[ad_1]
حتى لو تراجع فايروس كوفيد-19، وتخلى عن شراسته التي لازمته خلال سنتيه الأولى والثانية؛ فهو واجدٌ سبلاً شتى للتأثير في حياة الناس في كل مكان. وفي بريطانيا تحدثت أرقام رسمية عن تزايد كبير في المطالبات المقدمة للحصول على تعويضات مالية من «مشروع أموال التضرر من اللقاحات»؛ إذ ارتفع عددها بنحو 20 ضعفاً. واضطرت الهيئة الإدارية للمشروع إلى زيادة عدد موظفيها من 4 أشخاص إلى 80 شخصاً، أوكلت إليهم مهمة التعامل مع طلبات التعويض. لكن نواباً في مجلس العموم (البرلمان) البريطاني، ومتقدمين بطلبات تعويضات، وذوي متضررين من التطعيم بلقاحات فايروس كوفيد-19 يطالبون بأن يخضع المشروع لإصلاحات جذرية، يتصدرها اتخاذ قرار بإلغاء الحد الأعلى الذي اختطته الحكومة البريطانية للتعويض. ويبلغ الحد الأقصى للتعويض حالياً 120 ألف جنيه إسترليني. وتقول هذه الفئات إن التعويض ضئيل جداً، ويتم منحه بعد معاناة من البيروقراطية، وتشدد غير مبرر في تحديد الحالات التي يسمح لها بالاستفادة من التعويض. وتتمسك الحكومة البريطانية بأن أي شخص يصاب بإعاقة نتيجة خضوعه لأحد اللقاحات يستحق هذا التعويض مرة وحيدة في حياته. كما أنه يحق للعائلات المكلومة التقدم بطلب للحصول على هذا التعويض إذا توفي عزيز لهم من جراء اللقاح. كما تقول الحكومة إن المشروع ليس تعويضاً بالمعنى الحرفي؛ ما يعني أنه بعد الحصول على هذا المال يحق للمتضرر رفع دعوى مدنية أمام المحاكم للحصول على تعويض قضائي. وقرر عدد من المرضى والعائلات رفع دعوى ضد شركة أسترازينيكا الدوائية العملاقة، بعدما تضرروا، أو فقدوا عزيزاً بسبب استخدام لقاح أسترازينيكا المضاد لفايروس كوفيد-19. وتتمسك العائلات المكلومة والمتضررون، وعددهم 13 أسرة مكلومة و28 متضرراً نجوا من مخاطر الخضوع للتطعيم بهذا اللقاح الإنجليزي، إن التعويض الذي يعرضه مشروع أموال تعويضات اللقاحات ليس كافياً. وقالت سارة مور، التي تقود جماعة المتقاضين، إن المال- مهما كان كبيراً- لن يعيد الأعزاء الذين أضحوا في ذمة خالقهم بسبب خضوعهم للقاح أسترازينيكا، ولن يعيد الصحة التامة للمتضررين منه. لكن التعويض إذا كان سخياً فسيعين الأمهات والآباء والأطفال والأرامل على إعادة صياغة حياتهم بشكل جديد. وتشير الأرقام الرسمية إلى وجود أكثر من 4 آلاف طلب تعويض منذ نوفمبر 2020 حتى مارس الجاري. وخلال هذه الفترة تغيرت تبعية مشروع التعويضات من وزارة العمل والتقاعد إلى هيئة الأعمال التابعة للخدمة الصحية الوطني، اعتباراً من نوفمبر 2021. ومن بين الطلبات البالغ عددها 4017 طلباً، هناك 334 طلباً من ذوي أشخاص توفوا بسبب تعاطيهم اللقاح. وتم حتى الآن إقرار 48 طلباً فقط، بحسب ما أدلت به وزيرة الدولة بوزارة الصحة ماريا كوفيلد أمام نواب مجلس العموم في فبراير 2023. وذكرت وثيقة حكومية أخرى في فبراير الماضي أن عدد طلبات التعويض بلغ 3842 طلباً. ويعني ذلك أن عدد الطلبات قفز بنحو 200 طلب خلال شهر واحد. وتم رفض 814 طلباً. وأبلغ 37 متقدماً بأن طلباتهم لا تستوفي شروط التقديم للحصول على التعويض. ويقول مسؤولو مشروع أكوال التعويض إن على من يدعي أنه أصيب بإعاقة دائمة نتيجة خضوعه للتطعيم باللقاح المضاد لكوفيد-19 أن يثبت أن إعاقته تصل إلى 60%. وهو التعريف نفسه الذي تحدده ضوابط منح مكافأة الإعاقة في نظام الضمان الاجتماعي البريطاني. ويضيف المسؤولون أن خبير تقويم طبي مستقلاً سينظر في الطلب، مستعيناً بالسجل الطبي للمريض أو المتوفى، إلى جانب «جميع الأدلة العلمية». وسيقرر الخبير المستقل إن كان مقدم الطلب يستحق التعويض بناء على «الاحتمال الأكثر رجوحاً» أن اللقاح هو سبب الإعاقة التي ألّمت بالمتقدم، بشرط أن تكون نسبة الإعاقة 60%. وتتمسك وكالة الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، التي تشرف على تنظيم المجال الطبي، إن 445 شخصاً أصيبوا بجلطات دموية، مصحوبة بانخفاض كبير في كريات الدم، نتيجة خضوعهم للقاح أسترازينيكا، فيما توفي 81 شخصاً