[ad_1]
يوم الأحد ١٩ مارس، ألقى وزير المالية الإسرائيلي يتسلئيا سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية (الأصولي المتشدد) خطاباً خلال فعالية في باريس للصهاينة المتشددين، أنكر فيه وجود شعب فلسطيني، كونه كذبة مصطنعة عمرها مئة سنة فقط، تطورت من أجل مقاومة الحركة الصهيونية، التي تزعم: أن فلسطين التاريخية، أرضاً خالصةً لليهود.
هكذا في جملة عنصرية رعناء، في غفلة العالم عن حقائق التاريخ وواقع الجغرافيا، محا هذا الوزير الصهيوني بصفاقة حقَ الشعب الفلسطيني، في أرضٍ يمتد وجوده فيها لأكثر من ثلاثة آلاف سنة، وليتحدى الواقع المعاصر بأن الفلسطينيين اليوم أكثر من اليهود أنفسهم في فلسطين، رغم ما يتعرضون له من نكبة تاريخية وإنسانية ممتدة لما يقرب من قرن من الزمان، بفعلِ اغتصاب الصهاينة لأرضهم.
المشكلة أن هذا الصهيوني، المسؤول في حكومة إسرائيلية، ألقى خطابه هذا في باريس، بعد إدانة دولية تعرض لها، بسبب تصريحات سابقة له بمحو بلدة حوارة الفلسطينية، وكان قد سبق له زيارة الولايات المتحدة، عقب تصريحاته العنصرية المحرضة، تلك. أقصى ما صدر عن حكومات الغرب الإعلان عن رفضها لتصريحات الوزير الإسرائيلي، بينما تفتح له أراضيها ووسائل إعلامها ليبث منها وأمثاله سمومهم العنصرية.. ويجمعون الأموال، ويحصلون على الدعم السياسي والعسكري، لإنجاح مشروعهم العنصري البغيض.
هذا السكوت المريب والمتواطئ لحكومات الغرب من الدعاوى الصهيونية ضد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، شجع الوزير الإسرائيلي ليتمادى في غيه للتعبير عن طموحات حزبه العنصرية، ليفصح عن الجانب التضاريسي لنظرية التوسع الإسرائيلي، برفع خريطة على منصة خطابه، في باريس، تظهر ضم كامل أرض فلسطين، بالإضافة إلى الأردن، بوسطها بندقية كتبت تحتها بالعبرية عبارة «بهذا فقط»، أي أنه بالقوة وحدها تتمكن إسرائيل من فرض واقعها العنصري التوسعي المعادي للسلام.
إستراتيجية إسرائيل التوسعية الطامعة في أرض العرب، معروفة وتمثلها رموز للدولة العبرية تبدأ بالعَلَمِ ولا تنتهي عند الصور الظاهرة على فئات عملتها المختلفة. سياسة رسمية منظمة لدولة مارقة لا تخفي كرهها المتأصل للسلام. كما أن سياسة «الغموض البناء»، التي تتبناها القوى الفاعلة في النظام الدولي، لإخفاء الدعم (الحقيقي) لإسرائيل، لم تعد عبارات الدبلوماسية المنمقة المعلنة، بقادرة على التغطية على المؤامرة الكبرى التي تحيكها هذه الدول، بدعمها اللامحدود لإسرائيل، ظالمة ومغرقة في الظلم والعدوان.
يبقى السؤال: ألم يتضح بعد للعرب حجم المؤامرة التي تحاك لاستهداف أمنهم القومي، بل ووجودهم. إسرائيل لن تتخلى عن إستراتيجيتها التوسعية، التي تتجاوز أرض فلسطين، جنوباً، وحتى صنعاء.. وشرقاً حتى بلاد ما وراء النهر.. وغرباً حتى الأطلسي، وشمالاً حتى هضبة الأناضول… بل بامتداد العالم بأسره، حيثما وجد يهود.
خريطة إسرائيل، التي تزداد رقعتها مع الوقت، تثبت أن إسرائيلَ كيانٌ كارهٌ للسلام عدوٌ للإنسانية، لا يحترم تعهداته ولا نصوص المواثيق التي يوقعها مع العرب. إسرائيلُ فعلتها اليوم مع الأردن، ما الذي يمنعها أن تفعلها غداً مع مصر، الموقعة معها كالأردن معاهدة سلام. لا يغيب عنا: أن هناك دعاوى إسرائيلية (توراتية) تطالب باستعادة أرض مدين، بما يفوق دعواها في أرض سيناء! أرضُ مدينَ، عند عتاة الصهاينة المتدينين والقوميين عموماً، كانت تاريخياً مقراً لليهود امتداداً لأرض فلسطين، بينما أرض سيناء كانت ممرَ عبورٍ لمملكة سليمان التي امتدت جنوباً، حتى سبأ من أرض اليمن.
إسرائيلُ تراهن على قبول العرب بواقع دعاواها التوسعية، بعد أن استبعدت مقاومة العرب لأطماع مزاعمها التاريخية في أرضهم. تُرى أما زال العرب يراهنون على التطبيع مع إسرائيل، بدلاً من استيقاظ حسهم الإستراتيجي تنبهاً لخطر إسرائيل الوشيك والناجز على أمنهم القومي، بل ووجودهم؟
الوقت لم يَفُتْ، بعد.
[ad_2]
Source link