يبث ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان في كل ظهور له سواء على صعيد مواقفه السياسية أو الاقتصادية أو من خلال خطاباته الموجهة إلى المواطنين رسائل إدارية تدلهم على الطريق المختصر لتحقيق الأهداف المنشودة وتضمن نجاح المنظومات والمؤسسات والأعمال بشكل عام. حيث إن هناك ثلاث رسائل إدارية هي من المهارات المهنية الناعمة والذهبية التي يركز عليها ولي العهد في إدارته للأعمال والمشاريع، وتتصدر قائمة المهارات التي تضمن نجاح العمل هي مهارة القيادة والإدارة والتي تعني القدرة على تحمّل المسؤولية واتخاذ القرارات الصائبة، وتحفيز الآخرين وتوجيههم نحو تحقيق الأهداف المشتركة، وإدارة الوقت والموارد بشكل فعّال؛ لأن مهارة القيادة والإدارة تجعل المؤسسة والمنظمة تركز على الهدف المطلوب منها تحقيقه دون الانشغال في الأهداف التي لا علاقة لها بها.

وظهر ذلك جليًا خلال ما ذكره وزير الطاقة حول القرار الشجاع لولي العهد في أزمة كورونا 2020 حين وجّه برفع الطاقة القصوى للإنتاج النفطي ونُفذ القرار، رغم صعوبة الظروف والموضوع حينها تحوّل من قضية أسعار وربح وخسارة إلى من يتسيّد هذا القرار الذي حقق الهدف حينها.

والرسالة الإدارية الثانية التي يركز عليها ولي العهد في أسلوبه القيادي والإداري هي مهارة التواصل الفعّال: وهي القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بشكل واضح وفعّال، والاستماع بشكل فعّال والتفاعل مع الآخرين داخل المنظومة الإدارية وخارجها، وقد جاءت هذه المهارة في مواقف عديدة لسمو ولي العهد منها ما ذكره ‏وزير الموارد البشرية حول سرعة التواصل مع ولي العهد حين أرسل له رسالة في الفترة الصباحية متضمنةً رغبته بالتواصل معه لأمرٍ هام وبعدها بأقل من نصف ساعة تواصل ولي العهد معه واستمع له ثم وجّهه بالتواصل مع سكرتيره لتحديد موعد اجتماع للمناقشة والعمل. كما كشف وزير التجارة عن موقف لولي العهد يُبيّن حرصه على معالجة ما يُنشر في الإعلام لرقيّ الوطن وطلب منه متابعة تقرير على قناة الإخبارية حول التستر التجاري، وأبلغه بضرورة مواجهة هذا الاقتصاد الخفي، وهذا إشارة إلى حرصه على متابعة ما يدور خارج المنظومة والاستماع للآخرين من أجل المعالجة والتطوير.

أما الرسالة الإدارية الثالثة والتي أعدها من أهم الأهم ومن الضمانات الإدارية الناجحة هي مهارة الإبداع والتفكير الإبداعي: وهي القدرة على التفكير الإبداعي والابتكار، وتوليد الأفكار الجديدة والمبتكرة وقد أكّد المسؤولون أن ولي العهد يعتمد على إستراتيجية «العصف الذهني» وتوليد الأفكار الإبداعية في كل عمل ومشروع يخطط له ويرفض الأساليب التقليدية التي تكرر نفسها دون إنتاجية مجودة بأسلوب إبداعي، كما يحرص على الكفاءات المليئة بالشغف؛ لأنها مصدر للإبداع والابتكار وتقديم الحلول والأعمال الخلّاقة.

ختامًا.. هذه الرسائل الإدارية الثلاث هي المنهج الأبرز في أسلوب سمو ولي العهد والتي أجزم لو أن كل منظومة إدارية سارت على نهجها وحذت حذوها لحققت نسبة عالية من أهدافها واختصرت عليها الوقت والجهد وعناء التنفيذ، كما أنها ستحقق ضوابط وحوكمة واضحة وشفافة.