بعد أكثر من سنة على انطلاقها، سيسدل الستار على نسخة 2022 من دوري أبطال آسيا في كرة القدم، عندما يلتقي الهلال السعودي مع أوراوا ريد دايموندز الياباني السبت في ذهاب النهائي في الرياض، قبل مواجهتهما إياباً في سايتاما في 6 مايو (أيار) المقبل.
حجز أوراوا بطاقة النهائي قبل نحو تسعة أشهر، فيما ساهمت نهائيات كأس العالم 2022 في قطر والتعقيدات الناجمة عن جائحة «كوفيد – 19» بإقامة الدور النهائي بعد أكثر من سنة على انطلاق البطولة القارية.
يبحث حامل اللقب الهلال وصاحب الرقم القياسي بعدد الألقاب (4)، عن تعزيز سطوته، فيما يرغب أوراوا في لقب ثالث بعد 2007 و2017.
وأظهر الهلال قدرته على المنافسة قارياً وحتى دولياً، بعد حلوله وصيفاً لريال مدريد الإسباني (3 – 5) في نهائي مونديال الأندية في فبراير (شباط) الماضي، حيث تغلّب على فلامنغو البرازيلي بطل أميركا الجنوبية.
لكن «الزعيم» تعثر محلياً في الدوري وفقد منطقياً آماله في إحراز لقب رابع على التوالي، نظراً لحلوله رابعاً بفارق 7 نقاط عن الاتحاد المتصدر وخوضه مباراتين أكثر.
وبلغ فريق العاصمة الأحد الماضي نهائي كأس الملك بفوزه على الاتحاد 1 – 0 بعد التمديد، ليضرب موعداً مع الوحدة، الذي حقق مفاجأة بإقصاء النصر ونجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو.
قال مدرّبه الأرجنتيني رامون دياز بعد مباراة مرهقة امتدت 120 دقيقة وسط أجواء شديدة الرطوبة في جدة: «لدينا الوقت الكافي للتعافي وأمامنا ستة أيام لمباراة أوراوا. لاعبونا لديهم الوقت لالتقاط الأنفاس والعودة إلى الجاهزية التامة والدخول في تفاصيل اللقاء».
وبسؤاله عن عدم الدفع بالظهير محمد البريك أساسياً، أجاب: «لم نرغب في المجازفة بإشراكه لأنه لم يكن مكتمل الجاهزية».
وعن عودة الظهير ياسر الشهراني (نزل البريك بدلاً منه في الدقيقة 67) بعد إصابته القوية في كأس العالم قطر 2022 ضد الأرجنتين، التي غيَّبته عدّة أشهر عن الملاعب، تابع دياز، الذي أشارت تقارير محلية إلى رحيله عن الهلال بعد انتهاء عقده في يونيو (حزيران) المقبل: «سعداء بعودة اللاعب ياسر الشهراني الذي يتمتع باحترافية عالية جداً والذي يُعد من نخبة لاعبي كرة القدم في السعودية».
وفيما يعود نجم الفريق سالم الدوسري تدريجاً إلى المباريات بعد إصابة بمفصل قدمه (شارك احتياطياً ضد الاتحاد)، قد تشهد مباراة أوراوا عودة المدافع الدولي علي البليهي، بعد أن غيبته الإصابة عن المباريات الماضية.
وسيكون النهائي الثالث بين الهلال وأوراوا في غضون ست سنوات، فتوّج الفريق الياباني في 2017 (1 – 1 و1 – 0) عندما كان دياز مدرباً للهلال في فترته الأولى، ثم ردّ الهلال الدَين في نهائي 2019 (1 – 0 و2 – 0) عندما أحرز لقبه الثالث قبل إضافة الرابع في 2021 على حساب بوهانغ ستيلز الكوري الجنوبي 2 – 0.
في المقابل، قال البولندي ماتشيي سكورزا مدرّب أوراوا والعارف بالكرة السعودية بعد إشرافه على نادي الاتفاق في 2012، كما أنه درّب منتخب الإمارات الأولمبي: «منذ يوم عملي الأول مع أوراوا، كنت أفكّر في النهائي».
تابع المدرب البالغ 51 عاماً بعد التعادل مع كاوازاكي فرونتالي 1 – 1 الأحد في الدوري المحلي: «عملنا بجهد من أجل هذه اللحظة، أن نكون جاهزين للتحدّي، جاهزين لهذه المباراة الصعبة».
أردف «أعتقد أن فريقنا قادر للقتال على الكأس».
لكن اللافت أن أوراوا تراجع مستواه عن أغسطس (آب) الماضي عندما حجز بطاقة النهائي على حساب تشونبوك هيونداي الكوري الجنوبي بركلات الترجيح، بعد بطولة مصغرة بنظام التجمع في سايتاما (شمال طوكيو) على مدة ثمانية أيام.
رحل المدرب الإسباني ريكاردو رودريغيس وشهدت التشكيلة تغييرات عدة على صعيد اللاعبين. انتقل الجناج يوسوكي ماتسوو، هداف الفريق في دوري الأبطال (6)، إلى وسترلو البلجيكي أواخر العام الماضي، فيما توجّه المهاجم الدنماركي كاسبر يونكر إلى ناغويا غرامبوس.
رغم ذاك، نجح سكورزا في قيادة فريقه إلى المركز الرابع في الدوري المنطلق في فبراير الماضي، بفارق نقطتين عن فيسيل كوبي المتصدّر.
في المقابل، حسم الهلال بطاقته بعد بطولة تجمّع مماثلة أقيمت في قطر في شباط-فبراير.
رفع السقف عالياً في نصف النهائي، بعد سحقه الدحيل القطري 7 – 0. بينها رباعية للنيجيري أوديون إيغالو مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي السابق وصاحب سبعة أهداف في النسخة الحالية، ثنائية للمالي موسى ماريغا وآخر لسالم الدوسري.
وقال عبد الله المعيوف حارس الهلال لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن متمرّسون، هذا ثالث نهائي لنا في آخر خمس سنوات، وبالنسبة لي شخصياً هذا خامس نهائي في كأس آسيا (لعب سابقاً مع الأهلي عام 2012)».
تابع المعيوف (36 عاماً) القادم إلى الهلال في 2016 «نتمنى أن نقدم مباراة ممتعة وأن تريحنا نتيجة المباراة الأولى في الرياض… كل لاعب يتمنى إحراز هذه البطولة، لكن ليس هناك شيء سهل في كرة القدم راهناً».
وهذه النسخة الأخيرة من دوري الأبطال بنظامها الحالي، قبل التحوّل في موسم 2023 – 2024 إلى «توقيت أوروبي»، بحيث تنطلق المنافسات في أغسطس قبل اختتامها في مايو من العام التالي.