[ad_1]
لم يكن الانتصار الذي حققه النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- وصحابته في موقعة بدر مجرد كسب لمعركة، أو تفوّق في مواجهة حربية، بل كان درساً خالداً في التوكل على الله، والصبر، والأخذ بالأسباب، والاستجابة والطاعة لولي الأمر.
انتصار غزوة بدر كان بوابة الانتصارات في شهر الصبر والانتصار على النفس، منطلق للانتصار على الخصوم والأعداء، ولم تكن الأعداد والعدة متكافئة، إلا أن الاعتماد على الله مسبب الأسباب ومنزل الكتاب، ومن له جنود السماوات والأرض، هو سر قلب المعادلة «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله».
يذكر الرواة أن غزوة بدر وقعت صبيحة يوم الإثنين 17 رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وبدر محطة لمرور القوافل المتجهة إلى الشام والعائدة إلى مكة المكرمة، وتعد سوقاً من أسواق العرب المشهورة؛ بحكم موقعها الجغرافي بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء.
بلغ النبي -عليه الصلاة والسلام- والصحابة تحرك قافلة كبيرة تحمل أموالاً عظيمة لقريش عائدة من الشام بقيادة أبي سفيان صخر بن حرب، فخرج من المسلمين 300 وبضعة عشر رجلاً، على فرسين و70 بعيراً. وعلم أبو سفيان بخروج المسلمين لاعتراض القافلة، فسلك بها طريق الساحل، وبعث مندوباً يستنفر أهل مكة، فاستعدت قريش للخروج دفاعاً عن قافلتها، وحشدت كل طاقتها، ولم يتخلف منهم إلا القليل، إذ رأت قريش في ذلك حطّاً لمكانتها، وامتهاناً لكرامتها، وضرباً لاقتصادها، فخرج منهم ألف مقاتل، ومعهم مئتا فرس.
وصل المسلمون إلى بدر قبل المشركين، وأشار الحباب بن المنذر -رضي الله عنه- على النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يجعل ماء بدر خلفه، فقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- مشورته وأخذ برأيه. وبين -صلى الله عليه وسلم- مصارع رجال من أهل بدر بأسمائهم، فقال: «هذا مصرع فلان غداً إن شاء الله تعالى، وهذا مصرع فلان غداً إن شاء الله تعالى». في صبيحة يوم المعركة جعل -صلى الله عليه وسلم- جيشه في صفوف للقتال، وبقي -صلى الله عليه وسلم- في قبة (عريش) -بمشورة سعد بن معاذ- يدير المعركة، وجعل -صلى الله عليه وسلم- يكثر من دعاء ربه، حتى سقط رداؤه، فأتاه أبوبكر، وقال: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله -عز وجل-: «إذ تستغيثون ربكم فٱستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين»، فخرج وهو يقول: «سيهزم ٱلجمع ويولون الدبر».
ورمى -صلى الله عليه وسلم- المشركين في وجوههم بالحصى، قال تعالى: «وما رميت إذ رميت ولـٰكن ٱلله رمىٰ»، وكان من بين القتلى عدد من زعماء قريش، منهم: أبو جهل عمرو بن هشام، قتله معاذ بن عمرو ابن الجموح، ومعاذ بن عفراء؛ وهما غلامان، وأجهز عليه عبد الله بن مسعود، وقتل بلال أمية بن خلف وابنه، وكان عدد الأسرى من قريش 70 رجلاً، وفر بقية المشركين تاركين وراءهم غنائم كثيرة في أرض المعركة، واستشهد من الصحابة 14 شهيداً.
وتعد غزوة بدر رغم صغر حجمها معركة فاصلة في تاريخ الإسلام، وسماها الله -عز وجل- يوم الفرقان، قال تعالى: «وما أنزلنا علىٰ عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير»، ففرق بها -سبحانه- بين الحق والباطل، وأعلى كلمته.
[ad_2]
Source link