أثار تداول لقطات لمصورتين تبتسمان خلال تشييع الفنان المصري الراحل مصطفى درويش، جدلاً في مصر، استدعى تحقيقات لنقابة «الصحافيين» المصرية في الواقعة، التي جددت المطالب بكود للتغطية الصحافية للجنازات.
لقطات المصورتين تبتسمان خلال جنازة الفنان الراحل أمام «مسجد الحصري» بضاحية «السادس من أكتوبر» (غرب القاهرة)، الاثنين، أثارت جدلاً (مساء الاثنين) و(صباح الثلاثاء) ما بين مدافعين عن المصورتين، وآخرين انتقدوا تصرفاتهما، وهو ما دفع «شعبة المصورين» بنقابة الصحافيين المصرية إلى فتح تحقيق للوقوف على ملابسات الواقعة. وقالت الشعبة في بيان صحافي (مساء الاثنين)، إن «مكتب الشعبة سوف ينعقد لإجراء تحقيق ومعرفة ملابسات الواقعة، والوقوف على حقيقة الصورة وعرض النتائج على مجلس النقابة». وبحسب بيان الشعبة، «سوف تستكمل شعبة المصورين ما بدأته لوضع (آلية) منظمة لعمل الصحافيين والمصورين أثناء تصوير الجنازات والعزاءات».
واعتبر متابعون على مواقع التواصل الاجتماعي أن «ابتسامة المصورتين»، «سلوك لا يليق، وأنه لا بد من احترام مشاعر أهل الراحل»، في حين دافع آخرون عن المصورتين بقولهم، إنه «من الوارد حدوث مواقف قد تدفع بعض الأشخاص إلى الابتسامة خلال الجنازة أو العزاء».
الجدل حول صور «ابتسامة الجنازة» جدد مطالبات في مصر بضرورة «وجود كود للتغطية الصحافية للجنازات». وقالت العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، الدكتورة ليلى عبد المجيد، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «يوجد (ضوابط) مهنية لتغطية وتصوير الجنازات، أهمها استئذان أهل صاحب الجنازة للتغطية أو التصوير، واحترام مشاعر المشاركين في الجنازة خاصة أهل المتوفى، والاكتفاء بأخذ لقطات عامة، من دون التركيز على لقطات انفعالات الأشخاص خلال المشاركة في الجنازات». وبحسب عبد المجيد، فإنه «من بديهيات احترام (الخصوصية)، ألا يقوم المصور بانتهاك مشاعر شخص خلال مشاركته في جنازة، وتصويره وهو يبكي أو يقوم بأي انفعالات أخرى».
ومن وقت لآخر يُثير تصوير الجنازات في مصر جدلاً… ومن أبرز الوقائع التي أثارت تعاطفاً واسعاً الفترة الماضية، انتشار صورة للفنانة المصرية ميرفت أمين خلال حضورها عزاء المخرج الراحل علي عبد الخالق، في سبتمبر (أيلول) الماضي؛ إذ ظهرت الفنانة المصرية في الصورة من دون مكياج وتبدو عليها مظاهر الحزن. وأعربت ميرفت أمين حينها عن استيائها من انتشار الصورة، قائلة: «لا أشغل نفسي بهذه الأمور». وأضافت في تصريحات صحافية: «كُنا في عزاء لا في مهرجان سينمائي».