[ad_1]
أشار إلى أن جريان الأودية يُدخل على الناس السرور والبهجة
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله.
وقال في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام: اعلموا أن المرء ليس معصومًا، ولا مطالباً بالعصمة، بل هو مطالب إذا أخطأ أن يستغفر، وإذا زلّ أن يتوب، وليُتْبِع السيئةَ الحسنةَ، فإن الحسنات يُذهبن السيئات، وليُصلِّ في ظلمة الليل لظلمة القبور، وليصُمْ في يوم الحر الشديد لحر يوم النشور، وليتصدق بالصدقة للاستظلال بها في اليوم العسير.
وأضاف: وعلوّ همة المرء عنوان فلاحه، فإذا عزمت -يا عبدالله- فبادر، وإذا هممت فثابر، ولا يدرك المفاخر من كان في الصف الآخِر: {سَابِقُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
وأردف أن الماء عجيب خلقه، غريب نبؤه، أرخص موجود، وأغلى مفقود، أنزله ربنا بلا لون، وأوجده بلا طعم، وخلقه من غير رائحة، عذب خفيف، ورقراق لطيف، يُهلك إذا طغى، ويهدم إذا جرى، إذا زاد أَغَرقَ وأَهلَكَ، وإن نقص ضاقت الحياة، وضعف الأحياء وإذا غار عجز الخلق عن طلبه وتحصيله وقد حفل القرآن الكريم بذكر الماء وثمراته، وعظيم أثره وبركاته، في أكثر من ستين موضعاً، فهو رحمة ونعمة، وعذاب ونقمة، ما بين نسمات لطيفة، وقطرات صغيرة، وغيث مدرار، وسيل جرار وإذا نزل الغيث أخذت الأرض زينتها، وأنبتت الأشجار ثمارها، وأبهجت النباتات بورودها وأزهارها.
وأشار “ابن حميد” إلى أنه إذا نزل الغيث وجرت الأودية دخل على الناس السرور والبهجة، ومن ثم خرجوا للتنزه والاستجمام، وهذا حق مشروع، ومطلب مرغوب الناس يتحرون المطر وينتظرونه، ويتناقلون خبره وينشرونه، فديننا دين يسر وسهولة، وفسحة وسماحة: إن لنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً.
وتابع: في الأجواء المطيرة، والسحب الغائمة، والبروق اللامعة، والأودية الجارية، والسدود الممتلئة، تكون النفوس برحمة الله مستبشرة، والقلوب بفضله مبتهجة، فالتنزه محبب للنفوس، فيه ترويح ونشاط، وسرور وانبساط.
ولفت إلى أن في النزهة والرحلات، تظهر معاني الأخوة والإيثار، ويبرز الانضباط، وحسن العشرة، ويعلو المرح، وطلاقة الوجه، ويطيب لين الكلام، والرفق، والصبر، والتواضع، والمسارعة إلى الخدمة، والتعاون فيما ينفع ويفيد، ويجلب الراحةَ والسرور، والمتعةَ للنفس وللرفقة.
وأوضح “ابن حميد” أن في البر الفسيح يتأمل المتأمل كمال قدرة الله، وعظيمَ إتقانه، وبديعَ صنعه، وحُسْنَ خَلْقه، فيزداد القلب إيماناً، وتمتلئ النفس بهجةً وسروراً.
وذكر إمام وخطيب المسجد الحرام أنه من أجل مزيد من الراحة والمتعة، وحسن الإفادة فهذه آداب وأحكام، مرتبطة بالغيث، والخروجِ له، يحسن معرفتها، والأخذ بها منها: اختيار المكان الآمن من الأخطار والأضرار، من الحيات، والحشرات المؤذية، ومجاري السيول، وعليه باختيار الرفقة التي تعين على الخير وتدل عليه، وتدخل في النفس البهجة والسرور فإذا نزل منزله في البرية فليستذكر دعاء المنزل: ” أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق “، فإنه لا يضره شيء حتى يرحل من مكانه وأنه ينبغي المحافظة على الأذكار والأوراد المأثورة فإنها الحصن الحصين بإذن الله.
