كذلك إلا إذا واصل مانشستر يونايتد تطوير وتحسين مستواه بشكل كبير خلال الأسابيع الخمسة المقبلة، وإلا فإن مانشستر سيتي بهذا المستوى سوف يفوز بسهولة.

تشير الأرقام والإحصاءات إلى أنه في آخر 15 مباراة لمانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 1998 – 1999 حقق الفريق ثلاثة انتصارات فقط بأكثر من هدف واحد. وعلى الرغم من أن مانشستر سيتي لا يزال أمامه خمس مباريات من آخر 15 مباراة في الموسم، لكنه فاز بالفعل في ست مباريات بأكثر من هدف واحد، بما في ذلك الفوز بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد على منافسه آرسنال، وهي المباراة التي تحكم فيها مانشستر سيتي تماما. ومن المرجح أن يحسم مانشستر سيتي اللقب قبل نهاية الموسم بجولتين أو ثلاث، وذلك على الرغم من أن آرسنال قدم موسماً استثنائياً بكل المقاييس.

في أواخر التسعينات من القرن الماضي، فاز مانشستر يونايتد بلقب دوري أبطال أوروبا بعد 15 عاما لم يفز فيها أي فريق إنجليزي بهذا اللقب. وكانت مسيرة مانشستر يونايتد في ذلك الموسم ملحمية بكل المقاييس، بداية من الفوز على برشلونة في دور المجموعة، ومرورا بالفوز على إنتر ميلان ويوفنتوس، ووصولا إلى الفوز الدراماتيكي على بايرن ميونيخ في المباراة النهائية. وفي المقابل، هل يتذكر أي شخص آخر غير مشجعي مانشستر سيتي أي مباراة للفريق في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم؟ لقد أبهر هالاند الجميع بإحرازه خمسة أهداف في مرمى لايبزيغ في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، لكن المباراة لم تكن أبدا متكافئة أو تنافسية. وحتى بايرن ميونيخ خسر بثلاثية نظيفة أمام «السيتيزنز» في مباراة الذهاب.

من المؤكد أن ريال مدريد سيمثل تحدياً كبيراً في الدور نصف النهائي، لكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فهناك خطر جسيم يتمثل في تحقيق مانشستر يونايتد لحلمه الأوروبي من دون أي إثارة أو مخاطر حقيقية. ربما يكون من الصعب تحقيق الإثارة نفسها التي حدثت عندما أحرز المهاجم الأرجنتيني سيرخيو أغويرو هدفا قاتلا في الوقت المحتسب بدلا من الضائع ليقود مانشستر سيتي للفوز بأول لقب للدوري الإنجليزي الممتاز (بتسميته الجديدة) في عام 2012، لكن يمكن لمانشستر سيتي أن يفعل شيئا ما يبقى في ذاكرة عشاق كرة القدم من المحايدين، فالمجد لا يكمن فقط في التميز، لكنه يكمن أيضا في الدراما والإثارة!

ربما يكون مانشستر سيتي قويا لدرجة أنه لا يجعلك تحبه! لكن ليس ذلك خطأه حين يسحق المنافسين واحدا تلو الآخر بكل سهولة في كأس الاتحاد الإنجليزي، كما أنه ليس ذنبه أن عائدات البث التلفزيوني جعلت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز أفضل من غيرها من الأندية الأوروبية بعد الخروج من أزمة وباء «كورونا»، وهو ما أدى إلى وجود ستة من أغنى عشرة أندية في القارة في إنجلترا. يستفيد مانشستر سيتي الآن من النظام الذي تتبعه أندية النخبة الأوروبية لإرضاء جشعها، وهي العقلية التي جعلت رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ألكسندر تشيفرين، يفكر في إقامة نهائيات دوري أبطال أوروبا في قارات أخرى، ويتعامل مع الأندية على أنها امتيازات عالمية بشكل أساسي.

إن أكبر ميزة للدوري الإنجليزي الممتاز، التي تجعله يتفوق على باقي البطولات الخمس الكبرى في أوروبا هي التنافسية الكبيرة. إذا استبعدنا مانشستر سيتي من المعادلة، فقد يكون ذلك صحيحا في ظل المنافسة الشرسة بين باقي الأندية الأخرى على باقي المراكز بعيدا عن المركز الأول، لكن ما يفعله مانشستر سيتي حاليا يهدد بتحويل الدوري الإنجليزي الممتاز إلى مسابقة يسيطر عليها فريق واحد فقط، كما هي الحال في الدوري الألماني الممتاز الذي يسيطر عليه بايرن ميونيخ، أو الدوري الفرنسي الممتاز الذي يهيمن عليه باريس سان جيرمان.




[ad_2]

Source link

Leave a Reply