وثائقي «نتفليكس» يدخل إلى رأس شريكة القاتل الفرنسي الأشهر

وثائقي «نتفليكس» يدخل إلى رأس شريكة القاتل الفرنسي الأشهر

[ad_1]

وثائقي «نتفليكس» يدخل إلى رأس شريكة القاتل الفرنسي الأشهر

استغلت طفلها لمساعدة زوجها في تنفيذ جرائمه المتسلسلة


الجمعة – 23 شهر رمضان 1444 هـ – 14 أبريل 2023 مـ


بيروت: كريستين حبيب

يوماً بعد يوم تتّسع خانة «الجرائم الواقعيّة» على منصة «نتفليكس»، فقد أثبت هذا النوع جماهيريته خلال السنتين الماضيتين. وآخر المنضمّين إلى قائمة الأعمال التلفزيونية المتخصصة في حكايات القتلة المتسلسلين، وثائقي من 5 حلقات يحمل عنوان «قضية فورنيريه: في رأس مونيك أوليفييه» (L’Affaire Fourniret: dans la tête de Monique Olivier).
يعرض الوثائقي الفرنسي قضية أشهَر قاتل متسلسل في تاريخ فرنسا، ميشال فورنيريه، ويعالجها من زاوية زوجته مونيك أوليفييه. يحاول العمل الذي تبنّته «نتفليكس» من دون تردّد، أن يكشف الوجه الحقيقي لتلك المرأة التي لم تكن الزوجة الضحية والمغلوب على أمرها، بقدر ما كانت شريكة في الجرائم.
لطالما اهتمّ الإعلام والجمهور بشخص ميشال فورنيريه، ذاك الرجل الغامض الذي عندما ألقي القبض عليه عام 2003 وهو في الـ61، كان قد قتل أكثر من 10 شابات وفتيات قاصرات. أما ما يفعله هذا الوثائقي الجديد، فهو محاولة اختراق دماغ الزوجة التي وجدت في فورنيريه نصفها المجرم، والتي وجد فيها هو نصفه القاتل.
أمضى فورنيريه، الذي يلقّبه المجتمع الفرنسي بـ«الغول»، 16 عاماً ما بين 1987 و2003 وهو يختطف الفتيات ويعتدي عليهنّ جنسياً ومن ثم يقتلهنّ ويدفنهنّ. لم تكن مونيك تكتفي بالمراقبة، بل سهّلت الجريمة مستعينة بطفلهما أحياناً لاستدراج الفتيات إلى الشاحنة البيضاء الصغيرة الباحثة عن «طرائد». فالصعود إلى مركبة على متنها عائلة وطفل رضيع، ليس مثيراً للريبة. هكذا علِقت غالبية الضحايا في شرك ميشال ومونيك اللذين يكمّلان بعضهما البعض على المستويين النفسي والإجرامي.
يعود الوثائقي إلى بداية تلك العلاقة، ويروي كيف حصل التعارف بينهما. كان ميشال مسجوناً بتهم اغتصاب متعددة، يوم نشر إعلاناً في صحيفة طالباً التواصل مع شخص عبر الرسائل للتخفيف من وحدته. لبّت مونيك النداء فوراً، لتكون النتيجة مراسلات متبادلة فاق عددها الـ200. كانت تعلم منذ البداية أنه مغتصب، لكن ذلك لم يَحُل دون تطوّر العلاقة وانتهائها بالزواج فور الإفراج عن ميشال عام 1987.
عقد الطرفان اتفاقاً مريباً منذ أولى الرسائل بينهما، يقضي بأن يقتل ميشال زوج مونيك الأول ووالد طفليها، مقابل أن تساعده في إيجاد فتيات عذراوات. يتضح من خلال المقابلات الكثيرة التي يجريها فريق الوثائقي مع محللين نفسيين تابعوا القضية وقابلوا القاتل، أنه كان مهووساً بمبدأ العذرية. لم يفِ ميشال بوعده لزوجته، أما هي فشاركت في استدراج الضحايا واحتجزتهنّ في منزلها وسهّلت عمليات الاغتصاب والقتل.
مهما حاول الوثائقي الغوص في رأس مونيك، فإنه لا يفلح تماماً في معاينة الأعماق. المرأة ذات الشخصية المركّبة، والمحكومة بالسجن المؤبد منذ عام 2004 بتهمة التواطؤ، تبقى حتى الساعة لغزاً مقيماً خلف قضبان سجن «فلوري ميروجيس» الفرنسي. يُسمَع صوتها عبر الهاتف خلال الحلقات. يحاورها محاميها فتجيب بلا مبالاة، ولا تُظهر أي تعاطف مع الضحايا وعائلاتهن، بل تكترث فقط لمصيرها، وتصرّ على عدم البوح بالمزيد عن جرائم إضافية يُعتَقد بأن فورنيريه ارتكبها ولم تتّضح معالمها بعد.
