[ad_1]
أستعرض منكم هنا تجليتان عن كلمة «صحراء» وكلمة «عرب». في مركز ما من القشرة الدماغية اليسرى في رأسي ضج التساؤل أليست كلمة صحراء اشتقاقاً من الفعل صحا والفعل رأى. تخيلت ذات صباح قبل آلاف السنين عندما صحا البدوي الأول في صحرائه الشاسعة ولم يكن له من قبل قاموس لغوي للظواهر والأشياء في دماغه. تلفت مراراً في الجهات الأربع من حوله فرآه كله على مد النظر رمالاً وجبالاً وتلالاً. تنهد مرتاحاً حين ألهمه الخالق أولى مسميات المكان قبل الزمان، ولأنه صحا أولاً ثم رأى قال لنفسه أسمي هذا المكان صحراء. لقنها لصاحبته ثم لقنها فيما بعد للخلف من البنين والبنات. بعد بضع سنين حصل لذلك البدوي الأول نفس النضج الفكري الذي حدث للفتى حي بن يقظان في فلسفة ابن طفيل. التأمل في الأفلاك والأنواء والجماد والحيوان والبدايات والنهايات هدته إلى حتمية ارتباط هذه الأشياء والظواهر بخالق أوجدها من العدم.
بمرور الزمان وفعل التكاثر تكوّنت تجمعات صحراوية متناثرة تتحارب وتتعايش، تقايض وتتبادل المنافع ثم أدركت ما يجب على المخلوقات بالضرورة تجاه الخالق. فتم الإدراك بوجود «رب» ولكل ناطق من مخلوقاته عبد رب. من تعاقب الحقب والأزمنة وتبادل الألسنة تحولت كلمة عبد رب إلى عرب.
هكذا إذاً خيل إلي تفذلكاً أن مسمى عرب اشتقاق من عبد رب ومسمى صحراء من صحا ورأى. فيما بعد بعدة قرون أنزل الرب بقلوب العرب أن يسموا خالقهم «الله»، ثم للعبرانيين بعدهم بقرون أن يسموه «إيل» أو «إيلوهم» واتخذوا مسمى بني إسرائيل تمايزاً لأنفسهم عن العرب عبيد الرب. مع آذان المغرب انطفأ التفذلك وقمت لمائدة الإفطار.
[ad_2]
Source link