وأضاف: من تلك الأذكار، الدعاء عند نزول المطر: “اللهم صيباً، نافعاً، مُطرنا برحمة الله، وبرزق الله، وبفضل الله”. فنزول المطر من مواطن الإجابة كما في الخبر: “اثنتان ما تُرَدّان، الدعاء عند النداء -أي عند الأذان- وتحت المطر “، وقال: يتعرض للمطر حين نزوله ويحسر ثوبه ويكشف شيئاً من بدنه حتى يصيبه المطر، فيفعل كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول كما قال: “إنه حديث عهد بربه”، وإن من عظيم الآداب وجليل الأحكام الأذانَ للصلوات في أوقاتها، ويرفع صوته به، فإنه لا يسمع مدى صوته، جن ولا أنس، ولا حجر ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة”، وإذا نزل المطر، وبل الثياب، وتلوثت الأسواق بالدحض والزلق، فيسوغ جمع الصلوات، فيجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء وإن زاد المطر وخشي الناس على أنفسهم في الذهاب إلى المسجد فلهم أن يصلوا في بيوتهم، وحينئذ يقول المؤذن في أذانه ” صلوا في بيوتكم، وصلوا في رحالكم”.
وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن مما ينبغي التنبه له في هذه الأحوال أن يكون قائد المركبة على يقظة وحرص فيقود بهدوء وتؤدة، وليحذر من التعجل والتهور، وعليه الابتعاد عن أماكن تجمع المياه، وبطون الأودية، فإن بعض قائدي المركبات -ولا سيما الشباب- قد يجازف ويتجرأ فيخوض بمركبته الأودية أثناء جريانها، وامتلائها بالمياه والوحل، وهذا تعريض بالنفوس والأموال إلى التهلكة والتلف، فكم فقدت بهذا الصنيع من نفوس، وفقد من عزيز، وتلفت من أموال، محذراً من مواقع الخطر، وأن على الجميع الالتزام بما يصدر من الجهات المختصة من تعليمات.
وركّز “ابن حميد” على أن من الآداب، المحافظة على البيئة، بأشجارها، وأعشابها، وأزهارها، ومرافقها، ومراعاة الأنظمة المقررة، وتجنب تلويث المنتزهات، ببقايا الأطعمة والنفايات، والعبث بالمرافق، والاحتطاب الجائر، والرعي الجائر، كما ينبغي ملاحظة إطفاء النار ليلاً عند النوم ومن الآداب: إرشاد المسترشد، ومساعدة من يحتاج إلى مساعدة، في نفسه، أو مركبته، أو متاعه وتجنب أذى المجاورين من المتنزهين، برفع الأصوات، وتقذير المكان، محذراً المتنزهين من ارتكاب المخالفات الشرعية، أو المجاهرة بالمعاصي، واللهو المحرم، والتبرج، والتهاون في أوقات الصلوات.
وقال: الغيث ماء طهور مبارك، عذب فرات، ينزله ربنا من المعصرات ماء ثجاجا، ليخرج به حبا ونباتا، وجنات ألفافا.
وأردف: من آداب هذا الغيث الاستبشار بنزوله، وشكر الله عليه، واعتقاد أنه من عنده سبحانه: لا بسبب النوء ولا النجم ولا الموسم غير أن التنبؤ بالطقس، وتوقعِ المطر، وهبوبِ الرياح، وسرعتها واتجاهاتها، وغير ذلك من أحوال الطقس المبني على الأمور العلمية، والحسابات الفلكية، فهذا لا حرج في معرفته والتحدث به، لأنه من سنن الله، ومما أطلع الله عليه عباده، والأمر كله لله، وبيده سبحانه، وقد يحصل ما توقعوه، وقد لا يحصل.
إمام وخطيب المسجد الحرام
الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد
خطيب الحرم المكي: يجب الالتزام بالآداب والأحكام المرتبطة بالغيث
وكالة الأنباء السعودية (واس)
سبق
2021-01-01
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله.