مونيك التي اختبرت زواجَين فاشلَين قبل ميشال، لطالما شعرت بالوحدة ونظرت إلى نفسها على أنها عديمة الفائدة، وأن لا قيمة لها بنظر أحد. إلى جانب ميشال، وجدت فائدتها وسبباً لوجودها، بتحوّلها إلى شخص ضروري بالنسبة إليه وإلى ارتكاباته. قبل دخولها إلى حياته، لم تُسجّل أي جريمة قتل بحقّه أما بعد ارتباطهما فقد تحوّل إلى ذلك؛ «هي منحته رخصة قتل»، على حدّ قول أحد المحللين الذين يستضيفهم الوثائقي.
يُحسب لفريق الإعداد قيامه بعمل توثيقي ممتاز استغرق سنتَين من الأبحاث والمقابلات التي شملت 30 شخصاً، بين مدّعين عامين، ومحامين، وشرطيين، وأطباء نفسيين، ورفاق زنزانة، وأفراد من عائلات الضحايا. ولعلّ أكثر ما في الوثائقي تأثيراً وتحريكاً للمشاعر، تلك المساحة المعطاة للأهالي المفجوعين الذين لم ينسوا قضية بناتهنّ، رغم مرور أكثر من 35 عاماً على بعض الجرائم التي ارتكبها فورنيريه وأوليفييه بحقّهنّ.
في قلوب الأمهات والشقيقات والآباء حقدٌ كبيرٌ على فورنيريه، وفيها غضبٌ أكبر على شريكته. مونيك التي، حسب اعترافاتها، كانت الفتيات الصغيرات (منهنّ واحدة في الـ9 من العمر) يتوسّلنها لمساعدتهن في الفرار أو للحؤول دون اغتصابهنّ وقتلهنّ. تلك التي أبصرت فيها الفتيات وجه الأمومة في آخر لحظاتهنّ، وهي أمٌ لـ3 أولاد، لم تنجدهنّ، بل حافظت على برودتها وعدم اكتراثها. «أصبح الأمر عادياً بالنسبة لي»، تعترف مونيك.
تتخذ السلسلة الوثائقية بنية تحقيق تلفزيوني طويل. تعيد سرد الأحداث مع الحفاظ على المهنية، تركّز على الشهادات الصاعقة والزاخرة بالتفاصيل، غير أنها تتجنّب الغرق في الإثارة والاستفاضة في تفاصيل الجرائم. حتى فقرات إعادة التمثيل تمرّ بسلاسة ومهارة، فالممثلون صامتون ولا يظهرون سوى من الخلف، أما الإطلالات فقصيرة والحركة فيها معبّرة إنما سريعة. أما المؤثرات الدرامية الخاصة فغير مبالغ فيها، لكنها كافية لمجاراة الحكاية في فظاعتها.
بين دروب بلدة شارلفيل ميزيير الضبابية المحاذية للحدود مع بلجيكا، وبمحاذاة أشجار الغابة المعتمة، حيث دفن فورنيريه بعض جثث ضحاياه، تتنقّل شاحنة القاتل الباحث عن «طرائده». تأتي الموسيقى التصويرية لتضفي قشعريرة إلى الديكور المقلق. بالموازاة، تغتني السردية الدرامية بالمقابلات مع أصحاب الشأن، وباللقطات الأرشيفية لمحاكمة ميشال ومونيك ولإعادة تمثيلهما بعض الجرائم.
مونيك أوليفييه، وسط كل الفصول، لا تتبدّل بل تبقى على صقيعها. لا السجن ليّنها، ولا موت ميشال فورنيريه عام 2021. في زنزانتها، تقف شاهدة وحيدة على الفظائع المُعترف بها وتلك التي ما زالت مدفونة. بقدرتها على المناورة وبنسبة ذكاء فائقة حسب ما أثبت الاختبار الذي خضعت له في السجن، تكتم أسراراً ثمينة عن جرائم لم يكن أحدٌ ليصدّق أن تتمكّن ربة منزل وأم لـ3 أولاد أن تشارك في ارتكابها.



فرنسا


فرنسا


منوعات


نتفلكس


عالم الجريمة



[ad_2]

Source link

Leave a Reply