تقدمت جمعية «عطيرت كوهنيم» بطلب رسمي لبناء حي استيطاني في القدس الشرقية تحت عنوان «كدمات تسيون» (مقدمة صهيون)، لتوطين 384 عائلة يهودية تنضم إلى 10 عائلات تعيش في الحي منذ عام 2004.
وأرفقت الجمعية طلبها بكتاب من الوصي على أملاك الغائبين في وزارة القضاء الإسرائيلية، الذي يدير غالبية هذه الأملاك منذ عام 1967، يعرب فيه عن تأييده إقامة 384 وحدة سكنية يهودية.
حي «كدمات تسيون»، أنشئ عام 2000 على أرض في حي راس العامود، جنوب شرقي القدس، قرب حي السواحرة وأبو ديس الفلسطينيين. وفي عام 2004، بدأ الاستيطان عملياً بعمارتين، ومنذ ذلك الحين تسكن فيه 10 عائلات يهودية، تحرسهم قوات من الشرطة الإسرائيلية والمخابرات. وتضع السلطات الإسرائيلية تحت تصرف المستوطنين 400 دونم من الأرض التي تزعم أنها كانت ملكية يهودية عام 1925 اضطر اليهود لهجرها بسبب الصدامات مع الفلسطينيين في تلك الحقبة.
وحاولت بلدية القدس الإسرائيلية عدة مرات في الماضي بناء حي يهودي يضم 300 وحدة سكنية في هذا الموقع، لكنها اضطرت إلى تجميد القرار بسبب المعارضة الأميركية. ويقع قسم من هذا الحي شرقي الجدار العازل الذي يعتبر جزءاً من مناطق السلطة الفلسطينية. وتتولى مهمة إدارة مشروع البناء جمعية «عطيرت كوهنيم»، التي تعتبر أنشط حركة يمينية تعمل على تهويد القدس. وقد تأسست الجمعية عام 1983 وحصلت على أموال طائلة من متبرعين يهود من اليمين الأميركي لشراء بيوت فلسطينية، وفي مقدمة المتبرعين الملياردير الأميركي إرفين موسكوفتش.
اتخذت الجمعية مقراً لها في الحي الإسلامي من البلدة القديمة وتمكنت من وضع يدها على عدة عقارات، بينها أراض ومبان تابعة للوقف المسيحي الأرثوذكسي وأخرى ممتلكات خاصة لفلسطينيين في المدينة، إضافة لأراض مشاع.
وحسب الجمعية، فإن أجهزة الأمن الإسرائيلية أعطت موافقة مبدئية على المشروع ووضعت من جهتها خطة أمنية لحماية المستوطنة الجديدة، تشمل إحاطتها بجدار عازل من جميع النواحي، وكاميرات من الطراز الحديث يتيح لها رصد أي حركة ليل نهار، مع كشافات ضوء على أسطح المنازل، لمراقبة محيطها في الليل، وإغلاقها ببوابة حديدية كبيرة ووضع أربعة حراس مسلحين بشكل دائم على المدخل.
عضو بلدية القدس من الحركة اليسارية «عير عميم»، أفيف تترسكي، احتج على هذا المخطط، قائلاً إنه «يدمر حياة ألوف العائلات الفلسطينية التي تعيش في المنطقة وتجعل حياتهم جحيماً». مضيفاً: «في الوقت الذي يناضل فيه الإسرائيليون من أجل الديمقراطية، يثبت اليمين الإسرائيلي أنه لا يخص الفلسطينيين بها بل يجلب لهم العناء فقط».