وقال في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام: اعلموا أن المرء ليس معصومًا، ولا مطالباً بالعصمة، بل هو مطالب إذا أخطأ أن يستغفر، وإذا زلّ أن يتوب، وليُتْبِع السيئةَ الحسنةَ، فإن الحسنات يُذهبن السيئات، وليُصلِّ في ظلمة الليل لظلمة القبور، وليصُمْ في يوم الحر الشديد لحر يوم النشور، وليتصدق بالصدقة للاستظلال بها في اليوم العسير.
وأضاف: وعلوّ همة المرء عنوان فلاحه، فإذا عزمت -يا عبدالله- فبادر، وإذا هممت فثابر، ولا يدرك المفاخر من كان في الصف الآخِر: {سَابِقُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
وأردف أن الماء عجيب خلقه، غريب نبؤه، أرخص موجود، وأغلى مفقود، أنزله ربنا بلا لون، وأوجده بلا طعم، وخلقه من غير رائحة، عذب خفيف، ورقراق لطيف، يُهلك إذا طغى، ويهدم إذا جرى، إذا زاد أَغَرقَ وأَهلَكَ، وإن نقص ضاقت الحياة، وضعف الأحياء وإذا غار عجز الخلق عن طلبه وتحصيله وقد حفل القرآن الكريم بذكر الماء وثمراته، وعظيم أثره وبركاته، في أكثر من ستين موضعاً، فهو رحمة ونعمة، وعذاب ونقمة، ما بين نسمات لطيفة، وقطرات صغيرة، وغيث مدرار، وسيل جرار وإذا نزل الغيث أخذت الأرض زينتها، وأنبتت الأشجار ثمارها، وأبهجت النباتات بورودها وأزهارها.
وأشار “ابن حميد” إلى أنه إذا نزل الغيث وجرت الأودية دخل على الناس السرور والبهجة، ومن ثم خرجوا للتنزه والاستجمام، وهذا حق مشروع، ومطلب مرغوب الناس يتحرون المطر وينتظرونه، ويتناقلون خبره وينشرونه، فديننا دين يسر وسهولة، وفسحة وسماحة: إن لنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً.
وتابع: في الأجواء المطيرة، والسحب الغائمة، والبروق اللامعة، والأودية الجارية، والسدود الممتلئة، تكون النفوس برحمة الله مستبشرة، والقلوب بفضله مبتهجة، فالتنزه محبب للنفوس، فيه ترويح ونشاط، وسرور وانبساط.
ولفت إلى أن في النزهة والرحلات، تظهر معاني الأخوة والإيثار، ويبرز الانضباط، وحسن العشرة، ويعلو المرح، وطلاقة الوجه، ويطيب لين الكلام، والرفق، والصبر، والتواضع، والمسارعة إلى الخدمة، والتعاون فيما ينفع ويفيد، ويجلب الراحةَ والسرور، والمتعةَ للنفس وللرفقة.
وأوضح “ابن حميد” أن في البر الفسيح يتأمل المتأمل كمال قدرة الله، وعظيمَ إتقانه، وبديعَ صنعه، وحُسْنَ خَلْقه، فيزداد القلب إيماناً، وتمتلئ النفس بهجةً وسروراً.
وذكر إمام وخطيب المسجد الحرام أنه من أجل مزيد من الراحة والمتعة، وحسن الإفادة فهذه آداب وأحكام، مرتبطة بالغيث، والخروجِ له، يحسن معرفتها، والأخذ بها منها: اختيار المكان الآمن من الأخطار والأضرار، من الحيات، والحشرات المؤذية، ومجاري السيول، وعليه باختيار الرفقة التي تعين على الخير وتدل عليه، وتدخل في النفس البهجة والسرور فإذا نزل منزله في البرية فليستذكر دعاء المنزل: ” أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق “، فإنه لا يضره شيء حتى يرحل من مكانه وأنه ينبغي المحافظة على الأذكار والأوراد المأثورة فإنها الحصن الحصين بإذن الله.
