منذ سنوات مضت لم يكن ديربي العاصمة الرياض بين الهلال والنصر يحضر وسط أوضاع فنية غير جيدة للفريقين، حيث التنافس نحو اللقب يكون حاضراً بينهما وتكون الأوضاع الفنية لهما جيدة أو في أقل الأحوال يتميز فريق عن الآخر فنياً، إلا أن حالة الفريقين هذا المساء قد تبدو غريبة بعض الشيء وسط الظروف الفنية غير الجيدة لهما.
يلتقي الهلال بنظيره فريق النصر في مواجهة مقدمة من الجولة 25 من دوري روشن السعودي للمحترفين نظير خوض الهلال نهائي دوري أبطال آسيا أمام أوراوا الياباني.
ويحتضن ملعب الملك فهد الدولي الديربي التاريخي والكبير، إلا أن ظروف الفريقين قد تبدو غير محفزة على الجانب الجماهيري، الهلال الذي بدأ في طريقه للابتعاد عن المنافسة على لقب الدوري بعد إخفاقاته الأخيرة واتساع الفارق النقطي، في المقابل النصر الذي أقال مدربه غارسيا قبل أيام قليلة ويعيش فترة تراجع فني.
ورغم أن مباريات الديربي لا تخضع بصورة كبيرة للمعايير الفنية فإنها ستكون جزءاً من عوامل التفوق لأي من الفريقين… «الشرق الأوسط» تستعرض عدداً من النقاط البارزة في المعسكرين قبل الديربي المرتقب.
«عودة محلية منعشة للزعيم» – انتعش فريق الهلال بعودة أبرز عناصره المحلية قبل أيام من الديربي، حيث شهدت مواجهة الباطن مشاركة الثنائي ياسر الشهراني وسلمان الفرج وكان الأخير غاب منذ عدة مباريات بسبب إصابته في منطقة الحوض، أما الشهراني فقد كانت عودته مثالية للفريق بعد غيابه الطويل منذ نهائيات كأس العالم 2022.
وعاد الشهراني مرتدياً القناع الطبي بسبب إصابته الأخيرة التي تعرض لها حيث سيخوض المباريات بالقناع وفق نصيحة طبية، وسيعالج الشهراني معضلة الظهير الأيسر التي أرهقت الهلاليين في الفترة الماضية.
وشهدت تدريبات الفريق الأخيرة عودة سالم الدوسري وجاهزيته للمباراة بعد إصابته في مفصل القدم منذ ودية الأخضر السعودي أمام بوليفيا في المعسكر الأخير الذي أقيم في مدينة جدة.
«ارتباك فني للنصر قبل الديربي» – قد لا يكون الفرنسي رودي غارسيا مدرب فريق النصر السابق إحدى الضحايا التي تسقط قبل ديربي الغريمين «النصر والهلال» وخاصة في عهد الإدارة الحالية للفريق العاصمي برئاسة مسلي آل معمر، حيث يعتبر غارسيا هو ثالث المدربين الذين يرحلون قبل مواجهة الهلال بفترة قليلة.
ويتقدم هذه الأسماء البرازيلي مانو مينيز الذي ودع النصر في سبتمبر (أيلول) 2021 بعد خسارة الفريق أمام الاتحاد «محلياً» وحينها كان النصر يترقب مواجهة حاسمة أمام الهلال في أكتوبر (تشرين الأول) العام ذاته ببطولة دوري أبطال آسيا، حيث تم التعاقد مع البرتغالي بيدرو إيمانويل الذي تمت إقالته بعد 39 يوماً من تسلم مهمته الفنية، كان من بين أسبابها خسارة الفريق أمام الهلال في نصف نهائي أبطال آسيا بنتيجة 2 – 1.
وبعد حقبة إيمانويل قرر النصر التعاقد مع الأرجنتيني ميغيل روسو قبل أيام قليلة من مواجهة الغريم التقليدي «الهلال» في ديسمبر (كانون الأول) من العام ذاته، وحينها حضر روسو مواجهة الطائي المؤجلة من المدرجات وقاد النصر في تلك المواجهة المدرب المؤقت البرازيلي مارسيلو سالازار، وكانت أولى مواجهات روسو الفعلية هي الديربي أمام الهلال الذي كسبه بهدفين دون رد حملت توقيع أبو بكر وتاليسكا.
وحالياً أعلنت إدارة النصر إقالة الفرنسي رودي غارسيا الذي كان يتولى قيادة الفريق منذ بداية الموسم بعد التعادل أمام الفيحاء وأسندت المهمة إلى المدير الفني للفئات السنية بالنادي الكرواتي دينكو إيليتشيتش.
«الهلال يبحث عن انتصار معنوي» – بالتأكيد إن الدوافع لدى فريق الهلال لكسب مباراته أمام النصر ستكون لجانب معنوي وتحسين المركز فقط خاصة بعد ابتعاد الفريق عن الحفاظ على لقبه في السنوات الأخيرة، إذ يبتعد أزرق العاصمة عن المتصدر «الاتحاد» بفارق عشر نقاط قبل سبع جولات من النهاية.
وأخفق الهلال في الحفاظ على لقبه وتحقيق رقم قياسي بعدد البطولات المتتالية على صعيد الدوري، بعدما حققه في المواسم الثلاثة الماضية إلا أنه لم ينجح في المنافسة على تحقيق اللقب للمرة الرابعة تباعاً.
ويحتل الهلال المركز الرابع برصيد 46 نقطة مقابل 56 نقطة للاتحاد وكذلك يبتعد عن الشباب صاحب المركز الثالث بأربع نقاط حيث يملك الأخير 50 نقطة في رصيده.
