[ad_1]
وكان خلاف نشب حول الطباعة والنشر بين الناقد السعودي محمد العباس، والشاعر الكويتي دخيل الخليفة، عبر تويتر، حيث اتّهم العباس دور النشر المغطاة بملاءات ماليّة بالمشبوهة، وأنها تغرق السوق بإصدارات تبهت قيمة الكتب ومؤلفيها، وأضاف أنّ خطر تلك الدور على صناعة الكتاب والنشر والثقافة أكبر من القارئ المُقَرْصِن للكتب.
الشاعر الكويتي دخيل الخليفة طالب العباس بمثال لدار نشر تقوم بهذا العمل!
لكن العباس تهرّب من الإجابة، إلا أنه تمنّى أن يفتح ملف النشر العربي، ومواجهة بعض الدور بأسئلة واعية حول طبيعة أدوارها وواقعها المالي، فالكل يتحدث عن أزمة في تسويق الكتاب، وعن خسارات مالية فادحة، وخصوصًا في ظل كورونا، ومع ذلك تظهر دور نشر جديدة.
الشاعر الخليفة رفض الأمر بقوله: «لا أرى أهمية لسؤال ناشر عن واقعه المالي، خصوصاً إذا كان يقدم لنا إصدارات مهمة حتى لو كان الداعم دولة، أو رجال أعمال، أو مؤسسات»، وأضاف: «أرى الأمر جميلاً ما دام الكتاب الجيد يصدر، وما دامت حركة الترجمة مستمرة، بل علينا دعم هؤلاء ما دمنا لم نتعرض لغزو فكري». إلا أنّ الناقد العباس عدّ هذا تهديداً بالانقراض لدور النشر الصغيرة المعنية برسالة النشر والثقافة، إضافة إلى أنّ دور النشر المدعومة ماليًا تتحول لمنظومة وحوش تتحكم في ما هو أبعد من نشر الكتاب، فيما رأى الخليفة أنّ كل دار نشر تقدم ما لديها لأنّ المنافسة في صالح القارئ، ولا يجدر بنا انتظار الدور الصغيرة، فهناك دور كبيرة مسيطرة منذ عشرات السنوات ولم تستطع إيقاف غيرها. هناك مكتبات في الكويت والسعودية ظهرت منذ أعوام بسيطة ولم يوقفها أحد، بل نشّطت حركة الترجمة.
الناقد محمد العباس رأى أنّ ظهور دور نشر ابتلعت جانبًا كبيرًا من المشهد بسبب وجود جاهزية فنية ومالية تعجز عنها دور النشر الصغيرة، وعلى المدى المتوسط والبعيد لن تصمد أمام قوة تلك الدور.
الخليفة بدوره أشار إلى أنّ ما يهم القارئ ليس صمود دار تجدف في التيار ولا تملك قوة المقاومة، يهمه الكتاب الحقيقي، وحتماً لن يناصر دار نشر فقط لأنها تملك وفرة مالية، بل يناصر من يقدم له كتاباً غنياً بمضمونه، الأمر الذي رآه العباس منافسة غير عادلة «لأننا نتمّ ضحايا» كما قال، واستشهد بدار نشر الخليفة التي كانت تنشر كُتبًا جيدة، ولكنها خرجت من السوق لعدم قدرتها على مصارعة بعض «بارونات» النشر الذين ينشرون كُتبًا تافهة. وهو ما ردّ عليه الخليفة بقوله: سوق الكتاب للقوي، نحن انحرفنا عن المسار لسوء التخطيط أولاً، ولأن الأفكار وحدها لا تسعفك، كونها بحاجة إلى رأسمال قوي، يعي متغيرات النشر أيضاً. وتساءل الخليفة: هل نبقى ننتظر الدور الناشئة ونرفض الدور الكبرى؟ ثم أليست الدور القديمة الراكزة دوراً كبرى أيضاً وتمتلك وفرة مالية؟ يهمنا الكتاب فقط.
العباس تساءل عن رأس المال القويّ الذي يأتي في ظلّ سوق راكد، وعن شبهات غسل الأموال التي تحوم حول بعض دور النشر، إضافة إلى الجهات السياسيّة التي تحسب عليها هذه الدار أو تلك.
الخليفة قال إنه ليس من حق أحد أن يسأل دار نشر عن مصدرها المالي، لأننا في النهاية قراء ولسنا لجان تحقيق، كما أن أي دار تتبع جهة سياسية خارجية هناك جهات أمنية يمكنها متابعتها، وحتى الآن لم نرَ داراً تخدم توجهاً مضاداً لرغبة القارئ التي لا تحد، لأنه ببساطة لا توجد دار تغامر باختراق أمني.
العباس أكّد أنه لا يطالب بتحقيق جنائي، بل بتساؤلات ثقافية، وهي حق لنا كقراء ومتابعين، لكنه تساءل: كيف تظهر دور نشر جديدة في ظل أزمة يعلن فيها الناشرون العرب بكل وضوح توقف المبيعات. وفي ظل حقيقة تؤكد أن الكتاب لم يعد هو المصدر الأول للمعرفة. على الأقل لنتعرف على واقع النشر بدل صراخ بعضهم حول الإفلاس المالي. وأضاف، نحن لا نؤاخذ المقتدرين بقدراتهم ونواياهم، ولكن لنا عقول نستخدمها لنتعرف على الصادق منهم لكي لا نكون جزءًا من جريمة تشويه صناعة النشر، لأننا كقراء جزء من عملية صناعة الكتاب ويحق لنا تفعيل مبدأ الرقابة الواعية. وأعتقد أن من مهمات الصحافة الثقافية تحريك مثل هذه القضايا من أي زاوية ترتئيها.
الخليفة بدوره قال: لا نملك إلا مغادرة المكان حينما لا نجد كتابا جيداً.. سوى هذا ليس مسؤولية المتلقي. ثم إنّ ظهور دار بإمكانيات مادية ليس محل شك دوماً. هناك مقتدرون ماديا.. والكتاب مشروع تجاري على المدى البعيد.
[ad_2]
Source link