وأضاف: من تلك الأذكار، الدعاء عند نزول المطر: “اللهم صيباً، نافعاً، مُطرنا برحمة الله، وبرزق الله، وبفضل الله”. فنزول المطر من مواطن الإجابة كما في الخبر: “اثنتان ما تُرَدّان، الدعاء عند النداء -أي عند الأذان- وتحت المطر “، وقال: يتعرض للمطر حين نزوله ويحسر ثوبه ويكشف شيئاً من بدنه حتى يصيبه المطر، فيفعل كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول كما قال: “إنه حديث عهد بربه”، وإن من عظيم الآداب وجليل الأحكام الأذانَ للصلوات في أوقاتها، ويرفع صوته به، فإنه لا يسمع مدى صوته، جن ولا أنس، ولا حجر ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة”، وإذا نزل المطر، وبل الثياب، وتلوثت الأسواق بالدحض والزلق، فيسوغ جمع الصلوات، فيجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء وإن زاد المطر وخشي الناس على أنفسهم في الذهاب إلى المسجد فلهم أن يصلوا في بيوتهم، وحينئذ يقول المؤذن في أذانه ” صلوا في بيوتكم، وصلوا في رحالكم”.
وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن مما ينبغي التنبه له في هذه الأحوال أن يكون قائد المركبة على يقظة وحرص فيقود بهدوء وتؤدة، وليحذر من التعجل والتهور، وعليه الابتعاد عن أماكن تجمع المياه، وبطون الأودية، فإن بعض قائدي المركبات -ولا سيما الشباب- قد يجازف ويتجرأ فيخوض بمركبته الأودية أثناء جريانها، وامتلائها بالمياه والوحل، وهذا تعريض بالنفوس والأموال إلى التهلكة والتلف، فكم فقدت بهذا الصنيع من نفوس، وفقد من عزيز، وتلفت من أموال، محذراً من مواقع الخطر، وأن على الجميع الالتزام بما يصدر من الجهات المختصة من تعليمات.
وركّز “ابن حميد” على أن من الآداب، المحافظة على البيئة، بأشجارها، وأعشابها، وأزهارها، ومرافقها، ومراعاة الأنظمة المقررة، وتجنب تلويث المنتزهات، ببقايا الأطعمة والنفايات، والعبث بالمرافق، والاحتطاب الجائر، والرعي الجائر، كما ينبغي ملاحظة إطفاء النار ليلاً عند النوم ومن الآداب: إرشاد المسترشد، ومساعدة من يحتاج إلى مساعدة، في نفسه، أو مركبته، أو متاعه وتجنب أذى المجاورين من المتنزهين، برفع الأصوات، وتقذير المكان، محذراً المتنزهين من ارتكاب المخالفات الشرعية، أو المجاهرة بالمعاصي، واللهو المحرم، والتبرج، والتهاون في أوقات الصلوات.
وقال: الغيث ماء طهور مبارك، عذب فرات، ينزله ربنا من المعصرات ماء ثجاجا، ليخرج به حبا ونباتا، وجنات ألفافا.
وأردف: من آداب هذا الغيث الاستبشار بنزوله، وشكر الله عليه، واعتقاد أنه من عنده سبحانه: لا بسبب النوء ولا النجم ولا الموسم غير أن التنبؤ بالطقس، وتوقعِ المطر، وهبوبِ الرياح، وسرعتها واتجاهاتها، وغير ذلك من أحوال الطقس المبني على الأمور العلمية، والحسابات الفلكية، فهذا لا حرج في معرفته والتحدث به، لأنه من سنن الله، ومما أطلع الله عليه عباده، والأمر كله لله، وبيده سبحانه، وقد يحصل ما توقعوه، وقد لا يحصل.
01 يناير 2021 – 17 جمادى الأول 1442
02:40 PM
أشار إلى أن جريان الأودية يُدخل على الناس السرور والبهجة
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله.