ولجأ دياز إلى عملية تدوير كبيرة في صفوف الفريق منذ خسارته أمام الشباب بثلاثية التي ساهمت بصورة كبيرة في ابتعاده عن المنافسة على اللقب، حيث تعادل بعدها أمام الطائي ثم خسر من الباطن للمرة الأولى في تاريخه.
وبالتأكيد إن الهلال سيبحث عن الفوز أمام النصر لرفع الجانب المعنوي لديه خاصة أن الفريق تنتظره مواجهتان حاسمتان خلال الأيام المقبلة، إذ يلتقي الاتحاد مساء الأحد المقبل في نصف نهائي كأس الملك، ثم يواجه أوراوا الياباني في نهائي دوري أبطال آسيا.
«قتال أصفر من أجل اللقب» – ستكون مهمة النصر من أجل تحقيق الفوز في ديربي المساء أشبه بمباراة نهائية خاصة أن النصر يدرك أن آماله في المنافسة على لقب الدوري من عدمه ستحدد هذا المساء وفقاً لنتيجة المباراة بصورة كبيرة جداً.
وسيمنح الانتصار قفزة معنوية هائلة للنصر إذ سيعادل الرصيد النقطي للمتصدر «الاتحاد» بواقع 56 نقطة لكل منهما، مع أفضلية مواجهة مؤجلة للاتحاد وكذلك تفوق للأخير في المواجهات المباشرة أمام النصر.
ويدرك النصر أيضاً أن خسارته هذا المساء ستجعله يبتعد بصورة كبيرة عن المنافسة على لقب الدوري، إذ سيكون الاتحاد حينها أمام فرصة توسيع الفارق إلى 6 نقاط في حال تعثر النصر وتجمد رصيده عند 53 نقطة.
«دياز رجل الديربيات» – يملك الأرجنتيني رامون دياز مدرب فريق الهلال سجلاً مثالياً في مواجهات الغريم التقليدي النصر ويتفوق بصورة كبيرة في اللقاءات التي قاد فيها أزرق العاصمة خلال الفترتين التي تولى فيهما الإشراف على الهلال.
والتقى دياز مدرب فريق الهلال مع الغريم التقليدي «النصر» في تسع مواجهات بمختلف البطولات نجح بتحقيق الفوز في خمس مباريات منها، وتعادل في ثلاث مواجهات وخسر أمام النصر في مواجهة وحيدة كانت في نصف نهائي كأس ولي العهد خلال فترته الأولى.
ويجيد دياز قراءة المباريات الكبيرة والتنافسية حتى في الفرق التي أشرف عليها بعيداً عن «النصر» حتى بات أشبه برجل الديربيات التي يجيد اقتناص ما يريد منها، وكانت الخماسية التي كسبها الهلال أمام غريمه التقليدي النصر هي أبرز المواجهات التي قادها دياز وكانت في الفترة التدريبية الأولى له مع الهلال.
«ليلة صراع الهدافين» – يتنافس نجوم الهلال والنصر هذا المساء على الأهداف بجوار النقاط الثلاث، حيث تضم قائمة الغريمين التقليدين أسماء تحضر في صدارة قائمة الهدافين بجوار المغربي عبد الرزاق حمد الله مهاجم فريق الاتحاد، إذ يحضر من الهلال أودين إيغالو ومن النصر البرازيلي تاليسكا.
ويملك إيغالو وتاليسكا 16 هدفاً لكل منهما ويبدو الصراع حاضراً هذا المساء من أجل زيارة الشباك خاصة أن الثنائي يملك علاقة جيدة مع شباك الغريم التقليدي، إذ سجل إيغالو ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات شارك فيها أمام النصر، أما تاليسكا فسجل هو الآخر أربعة أهداف في شباك الهلال خلال خمس مباريات شارك فيها.
ويحضر في صراع التنافس البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم النصر وقائده الذي ستتوجه الأنظار صوبه هذا المساء خاصة أن رونالدو يملك سجلاً مثالياً من الأهداف في الدوري مقارنة بعدد المباريات التي خاضها.
وانطلق صاروخ ماديرا سريعاً بأهدافه منذ انضمامه للنصر وبدء مشاركته في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث سجل حتى الآن 11 هدفاً وينافس بقوة على قائمة الهدافين التي يبتعد عن صدارتها بخمسة أهداف.
كما يحضر من الهلال سالم الدوسري الذي يملك علاقة مثالية مع شباك النصر، حيث سجل فيها عشرة أهداف خلال مسيرته في مباريات الديربي بمختلف المسابقات والبطولات، وتعتبر شباك النصر هي أكثر فريق هز الدوسري شباكه في مسيرته.
«المباراة رقم 100» – وحسب إحصائيات الفريقين في الدوري السعودي، نشير إلى أنهما التقيا في 99 مباراة، فاز الهلال في 39 مواجهة مقابل 30 للنصر وتعادلا في 30، ويتفوق الهلال في مباريات الذهاب في الدوري بـ22 فوزاً مقابل 8 انتصارات للنصر، وتعادلا في 17 مواجهة، أما في مباريات الإياب فنجد تفوقاً للنصر بـ19 فوزاً مقابل 16 للهلال، وتعادلا في 11 لقاءً، علماً بأن الفريقين التقيا في 6 مباريات خلال فترة المربع الذهبي ضمن الدوري في التسعينات ومطلع الألفية، حيث فاز الهلال في لقاء واحد مقابل 3 انتصارات للنصر وتعادلين.
وسبق للفريقين أن التقيا في أول بطولة تصنيفية للدوري السعودي عام 1975 وانتهى لمصلحة النصر بثلاثة أهداف مقابل هدف.