[ad_1]
يقول عن حياته، إنها سلسلة من المآسي بدأت بموت والده، ويروي: «جاء أبي ذات مساء من دكانه الذي يسمسر فيه على الفاكهة والخضار. وكانت أصابع قدميه ويديه منتفخة. وبعضها يخرج منها سائل، ولم أصدق أن ذلك المساء هو آخر يوم لأبي في دكانه، ومسجده. ومع أصدقائه في سمر الليالي البهيجة. ولكن الأمور جرت دون أن تستشيرني. سافر به أخي وأحد أقاربنا إلى (الرياض) أدخلوه المستشفى وما هي سوى أربعة أيام حتى عاد إلينا، قال لهم: دعوني وشأني. لا يشفي إلا الله. والمرض من الله. وأنا عبد من عبيد الله. أريد أن أموت عند أهلي».
عشق الحميد الكتابة، فهو يعيش لكي يكتب، ويكتب من أجل أن يعيش: يقول: «يا الله، كم أن الكتابة عظيمة، لقد ضعت كجمل في صحراء الدهناء العظمى.. الكتابة عن الكتابة كما تومئ إلى نفسها هي ذروة الكتابة، وغايتها، وإذا وصلنا إلى تلك المرحلة تزول حالة الملل واللاجدوى التي يتفنن عقلنا المراوغ في ذاكرة إضافية، كما يكتب على علبة دواء معين (لا يصرف دون استشارة طبية). وظيفة هذه الذاكرة لا تملك أي حصانة ويجب استئصالها بالعنف وحده». وعدّ الراحل الإنسان مجموعة كيانات تتوطن جغرافياً جسداً ما وتاريخياً في تجليات عصور متتابعة مظلمة، ومزدهرة، متحجرة، وشاعرية، فتبارك الله تعالى، الذي صنع هذا الإنسان على عينه. هذا الجسد إذن من حقه أن يحال على التقاعد حالما أراد، من ضمن هذه الكيانات بؤر وأوكار تخزن خبرات مؤلمة أو مخزية أو قاهرة، باختصار لنسمها «قرص الإحباط».
عاش الحميد.. ثرياً على مستوى الوعي، وكان يتنقل في أزقة حائل سيراً على الأقدام.. ويقول في حديث سابق إلى «عكاظ»: «أنا أكن للفقر احتراماً منقطع النظير؛ لأن أبي العظيم ظل صامتاً سبعاً عجافاً، يفترسه المرض ويصلي وينهشه الجرح المتسمم ويقرأ القرآن، بالمناسبة ما زلت حتى الآن محتاراً في ظاهرة ودلالات كونه يقرأ القرآن الكريم بالأحرف مثل قراءتنا لأي مطبوع، ولكنه لا يقرأ حرفاً واحداً غير القرآن!».
وفي الجمعة 05 أغسطس 2022، شيعت حائل بعد عصر الجمعة، جثمان الأديب الصامت جارالله يوسف عبدالعزيز الحميد من مسجد برزان بمنطقة حائل القديمة نحو مقبرة المنتزه، بحضور عدد من الأدباء والمثقفين.
[ad_2]
Source link