وقال في خطبة الجمعة اليوم في المسجد الحرام: اعلموا أن المرء ليس معصومًا، ولا مطالباً بالعصمة، بل هو مطالب إذا أخطأ أن يستغفر، وإذا زلّ أن يتوب، وليُتْبِع السيئةَ الحسنةَ، فإن الحسنات يُذهبن السيئات، وليُصلِّ في ظلمة الليل لظلمة القبور، وليصُمْ في يوم الحر الشديد لحر يوم النشور، وليتصدق بالصدقة للاستظلال بها في اليوم العسير.
وأضاف: وعلوّ همة المرء عنوان فلاحه، فإذا عزمت -يا عبدالله- فبادر، وإذا هممت فثابر، ولا يدرك المفاخر من كان في الصف الآخِر: {سَابِقُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
وأردف أن الماء عجيب خلقه، غريب نبؤه، أرخص موجود، وأغلى مفقود، أنزله ربنا بلا لون، وأوجده بلا طعم، وخلقه من غير رائحة، عذب خفيف، ورقراق لطيف، يُهلك إذا طغى، ويهدم إذا جرى، إذا زاد أَغَرقَ وأَهلَكَ، وإن نقص ضاقت الحياة، وضعف الأحياء وإذا غار عجز الخلق عن طلبه وتحصيله وقد حفل القرآن الكريم بذكر الماء وثمراته، وعظيم أثره وبركاته، في أكثر من ستين موضعاً، فهو رحمة ونعمة، وعذاب ونقمة، ما بين نسمات لطيفة، وقطرات صغيرة، وغيث مدرار، وسيل جرار وإذا نزل الغيث أخذت الأرض زينتها، وأنبتت الأشجار ثمارها، وأبهجت النباتات بورودها وأزهارها.
وأشار “ابن حميد” إلى أنه إذا نزل الغيث وجرت الأودية دخل على الناس السرور والبهجة، ومن ثم خرجوا للتنزه والاستجمام، وهذا حق مشروع، ومطلب مرغوب الناس يتحرون المطر وينتظرونه، ويتناقلون خبره وينشرونه، فديننا دين يسر وسهولة، وفسحة وسماحة: إن لنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً.
وتابع: في الأجواء المطيرة، والسحب الغائمة، والبروق اللامعة، والأودية الجارية، والسدود الممتلئة، تكون النفوس برحمة الله مستبشرة، والقلوب بفضله مبتهجة، فالتنزه محبب للنفوس، فيه ترويح ونشاط، وسرور وانبساط.
ولفت إلى أن في النزهة والرحلات، تظهر معاني الأخوة والإيثار، ويبرز الانضباط، وحسن العشرة، ويعلو المرح، وطلاقة الوجه، ويطيب لين الكلام، والرفق، والصبر، والتواضع، والمسارعة إلى الخدمة، والتعاون فيما ينفع ويفيد، ويجلب الراحةَ والسرور، والمتعةَ للنفس وللرفقة.
وأوضح “ابن حميد” أن في البر الفسيح يتأمل المتأمل كمال قدرة الله، وعظيمَ إتقانه، وبديعَ صنعه، وحُسْنَ خَلْقه، فيزداد القلب إيماناً، وتمتلئ النفس بهجةً وسروراً.
وذكر إمام وخطيب المسجد الحرام أنه من أجل مزيد من الراحة والمتعة، وحسن الإفادة فهذه آداب وأحكام، مرتبطة بالغيث، والخروجِ له، يحسن معرفتها، والأخذ بها منها: اختيار المكان الآمن من الأخطار والأضرار، من الحيات، والحشرات المؤذية، ومجاري السيول، وعليه باختيار الرفقة التي تعين على الخير وتدل عليه، وتدخل في النفس البهجة والسرور فإذا نزل منزله في البرية فليستذكر دعاء المنزل: ” أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق “، فإنه لا يضره شيء حتى يرحل من مكانه وأنه ينبغي المحافظة على الأذكار والأوراد المأثورة فإنها الحصن الحصين بإذن الله.
