مبادرة أممية في شرق المتوسط لإنقاذ الأرواح والحد من الإعاقة بمناطق الصراع

مبادرة أممية في شرق المتوسط لإنقاذ الأرواح والحد من الإعاقة بمناطق الصراع

[ad_1]

وقد أفادت المنظمة بارتفاع عدد الوفيات المرتبطة بالنزاع، بنسبة 46 في المائة، بين عامي 2020 و2021، في جميع أنحاء العالم، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى زيادة العنف في أفغانستان واليمن وإثيوبيا.

ويعد هذا النهج الأول من نوعه الملتزم بضمان إنشاء خدمات رعاية فعالة للضروح أثناء حالات الطوارئ الإنسانية.

وقالت الدكتورة سارة حليمة، أخصائية رعاية الإصابات في إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية:

“نحو 80 في المائة من الوفيات الناجمة عن الضروح تحدث قبل وصول الناس إلى المستشفى. ويعد هذا أمرا مثيرا للقلق، وهو يظهر المعاناة الكبيرة التي يواجهها المدنيون العاديون في الصومال، أو في أفغانستان، أو السودان أو أينما كانوا في سبيل الوصول إلى المستشفيات. إنهم يموتون في الطريق”.

تدابير بسيطة تحدث الفرق

يمكن تجنب ربع هذه الوفيات من خلال تطبيق تدابير بسيطة مثل السيطرة على النزيف والتأكد من أن المجتمعات المحلية لديها إمكانية الوصول إلى المواد الصحية المناسبة.

تتأثر الأماكن الهشة والمتأثرة بالنزاع بشكل خاص لأن أنظمتها الصحية ضعيفة وغير قادرة على الاستجابة لحالات الطوارئ.

معدلات الوفيات الناجمة عن الإصابات في إقليم شرق المتوسط أعلى بثلاث مرات تقريبا في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل مقارنة بالبلدان ذات الدخل المرتفع، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية.

إصابات بالغة التعقيد

وقالت الدكتورة حليمة إن إحدى المشكلات الرئيسية التي حددتها منظمة الصحة العالمية في شرق البحر الأبيض المتوسط هي “تطوير الأسلحة العسكرية التي تسبب إصابات بالغة التعقيد، وهي أكثر تعقيدا بكثير مما اعتاد اختصاصيو الرعاية الصحية على علاجه”، ومضت قائلة:

“اليوم، تتسبب الإصابات الناجمة عن طلقات نارية في جروح معقدة للغاية تتطلب عمليات جراحية متعددة وإعادة تأهيل لسنوات، وستشكل عبئا على نظام الرعاية الصحية الذي يعاني أصلا”.

وقالت الدكتورة حليمة إن التطور في القنابل بدائية الصنع يتسبب أيضا في أضرار جسيمة.

“لقد شهدنا ذلك في أفغانستان، حيث إن الطفل البالغ من العمر ثماني سنوات الذي يصاب بلغم بدائي الصنع لن يعاني فقط من إصابة خطيرة في طرفه، بل سيعاني أيضا من أضرار جسيمة في بدنه. وبالتالي فإن خطورة هذه التطورات في التكتيكات العسكرية والأسلحة تكمن في أنها تؤدي إلى عدد أكبر بكثير من الوفيات الناجمة عن الصراع بين المدنيين في الدول الهشة والمتأثرة بالصراع، أكثر من أي وقت مضى”.

وأوضحت أن الأساليب الحربية التي تطبقها الجهات الفاعلة غير الحكومية تتسبب حاليا في موت عدد أكبر بكثير من الناس مما كان عليه في الماضي”.

“هناك ما يسمى بالانفجار المزدوج. حدث هذا في مقديشو في 29 تشرين الأول/ أكتوبر أواخر العام الماضي. إنه تكتيك بسيط: يحدث انفجار في بيئة مدنية مكتظة بالسكان، يندفع المارة لإنقاذ الأرواح وحينها يقع الانفجار الثاني، والقصد هو قتل المزيد من الناس”.

 

ألغام أرضية وقنابل بدائية الصنع معروضة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

 

معايير غير مناسبة

هناك عقبة رئيسية أخرى تتصدى لها منظمة الصحة العالمية في نهجها الجديد في هذه الدول الهشة المتأثرة بالنزاع وهي أن موظفي الرعاية الصحية لا يحصلون على التدريب والإمدادات الطبية الأساسية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن 98 بالمائة من تدريس معايير الرعاية الصحية لا يمكن تطبيقها في دول مثل السودان أو اليمن أو سوريا أو العراق أو الأرض الفلسطينية المحتلة.

الناس المحتاجون بشدة إلى رعاية الرضوح هم الأقل قدرة على الوصول إليها. وقالت الدكتورة حليمة:

“غالبا ما يسود اعتقاد خاطئ مفاده أن الجرحى هم مقاتلون وليسوا مدنيين، أو رجال في فئة عمرية معينة. أظهر بحثنا في منظمة الصحة العالمية أن 40 بالمائة من المدنيين الجرحى هم أطفال تقل أعمارهم عن 15 عاما”.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أنه مع وجود عدد قليل جدا من أطباء الأطفال في دول مثل الصومال واليمن، فإنه من غير الواضح تماما ما الذي سيحدث لهؤلاء الأطفال، “يموت الكثير منهم ويُصابون بإعاقات تستمر مدى الحياة، ويصبحون عبئا اقتصاديا واجتماعيا على عائلاتهم والمجتمع بأسره، وليس لديهم مستقبل”.

تجارب شخصية مؤلمة

متحدثا عن تجربته الشخصية بوصفه جراح رضوح يعمل في حالات الطوارئ، قال الدكتور ريك برينان، مدير الطوارئ في إقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية:

“ما من شيء أكثر إثارة للقلق من سماع دوي القذائف، وصافرات سيارات الإسعاف المتجهة نحو المستشفى التي تعمل فيه، ثم سماع الضجة أمام المستشفى بينما يتم نقل المرضى إلى نقالات وكراسي متحركة، ثم تنتظر في قسم الطوارئ لتتساءل عما ستشاهده، وعن عدد الإصابات وأنواع الإصابات الخطيرة: جروح غائرة في الرأس، وجروح مفتوحة في الصدر، وبتر أطراف، وحروق شديدة”.

في غضون 18 شهرا من بدايتها، وصلت مبادرة الرضوح الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية إلى ما يقرب من 800 ألف مريض في جميع البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات، واستجابت لأكثر من 200 حادث إصابات جماعية.

ويمثل دعم تطوير خدمات رعاية الصدمات الوطنية والمحلية أمرا ضروريا للمبادرة.

 

[ad_2]

Source link

Leave a Reply