بالسبب نفسه. وتقول الحكومة البريطانية إن تقويم طلب التعويض في نطاق مشروع أموال تعويض اللقاحات سيستغرق فترة لا تقل عن 6 أشهر. وطلب النائب المحافظ جيريمي رايت من رئيس الوزراء ريشي سوناك الأسبوع الماضي التدخل لإصلاح برنامج التعويضات، خصوصاً إزالة الحد المالي الأقصى، ونسبة الإعاقة المحددة بـ 60%. ورد سوناك بالقول إن حكومته تعكف على إصلاح البرنامج. وقالت شيلا وارد، أرملة ستيفن وارد الذي توفي عن 57 عاماً بعد خضوعه للقاح أسترازينيكا، إنها مُنحت التعويض بعد أكثر من سنة من تقديم طلبها. وحصل زوجها على اللقاح في مارس 2021. وعلى رغم أنه لم يكن يعاني من أي أمراض مزمنة، فقد دهمه صداع حاد بعد بضعة أيام من خضوعه للتطعيم. وقالت شيلا إنه بقي في سريره تحت وطأة الصداع. وبعد نحو ساعتين فقد القدرة على النطق. فاستدعت الإسعاف الذي نقله للمستشفى، حيث اكتشف الأطباء أنه مصاب بعدد من الجلطات الدموية في دماغه. ولم يمهله المرض ليخضع لجراحة. وذكر الطبيب الشرعي في شهادة الوفاة أن اللقاح هو أحد أسباب وفاة ستيفن. وأعربت شيلا عن استيائها من أداء مشروع التعويضات، الذي استغرقها أكثر من سنة لتحصل على تعويضها.
يواجه المسؤولون الصحيون الاتحاديون في الولايات المتحدة مهمة عسيرة تتعلق بالإجابة عن سؤال يتعلق بما إذا كان ضرورياً منح فئات محددة من الأشخاص جرعة تنشيطية سادسة من لقاحات مرض كوفيد-19. وتلك الفئة تضم كبار السن، والمصابين بأمراض تتعلق بمناعتهم. ويشار إلى أن أكثر من 300 شخص يموتون يومياً في الولايات المتحدة بكوفيد-19، على رغم أن الوباء العالمي أضحى «تهديداً مقدوراً عليه» بالنسبة للبالغين الذين لا يعانون أمراضاً مزمنة، أو أي مخاطر صحية أخرى. ويقول مكتب الإحصاء الأمريكي إن عدد الأمريكيين البالغة أعمارهم 65 سنة فأكثر يصل إلى نحو 53 مليون نسمة، يمثلون نحو 16% من مجموع السكان. كما أن عدد الأمريكيين المصابين بمشكلات في المناعة يقدر بـ 7 ملايين نسمة. ومع أن الإصابة بكوفيد-19 تعد مجرد مرض مزعج بالنسبة إلى أي شخص بالغ صحيح البدن؛ إلا أنها يمكن أن تكون مدعاة للتنويم في المشافي، وربما الوفاة، لدى المسنين وذوي المناعة المعطوبة. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن استشارية مكافحة الأمراض المعدية الدكتورة سيلين غاوندر قولها إنها ترى أنه يجب تحصين هذه الفئات بجرعة تنشيطية من لقاحات كوفيد-19 مرة كل 6 أشهر. وزادت أنها لا ترى فائدة تذكر من الاكتفاء بإعطائهم جرعة تنشيطية مرة كل سنة. وكانت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أعلنت في يناير 2023 أنها تتجه إلى إقرار إعطاء جرعة تنشيطية كل خريف لجميع الأمريكيين، أسوة بنظام التطعيم السنوي ضد فايروس الإنفلونزا. لكن خبراء وعلماء وأطباء رأوا أنه توجه لا يخلو من العيوب؛ إذ إن الأمريكيين يختلفون في أعمارهم، ومن حيث طبيعة المخاطر الصحية التي تواجه كلاً منهم. وحذروا من أن التحصين ضد أي مرض معد يتضاءل مفعوله بعد بضعة أشهر فحسب. وقالوا إن تحصين الشخص المصاب بضعف المناعة، أو المتقدم السن يتضاءل بشكل أسرع، قبل حلول الموعد السنوي المحدد للحصول على الجرعة التنشيطية. ويقول العلماء إنهم يفتقرون إلى البيانات الكافية بشأن طول بقاء الحصانة بعد الجرعة التنشيطية التي منحت في خريف 2021. كما أنه لا توجد بيانات بشأن طول فترة استمرار فعالية الجرعة التنشيطية المُحَدّثة التي منحت خلال الخريف الماضي. ولذلك يشعر كثير من الخبراء بأنهم لا يستطيعون الإفتاء بشأن جرعة تنشيطية إضافية لأية فئة من السكان. ويخشون أنه حتى لو تقرر تخصيص جرعة تنشيطية جديدة للسكان فقد لا يتقدم عدد كبير منهم إلى الحصول عليها؛ إذ إن 16% فقط من الأمريكيين هم الذين حصلوا على الجرعة المحدثة الأخيرة. ويجمع الأطباء على أن البيانات الكافية عن مدى التحصين لن تتوافر إلا إذا تقدم الناس بأعداد كبيرة للحصول على اللقاح، حتى يمكن للمختصين رصد طول فترة فعاليته، وضمان مأمونيته.
[ad_2]
Source link