وأضاف: من تلك الأذكار، الدعاء عند نزول المطر: “اللهم صيباً، نافعاً، مُطرنا برحمة الله، وبرزق الله، وبفضل الله”. فنزول المطر من مواطن الإجابة كما في الخبر: “اثنتان ما تُرَدّان، الدعاء عند النداء -أي عند الأذان- وتحت المطر “، وقال: يتعرض للمطر حين نزوله ويحسر ثوبه ويكشف شيئاً من بدنه حتى يصيبه المطر، فيفعل كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول كما قال: “إنه حديث عهد بربه”، وإن من عظيم الآداب وجليل الأحكام الأذانَ للصلوات في أوقاتها، ويرفع صوته به، فإنه لا يسمع مدى صوته، جن ولا أنس، ولا حجر ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة”، وإذا نزل المطر، وبل الثياب، وتلوثت الأسواق بالدحض والزلق، فيسوغ جمع الصلوات، فيجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء وإن زاد المطر وخشي الناس على أنفسهم في الذهاب إلى المسجد فلهم أن يصلوا في بيوتهم، وحينئذ يقول المؤذن في أذانه ” صلوا في بيوتكم، وصلوا في رحالكم”.
وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن مما ينبغي التنبه له في هذه الأحوال أن يكون قائد المركبة على يقظة وحرص فيقود بهدوء وتؤدة، وليحذر من التعجل والتهور، وعليه الابتعاد عن أماكن تجمع المياه، وبطون الأودية، فإن بعض قائدي المركبات -ولا سيما الشباب- قد يجازف ويتجرأ فيخوض بمركبته الأودية أثناء جريانها، وامتلائها بالمياه والوحل، وهذا تعريض بالنفوس والأموال إلى التهلكة والتلف، فكم فقدت بهذا الصنيع من نفوس، وفقد من عزيز، وتلفت من أموال، محذراً من مواقع الخطر، وأن على الجميع الالتزام بما يصدر من الجهات المختصة من تعليمات.
وركّز “ابن حميد” على أن من الآداب، المحافظة على البيئة، بأشجارها، وأعشابها، وأزهارها، ومرافقها، ومراعاة الأنظمة المقررة، وتجنب تلويث المنتزهات، ببقايا الأطعمة والنفايات، والعبث بالمرافق، والاحتطاب الجائر، والرعي الجائر، كما ينبغي ملاحظة إطفاء النار ليلاً عند النوم ومن الآداب: إرشاد المسترشد، ومساعدة من يحتاج إلى مساعدة، في نفسه، أو مركبته، أو متاعه وتجنب أذى المجاورين من المتنزهين، برفع الأصوات، وتقذير المكان، محذراً المتنزهين من ارتكاب المخالفات الشرعية، أو المجاهرة بالمعاصي، واللهو المحرم، والتبرج، والتهاون في أوقات الصلوات.
وقال: الغيث ماء طهور مبارك، عذب فرات، ينزله ربنا من المعصرات ماء ثجاجا، ليخرج به حبا ونباتا، وجنات ألفافا.
وأردف: من آداب هذا الغيث الاستبشار بنزوله، وشكر الله عليه، واعتقاد أنه من عنده سبحانه: لا بسبب النوء ولا النجم ولا الموسم غير أن التنبؤ بالطقس، وتوقعِ المطر، وهبوبِ الرياح، وسرعتها واتجاهاتها، وغير ذلك من أحوال الطقس المبني على الأمور العلمية، والحسابات الفلكية، فهذا لا حرج في معرفته والتحدث به، لأنه من سنن الله، ومما أطلع الله عليه عباده، والأمر كله لله، وبيده سبحانه، وقد يحصل ما توقعوه، وقد لا يحصل.
window.fbAsyncInit = function() { FB.init({ appId : 636292179804270, autoLogAppEvents : true, xfbml : true, version : 'v2.10' }); FB.AppEvents.logPageView(); };
(function(d, s, id){ var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) {return;} js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = "https://connect.facebook.net/en_US/sdk.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); }(document, 'script', 'facebook-jssdk'));
[ad_2]
Source link