[ad_1]
لماذا التف المصريون حول «جعفر العمدة»؟
الجمعة – 30 شهر رمضان 1444 هـ – 21 أبريل 2023 مـ
مشهد من المسلسل المصري «جعفر العمدة» – «أرشيفية»
القاهرة: «الشرق الأوسط أونلاين»
لم تكن الصحافية هبة محمد أبداً من جمهور الممثل المصري محمد رمضان، وترى أن معظم أعماله «تتميز بالذكورية وتساهم بشكل مباشر في نشر ثقافة العنف في الشارع المصري».
ورغم ذلك، حينما شاهدت بالصدفة إحدى حلقات مسلسله «جعفر العمدة» الذي عُرِض في شهر رمضان أثارت الحبكة الدرامية فضولها.
وتقول: «مع تحفظي الشديد جداً لأنني من بداية المسلسل كنتُ أشعر بضيق واضح من طريقة تحقيرهم المباشرة للنساء… مع مرور الوقت الذي ربطنا هو الجزء الخاص بابنه».
وتدور أحداث المسلسل الذي حققت مقتطفاته على «فيسبوك» ملايين المشاهدات، وهو من إخراج وتأليف المخرج المصري محمد سامي، في إطار اجتماعي حول شخصية «جعفر» الذي يعيش في منطقة السيدة زينب الشعبية بالقاهرة مع زوجاته الأربع.
يتعرض البطل لخطف طفله الرضيع قبل 19 عاماً، ويتابع المشاهدون رحلته في البحث عن ابنه وتعامله مع بعض المكائد التي يدبرها له بعض المقربين منه.
وتشارك في بطولة المسلسل مجموعة من الممثلات، مثل زينة ومي كساب ومنة فضالي وإيمان العاصي اللاتي يقمن بأدوار زوجات جعفر، وهالة صدقي التي تقوم بدور والدته.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي ضجة كبيرة بشأن المسلسل، ويفسرها مصطفى حسن الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية قسم التصوير السينمائي بجامعة حلوان بأنها نوع من التماهي بين البطل والمشاهدين المحبطين.
ويضيف حسن: «أي عمل فني دراما أو سينمائي لا بد أن يتفاعل المشاهد مع بطله، ويشعر بأنه يتوحد معه، ويشعر بأنه هو والبطل شيء واحد… هذا النوع من الميلودراما محبب لدى الجمهور. (الناس عندها كبت على طول فعايزة تشوف رد فعل البطل إن هو ينتقم من الحاجات اللي اتعملت فيه فعايزين يشوفوا هيعمل إيه)».
وهو ما أكدته هبة التي قالت إن الناس تسعى وراء تحقيق سعادتها أو حلمها من خلال البطل المنتصر «الناس عايزين يشوفوا بطل بينتصر، إحنا حياتنا فيها تحديات عديدة فعايزين نشوف بطل بينتصر، هناخد فرحتنا من هنا».
ولم تقتصر الضجة على شبكات التواصل الاجتماعي فقط، وبدأ الجمهور في إبداء دعمه لجعفر والتفاعل معه في الشوارع المصرية. وقام بعض أهالي مدينة أشمون بمحافظة المنوفية شمال القاهرة بتعليق لافتة تهنئة «للمعلم جعفر العمدة» بعد حصول البطل على البراءة وخروجه من السجن ضمن أحداث المسلسل.
وقال مصدر أمني لـ«رويترز» إنه أثناء حملة أمنية لإزالة الإعلانات المخالفة تم رفع تلك اللوحة.
ويقول الناقد الفني أسامة عبد الفتاح إن سر نجاح الممثل محمد رمضان هو «منطقة الميلودراما»، وتناول القصص القريبة من المشاهد العادي.
ويتابع عبد الفتاح: «في العام الماضي ابتعد (محمد رمضان) عن الخط اللي الجمهور حابب إنه يمشي فيه… منطقة الميلودراما، منطقة الأحياء الشعبية، منطقة محاولة الاقتراب من الناس الشعبيين بقصص هما شايفين إنها قريبة منهم».
غير أن المسلسل أثار انتقادات سواء من الجمهور أو النقاد.
وكتب الدكتور محمد طه استشاري الطب النفسي على صفحته بـ«فيسبوك»، متسائلاً كيف يمكن أن تؤثر صورة البطل الشعبي كما تُقدم في المسلسل عما هو معروف ومخزون عن «البطل الشهم المغوار المحتفظ بالقيم وغير المتنازل عن المبادئ».
يقول: «صورة البطل في (جعفر العمدة) بلطجي… متزوج أربعة وبيعاملهم كالجواري… سهر وتلاعب بالمال… وماعندهوش أي قيم حقيقية».
ويتابع: «إحنا محتاجين جنب الإعجاب الشديد بالمسلسل… والإشادة الشعبية والمتابعة وردود الأفعال الضخمة جداً إننا نسأل نفسنا: الصورة دي هتؤثر إزاي على الوعي… والعقل الفردي… والعقل الجمعي؟».
ويرى محمد قناوي مدير تحرير صحيفة «أخبار اليوم» أن الدراما نوعان «نوع يتفاعل الجمهور مع أحداثه ويثني عليه بسبب جودة العمل، والنوع الثاني (بيكون فيه توحد مع الأبطال)». ويؤكد قناوي أن ما نراه من التفاف حول شخصية جعفر هو نوع من توحد الجمهور مع البطل.
ويقول: «محمد رمضان ينتمي للفنان الذي حقق جماهيرية عريضة، والجماهيرية دي انعكست على الناس المتابعين ليه على شبكات التواصل، على الفعل ورد الفعل، على توقعاتها للأحداث، ده المسلسل الوحيد السنة دي اللي الناس قاعدة تتوقع أحداثه».
ورغم أنها تتابع المسلسل، تقول داليا ناصر، وهي ربة منزل تبلغ من العمر 50 عاماً: «تابعت المسلسل بتشجيع من صديقاتي وأخواتي إللي بيتابعوه… حاجة غريبة بصراحة، مصر كلها بتابعه، وده مش صح خالص… هو مش مصر ولا بيعكس حياة ناسها».
لكن للشاب محمد (22 عاماً) الذي يدرس في كلية الصيدلة رأي آخر: «أعتقد أن المسلسل مسلٍّ ومضحك (ومش كل مسلسل لازم تكون له قيمة فنية يعني… متهيألي مهمة الفن في الأساس هي المتعة والتسلية)».
مصر
أخبار مصر
[ad_2]
Source link