[ad_1]
فهل فعلاً هناك ارتباط وترابط وثيق مباشر أو غير مباشر بين «فكرة وإرادة وقابلية التغيير» لدى البعض منا، وتوقيت شهر رمضان بما ينطوي عليه شهر رمضان من بعد روحاني واجتماعي ونفسي؟ هل هناك علاقة بين القابلية للتغيير وعمر الإنسان وصحته ومستوى تعليمه ومستواه الاقتصادي والاجتماعي؟ هل هو ارتباط وترابط شعوري أم لا شعوري؟ وهل هذه القابلية نتيجة لتأثير اجتماعي أم تأثير روحاني؟
ماذا عن الصيام في غير رمضان؟ هل يمكن القول بأنه يسري على الصيام في غير رمضان ما يسري عليه خلال رمضان من حيث قابلية التغيير واتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق ذلك؟ هل يمكن إحداث التغيير وتبنيه خلال فترة الصيام من غير شهر رمضان؟ وماذا عن صيام رمضان في بيئة ومكان غير بيئة ومكان التأثير الاجتماعي والروحاني المعتاد والمألوف؟ هل يكون لدى الإنسان القدرة والاستعداد والقابلية على اتخاذ قراراته المخطط لها للتغيير، عندما تكون البيئة الاجتماعية المحيطة غير حاضنة اجتماعياً لصيام رمضان؟ أي هل ينطبق ذلك على من يصوم رمضان في مجتمع أو بلد يعد فيه صيام رمضان ليس قاعدة للغالبية من أهله؟ هل يختلف الأمر لدى من يصوم رمضان في بيئة غير بيئة رمضانية؟
لماذا نجح بعضنا في إحداث طفرة بتعلمه وإجادته وإتقانه مهارات جديدة خلال شهر رمضان؟ وكيف نجح بعضنا بإدخاله سلوك القراءة -على سبيل المثال- في برنامجه اليومي الرمضاني واستمر متدرجاً بزيادة ساعات القراءة خلال يومه الرمضاني حتى لم يعد لديه وقت فراغ؟ كيف أقلع بعضنا عن التدخين في رمضان، رغم توفره على القناعة والإرادة والقابلية للإقلاع عن التدخين قبل رمضان؟ ولماذا أصبح شهر رمضان ورشة تأهيلية وتدريبية لنسبة كبيرة من الرجال في فن الطبخ واكتشاف فجأة مواهبهم ومهاراتهم المهمة في فنون الطبخ بجانب الكثير من العبادات التي اختص وتميز بها شهر رمضان؟
أتساءل عن إمكانية اختبار هذه التساؤلات ودراسة هذه المعطيات ومدى قابليتها لتوسيع دائرتها وتوظيف أثرها في ما هو أكبر وأوسع من القرارات الفردية إلى القرارات على المستوى المؤسسي! وإمكانية توظيف هذه القابلية والاستعداد والقدرات على مستوى قضايا مثل قضايا الاستثمار والخروج من دائرة البطالة إلى دائرة العمل ومن دائرة الاستهلاكية إلى دائرة الإنتاج؟
إن أصعب وأخطر سؤال يواجهه الإنسان والشباب خاصة في الحياة العملية هو «كيف أبدأ». فهذه المتلازمة يجب تفكيكها وتحليلها والوقوف على كنهها بدقة وبموضوعية لحل الكثير من التحديات والصعوبات التي يعاني منها الشاب الذي لم يبدأ ولم تتح له الفرصة المريحة لبداية محفوفة بالأمان والنجاح.
من هنا أتقدم بتساؤلاتي إلى كل مسؤول في كل المؤسسات الرسمية المعنية بحل مشكلات البطالة بين شبابنا، والذين يعملون على تمكين العاطلين تعليمياً ومالياً ومهنياً، عليهم أن يعملوا على تمكين هؤلاء الشباب نفسياً واجتماعياً قبل التمكين المهني والمالي والتعليمي، وأن يدرسوا الدوافع والبواعث الكامنة وراء اتخاذ الإنسان قرارات مهمة في شهر رمضان لم يتخذها في غير رمضان، سواء كانت قرارات الامتناع عن سلوك أو بتبني سلوكاً آخر، والاستفادة من نتائج هذه الدراسات في تهيئة مزيد من الفرص وتوسيعها في استيعاب العاطلين.
إخيراً، علينا أن نؤمن وأن نعتقد يقيناً بأن العاطلين هم عاطلون ليس لعيوبهم، وليس تقصيراً من المؤسسات الرسمية في تمكين العاطلين مهنياً أو مالياً أو تعليمياً، لكنه نتيجة حلقة مفقودة بين هؤلاء و أولئك. إنه غياب التمكين النفسي والاجتماعي، الذي يحتاجه كل مبتدئ، كي يتغلب على خوفه من عالم الهيئات الحكومية وعالم الأنظمة والقوانين ولكي يقضي بها على كمية الأوهام والمخاوف والتوجسات المحيطة بقواعد لعبة السوق وليزدادوا ثقة بالنفس فيتخذوا قرارات مصيرية بنفس الطريقة والعزيمة والثقة التي يتخذون بها قراراتهم في رمضان.
[ad_2]
Source link