[ad_1]
ويطرح فيّاض أسئلة الذات: من أنا؟ ماذا أفعل في هذه الدنيا؟ ماذا أعرف عن نفسي؟ كيف أريد أسلوب حياتي، أهو بعيد عن الناس، أم وسط زحمة هذا العالم، أم في عِداد حاملي الرسالات؟
ويرى أن هذه الأسئلة وغيرها الكثير، التي تتفاوت من شخص لآخر، تحمل لنا العديد من الإجابات المريحة التي تضع النقاط على الحروف في نفوسنا.
ويذهب إلى أن مفهوم الذات يشير إلى ما يملكه الشخص من مشاعر وأفكار وإمكانات وقدرات، تحتاج إلى تطوير، من خلال توظيف المعارف والإمكانات التوظيف الأمثل في تحقيق الأهداف والآمال، وتفعيل القدرات التي منها ما هو موجود بداخلنا بالفعل، ومنها ما نحتاج أن نكتسبه بالممارسة والمران على فنون الكفاءة والفاعلية.
وعدّ فياض مرحلة اكتشاف الذات من أهم المراحل في حياة الإنسان؛ لأنها ترسم مسار رحلته في الحياة الاجتماعية، وتتطلب من الإنسان أن يوقظ نفسه، وأن يتوقف لفترة تطول أو تقصر عن مجاراة هذا العالم المضطرب، كون ذات الفرد أو شخصيته تُعبّر عن مجموعة من الآليات التي تنظم حياته وعلاقاته بالآخر وبالطبيعة وبالله سبحانه وتعالى، وبناء الذات عند كل فرد يقوم على السمات الجوهرية الخاصة بثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه. ولفت فياض إلى أن الثقافة نظام القيم الأساسية الجوهرية في المجتمع، والذات أو الشخصية أو الأنا أو الهوية صورة مصغرة عن هذه الثقافة أو هي مستودع لها. وثقافة الفرد، التي تشكل ذاته وشخصيته هي جزء من الثقافة الاجتماعية، وهي أيضاً ما نسميه بالهوية.
وأوضح، أن الدراسات الاجتماعية المعاصرة تركز على قدرة المجتمع على نقل ثقافته من جيل إلى آخر، وتعد تلك مصدر صحة المجتمع، وضمان سلامة استمراره. كون كل مجتمع يسعى دائماً إلى تشكيل بنية ثقافية أصيلة، يحرص على ألا يخرج عليها أحد من أفراده ضماناً للوحدة الاجتماعية الداخلية، فوظيفة الثقافة الاجتماعية إنما هي تحقيق التوازن والتناغم بين أفراد المجتمع، ولا يكون ذلك إلا عندما تتمكن، هي ذاتها، من تحقيق التناغم والتوازن بين عناصرها لتنتظم داخلياً في إطار مجموعة متوازنة من العناصر الثقافية التي يحيا فيها الفرد من جهة، وتشكل مرجعيته ومعياره في التعامل مع الأشياء والحكم عليها من جهة أخرى.
وعزا فياض ذلك لكثرة مخالطة الناس؛ عدم انسجام الفرد مع نفسه ومع غيره، وبين الأفراد والمجتمع عامة، ما ينتج عنه ربكة في الأحكام، وضبابية في الوعي وخلل في النظام الثقافي يؤدي بالضرورة إلى قلق في حياة الفرد، واضطراب في أحكامه، وفوضى في العلاقات، وشلل في القدرات وضمور في الإبداع.
ويرى في العزلة أسلوباً لمعالجة المواقف المؤلمة، لإعادة اتزان النفس، وملاذاً يقينا شر الخيبات، ويعيننا على ترتيب ذواتنا، وترميم ما أصبح آيلاً للسقوط من الأحلام، وتجديد سمات وخصائص أرواحنا الحقيقية، مثل قدرتنا على الحب والعطاء والخير.
ويُعرّف العزلة بأنها الخلوة مع النفس لفترة من الزمن يعيد من خلالها الفرد حساباته ويرتب أولوياته ويتأمل ويفكر في الأحداث الجارية حوله لمعرفة ما له وما عليه، خصوصاً قبل اتخاذ القرارات المصيرية في الحياة الاجتماعية والمهنية. لافتاً إلى أن العزلة عموماً تختلف عن الوحدة التي غالباً ما تكون مفروضة عليه كأن يكون الإنسان وحيداً بسبب بُعد الآخرين عنه، بالسفر إلى بلد بعيد، أو أنه يعيش مع أهله وأصدقائه إلا أنهم لا يمنحونه الاهتمام والعاطفة.
وكشف أن المقصود بالعزلة ترك فضول الصحبة، ونبذ الزيادة منها، وحط العلاوة التي لا حاجة إليك بها، فإن من جرى في صحبة الناس والاستكثار من معرفتهم على ما يدعو إليه شغف النفوس، وإلف العادات، كان جديراً ألا يحمد غبه، وأن تستوخم عاقبته، وكان سبيله في ذلك سبيل من يتناول الطعام في غير أوان جوعه، ويأخذ منه فوق قدر حاجته، فإن ذلك لا يلبث أن يقع في أمراض مدنفة، وأسقام متلفة.
وحذّر فياض من الوقوع في فخ العزلة الاجتماعية، إذ مهما كان حجم وثقل ما يحدث لنا في الحياة، فيجب ألا نقرر يوماً العزلة عن الناس والبقاء وحدنا بشكل مطلق؛ حتى لا ندخل في متاهة غير منتهية من المشاكل النفسية والاجتماعية.
[ad_2]
Source link